الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

واشنطن تدعم المعارضة السورية بـ 25 مليون دولار

3 أغسطس 2012
عواصم (وكالات) - وقع الرئيس الأميركي باراك أوباما وثيقة سرية تسمح بتقديم المساعدة لمقاتلي المعارضة السورية، وهو ما يشكل خطوة باتجاه التخلي عن “الحذر” في التعامل مع الساعين لإطاحة نظام الرئيس بشار الأسد، فيما أوضحت وزارة الخارجية أن المبلغ المخصص لمساعدة قوات المعارضة بلغ 25 مليون دولار، وسيقتصر على امدادات غير مميتة، مثل معدات الاتصال المشفرة. كما صادق أوباما على تقديم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 12 مليون دولار للسوريين للمساعدة في التخفيف من وطاة “الفظائع الرهيبة”، مما يرتفع إلى 76 مليون دولار إجمالي قيمة المساعدات التي قدمتها واشنطن إلى نحو 1,5 محتاج في سوريا، وتشتمل على الأغذية والماء والامدادات الطبية والملابس والآدوات الصحية وغيرها. وجاء الكشف عن المذكرة السرية، بينما رأى خبراء أميركيون في مجلس الشيوخ أنه يتوجب على واشنطن أن تزيد من دعمها للمتمردين من خلال تقديم أسلحة ودعم جوي لهم، لترسم “بوضوح” لنظام الأسد “خطاً أحمر” لا يجوز تجاوزه تحت طائلة تدخل عسكري. وأفادت محطتا “ان بي سي” و”سي ان ان” نقلاً عن مصادر لم تحدداها بأن توقيع أوباما جاء في إطار ما يعرف بـ”التقرير الرئاسي” وهي مذكرة تجيز لوكالة الاستخبارات المركزية “سي آي ايه” القيام بتحركات سرية. لكن مسؤولين في البيت الأبيض رفضوا التعليق على هذه المعلومات، دون أن يستبعدوا أن تكون واشنطن تقدم للقوات المناهضة للأسد المزيد من الدعم في مجال الاستخبارات مما تم الاقرار به. ويشير هذا وتطورات أخرى إلى تحول باتجاه تقديم دعم متزايد رغم أنه لايزال محدوداً للمعارضة السورية المسلحة وهو تحول زاد وضوحاً بعد إخفاق مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي في الاتفاق على تشديد العقوبات على دمشق. ولم يصل الأمر على الأرجح بالبيت الأبيض حتى الآن إلى تقديم أسلحة فتاكة للمعارضين. لكن مسؤولين أميركيين وأوروبيين قالوا إن هناك تحسناً ملحوظاً في تماسك جماعات المعارضة السورية وكفاءة عملها في الأسابيع القليلة الماضية. ويمثل هذا تغيرا كبيراً في تقييم أداء مقاتلي المعارضة من جانب الغربيين الذين كانوا يصفون معارضي الأسد بأنهم مجموعة متشرذمة تفتقر للتنظيم ويسودها الفوضى. وأقر مصدر حكومي أميركي بأن واشنطن تتعاون وفقاً للأمر الرئاسي مع مركز قيادة سري تديره تركيا وحلفاء لها. كما تتزامن المذكرة السرية مع تشديد الضغط السياسي على البيت الأبيض لحضه على تقديم المزيد من الدعم للمعارضة السورية رغم تمنع واشنطن عن الانخراط في حرب جديدة بالشرق الأوسط. وكانت واشنطن أعلنت سابقاً أنها تقدم مساعدة طبية ولوجستية لمقاتلي المعارضة السورية إلا أنها ترفض تقديم أسلحة، محذرة من أن المزيد من عسكرة النزاع الجاري في سوريا لن يكون مثمراً. لكن خبراء مشاركين في جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، حذروا من أن إطالة أمد النزاع يزيد المخاطر، ويؤدي إلى تزايد المجازر على نطاق واسع. وأكد رئيس اللجنة السناتور جون كيري أنه “لا بد من العمل على تسريع خروج الرئيس الأسد”. لكن الخبراء لم يجمعوا على شكل التدخل وحدود الدعم الذي يمكن الولايات المتحدة تقديمه ولاسيما لجهة تزويد مقاتلي المعارضة بالأسلحة. وشدد مارتن انديك السفير الأميركي سابق في إسرائيل ويشغل حالياً منصب مدير السياسة الدولية في معهد بروكينجز، على وجوب أن “ننتبه إلى من نعطي أسلحة” ولا سيما في غياب رؤية أميركية واضحة عن هوية وأهداف القوى التي تشكل المعارضة المسلحة في سوريا. والنقطة الأخرى التي تشكل منطلقاً للدعوات المتزايدة لتفعيل التدخل الأميركي هي ترسانة الأسلحة الكيميائية التي لوح نظام الأسد باللجوء إليها في حال تعرضه لإعتداء خارجي. ومع تردد أنباء عن تحريك النظام مخزوناته من هذه الأسلحة، اعتبر الخبراء أنه يجدر بالولايات المتحدة أن تكون واضحة في تحذير الأسد من استخدام “أسلحة دمار شامل”. من جهته، طرح جيمس دوبينس مدير الأمن الدولي في “راند كوربورايشن” فرض منطقة حظر جوي فوق كل مناطق سوريا أو أجزاء منها، مما يتطلب نوعاً من المشاركة الأميركية. ويأمل دوبينس في أن يتضح لنظام الأسد أن استخدام الطائرات الحربية في شكل ممنهج سيكون “خطاً أحمر” يدفع إلى تدخل أميركي إضافي. وكانت الناطقة باسم بعثة المراقبين الدوليين في سوريا سوسن غوشة أكدت أمس الأول، أن الجيش النظامي السوري يستخدم الطيران الحربي في قصف حلب. لكن دوبينس السفير الأميركي السابق في الاتحاد الأوروبي يفضل أن يكون الاقدام على حظر الطيران بطلب من المعارضة السورية وقبول من الجامعة العربية. ويعتقد دوبينس أن معظم أعضاء حلف شمال الأطلسي “الناتو” سيكونون داعمين لهذه الخطوة. ومع أن إقرارها خطوة من هذا القبيل في مجلس الأمن “مرغوب فيه في شكل كبير” إلا أنه “ليس ضرورياً” كما حصل في كوسوفو. من جانب آخر، أكدت الخزانة الأميركية أمس الأول أنها أجازت لمجموعة الدعم السوري التي تمثل الجيش السوري الحر في واشنطن، عقد صفقات مالية نيابة عن هذه الجماعة المعارضة. وتردد نبأ الاجازة لأول مرة الجمعة الماضي على موقع المونيتور على الإنترنت الذي يبث أخباراً وتعليقات تخص الشرق الأوسط. وفي 2011 عندما بدأ المعارضون في ليبيا تنظيم أنفسهم لتحدي حكم الزعيم الراحل معمر القذافي، وقع أوباما أيضاً أمراً مبدئياً يجيز بشكل واسع تقديم دعم أميركي سري لهم. وأوضح المتحدث باسم الخارجية باتريك فينتريل أن إدارة أوباما كانت خصصت في الأصل 15 مليون دولار لمساعدة المعارضة السورية المسلحة لكن منذ بعض الوقت أضافت مبلغ 10 ملايين دولار إلى المبلغ المتاح. كما صادق الرئيس أوباما أمس، على تقديم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 12 مليون دولار للسوريين للمساعدة في التخفيف من وطاة “الفظائع الرهيبة”. وجاء في بيان للبيت الأبيض أنه “بعد 17 شهراً من النزاع، فإن الوضع الإنساني متفاقم ويزداد تدهوراً”. وأضاف “الولايات المتحدة تشيد بكرم تركيا والأردن ولبنان والعراق وغيرها من الدول التي تستضيف اللاجئين الفارين من الفظائع الرهيبة التي يرتكبها نظام الأسد وتقدم إليهم المساعدة”. وقال إن “الولايات المتحدة تدعو جميع دول العالم إلى المساهمة في النداء الإنساني الذي أطلقته الأمم المتحدة بشأن سوريا”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©