الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عنان ينهي مهمته داعياً إلى تنحي الأسد عاجلاً أم آجلاً

عنان ينهي مهمته داعياً إلى تنحي الأسد عاجلاً أم آجلاً
3 أغسطس 2012
قرر المبعوث العربي الأممي كوفي عنان امس الاستقالة من منصبه بحلول نهاية تفويض مهمته أواخر اغسطس الحالي، محملا المسؤولية لانقسامات مجلس الامن إزاء الازمة، ومعتبرا ان على الرئيس السوري بشار الاسد ان يتنحى عاجلا أم آجلا في إطار عملية الانتقال السياسي”. وقال البيت الابيض “ان قرار عنان يبرز فشل الاسد في الوفاء بوعده الالتزام بخطة وقف اطلاق النار من جهة، والدور المعرقل لروسيا والصين في مساندة المزيد من التحرك داخل مجلس الامن من جهة ثانية. ورأت فرنسا في استقالة عنان انها اظهرت المأزق المأساوي في النزاع. بينما اعربت روسيا عن اسفها العميق لقرار الاستقالة بالتزامن مع اعلان معارضتها مشروع قرار تقدمت به السعودية بشأن سوريا الى الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتباره غير متوازن. وندد عنان لدى اعلانه استقالته من منصبه بانعدام الاجماع في مجلس الامن و”تبادل الاتهامات والسباب”، وقال خلال مؤتمر صحفي في جنيف “بذلت ما في وسعي”، واضاف “ان الكلفة الإنسانية الباهظة للنزاع والاخطار الاستثنائية لهذه الازمة على السلام والامن الدوليين بررت المحاولات، للتوصل الى انتقال سلمي نحو تسوية سياسية، لكن العسكرة المتزايدة للنزاع على الارض والانعدام الأكيد للوحدة في مجلس الامن، غيرا بشكل جذري الظروف لأمارس دوري بشكل فعلي”. واعرب عنان عن اسفه لعدم تلقي كل الدعم الذي تتطلبه المهمة، لافتا الى انقسامات داخل المجتمع الدولي وخصوصا مجلس الامن، وقال “ان كل ذلك أدى الى تعقيد واجباتي”. كما انتقد عدم أخذ مجلس الامن بخلاصات اجتماع جنيف في 30 يونيو، والذي توافقت فيه الدول الاعضاء في مجموعة العمل حول سوريا على مبادئ عملية انتقال سياسي يقودها السوريون. وشدد “على ان انتقالا سياسيا يعني ان على الاسد التنحي عاجلا ام اجلا”. واعرب عنان عن امله أن يحظى خلفه في هذا المنصب بفرصة اكبر للسير بسوريا نحو الانتقال السياسي. وقال لدى سؤاله عما اذا كان يعتقد انه سيجري اختيار شخص آخر لخلافته “العالم مليء بأناس مجانين مثلي. ولذلك لا تندهشوا اذا استطاع الامين العام العثور على شخص ما يمكنه اداء عمل افضل مني.. قد تكون هناك خطط أخرى وطرق أخرى قد تفلح بكفاءة تامة، لكن التركيز في هذه المرحلة يجب ان يبقى على حدوث انتقال سياسي وخطة النقاط الست للسلام ومجموعة أصدقاء سوريا لا تزال مستمرة”. وكان اعلان الاستقالة ورد في بيان للامين العام للامم المتحدة بان كي مون قال فيه “ان المبعوث العربي الاممي ابلغ الامم المتحدة والجامعة العربية نيته عدم تجديد مهمته حين تنتهي مدتها في 31 اغسطس 2012”، واعرب عن امتنانه العميق للجهود الشجاعة التي بذلها عنان ولتصميمه، مبديا في الوقت نفسه أسفه العميق لانهاء مهمته، لافتا إلى مباشرة مشاورات مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، للاسراع في تعيين خلف لعنان يستطيع مواصلة جهود السلام الاساسية. ورأى بان كي مون “ان العنف المتواصل في سوريا، والانقسامات داخل مجلس الأمن تمثل عقبات في طريق التوصل الى حل دبلوماسي يضع نهاية للصراع. وقال “ان دوامة العنف تتواصل في سوريا بشكل ماسوي، فالحكومة وقوات المعارضة لا تزالان تبديان تصميمهما على تصعيد العنف”، واضاف “لم تتم الاستجابة الى اليد الممدودة من اجل تجنب العنف واللجوء الى الحوار والدبلوماسية، ومع ذلك فإن هناك املا كبيرا أمام شعب سوريا”. إلى ذلك، قال البيت الابيض ان قرار عنان الاستقالة يسلط الضوء على رفض الاسد وقف الهجمات الجرامية، والالتزام بخطة السلام من جهة، ورفض روسيا والصين دعم القرارات الهادفة الى محاسبته في مجلس الامن من جهة ثانية. وقال المتحدث جاي كارني للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الاميركية “ان الرئيس باراك اوباما يقدر قيام عنان بدور المبعوث لسوريا، وجهوده للقيام بعملية انتقال سلمي وسط القتال المرير بين القوات السورية والمعارضين”، واضاف “ان الرئيس السوري رغم وعده الالتزام بخطة عنان يواصل قتل شعبه بوحشية، والبيت الابيض ما زال يعتقد انه يجب ان يرحل”. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان “ان استقالة عنان تظهر المأزق المأسوي للنزاع السوري”، واضاف “ان الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية ينسحب، لكن وقفا لاطلاق النار وتنحي الاسد والبدء بانتقال سياسي يحترم كل المجموعات السورية هي موضوعات اكثر الحاحا الآن من أي وقت”. وحث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مجلس الأمن الدولي على زيادة الضغط على سوريا في أعقاب استقالة عنان، وقال لقناة سكاي نيوز البريطانية “بصراحة، تظهر استقالته أن العملية الحالية غير ناجحة.. إن خطة عنان التي اجتهد جدا فيها لم تؤت ثمارها، ورأينا هذه الأعمال الدامية المروعة ورأينا المجازر”. وأضاف “أعتقد أن ما يتعين علينا هو زيادة الضغوط، ويتعين علينا أن نصدر قرارات في الأمم المتحدة لوضع مزيد من الضغط على سوريا”. لكن كاميرون اكد عقب محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس أن الخلاف لا يزال قائما بين بلاده وروسيا بشأن كيفية التعامل مع الصراع في سوريا. وقال للصحفيين “هناك بعض الاختلافات في مواقفنا بشأن الصراع السوري.. يريد كلانا أن ينتهي هذا الصراع وتستقر سوريا وسنبحث مع وزيري خارجيتينا كيفية المضي قدما في جدول الأعمال هذا”. واعرب بوتين أيضا عن أسفه العميق لاستقالة عنان التي اعتبرها خسارة كبرى، وأمل باستمرار الجهود الدولية لانهاء العنف في سوريا، واصفا الوضع بأنه “مأساة”. واضاف “”كوفي عنان رجل محترم جدا.. دبلوماسي ممتاز ورجل متواضع جدا، ولذلك فإنه شيء مخجل فعلا، لكنني أتمنى أن تستمر جهود المجتمع الدولي الهادفة لانهاء العنف”. وقال بوتين للصحفيين من خلال مترجم “إن بلاده وبريطانيا تتبنيان موقفا مشتركا بشأن بعض المجالات الخاصة بسوريا، ونلاحظ وجود بعض الأشياء التي نتفق بشأنها واتفقنا على مواصلة العمل على إيجاد حل قابل للتطبيق”. وكان المبعوث الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين اعرب عن أسف بلاده لقرار عنان التخلي عن مهمته، وقال للصحفيين خارج مجلس الامن “نفهم انه قراره، ونأسف انه اختار ان يفعل ذلك.. ساندنا بقوة كبيرة جهوده، وما زال لديه شهر وأتمنى استخدام هذا الشهر بكفاءة قدر الامكان في ظل تلك الظروف الصعبة”. ووجه اصبع الاتهام بشأن رحيل عنان الى القوى الغربية التي اعترضت على ما وصفه بـ”اقتراحات معقولة ومتوازنة” في مجلس الامن. وأكدت وزارة الخارجية الروسية معارضة موسكو مشروع قرار صاغته السعودية بشأن سوريا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، معتبرة أنه غير متوازن وسيشجع المعارضة على مواصلة القتال ضد حكومة الاسد. وقالت في بيان مستبقة تصويت الجمعية العامة الذي تأجل الى اليوم الجمعة “انه منحاز وغير متوازن، وموسكو لن تؤيده بصورته الحالية لانه يضع المسؤولية بالكامل عما يحدث على السلطات السورية وحدها، بينما يترك المعارضة خارج حدود مطالب المجتمع الدولي”. وأضاف “هذه الطريقة تشجع نهج المعارضة الرافض لتقديم تنازلات في القتال ضد الحكومة السورية”. دمشق تأسف لاستقالة عنان دمشق (وكالات) - أعربت وزارة الخارجية السورية امس، عن أسفها لاستقالة المبعوث العربي الاممي كوفي عنان، وطلبه عدم التمديد له في مهمته، وقالت في بيان «إن سوريا لطالما اعلنت وبرهنت عن التزامها التام بخطة عنان، لكن الدول الساعية لزعزعة استقرار سوريا هي التي عرقلت، وما زالت تعرقل تنفيذ المهمة لأن النوايا لم تكن صادقة أبدا في مساعدة سوريا على تخطي أزمتها بما يتوافق مع إرادة و تطلعات الشعب السوري». واعتبر البيان أن العرقلة تمثلت في دعم وتسليح وإيواء المجموعات الإرهابية المسلحة، مما أدى لاستمرار العنف الدائر في سوريا، وقال «إن سوريا تبقى ملتزمة بمحاربة الإرهاب وفقا للقوانين السورية وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بهدف استعادة الأمن والاستقرار، وأيضا بهدف حماية السوريين الأبرياء وحفظ الممتلكات العامة والخاصة». وأضاف أن الحكومة السورية ما زالت تؤمن بأن السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو الحوار الوطني الشامل والمصالحة الوطنية بين الأفرقاء السوريين دون أي تدخل أجنبي، بهدف تحقيق تطلعات الشعب السوري في الوصول لسوريا المتجددة. وأكد استمرار الحكومة بالتزامها التعامل مع فريق المراقبين الدوليين لتحقيق بنود خطة عنان.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©