بدر الدين الإدريسي: تحول نجم وسط ميدان نادي الوداد البيضاوي جان جاك جوصو على حين غرة إلى بطل تحت الإكراه لقصة غريبة تتناقلها وسائل الإعلام المغربية من زوايا مختلفة يمتزج فيها ما هو رياضي وما هو سياسي•• وما أعطى القوة وصفة الغرابة لقصة اللاعب الإيفواري هو ورود اسم إسرائيل، باعتبارها الوجهة التي حصل اللاعب على إغراءات مالية ليوجه أشرعته نحوها• والقصة تبدأ بعرض سري حصل عليه جوصو من فريق هابوعيل تل أبيب الإسرائيلي، الذي قيل أنه حصل من أحد الوسطاء على تسجيل لبعض مباريات هذا الأخير، فأبدى رغبة لجلبه، وكلف أحد وكلائه بالشروع فعليا في تدبير أي طريقة لجلب اللاعب إلى إسرائيل•
وتضاربت المصادر في الإشارة إلى الأسلوب الذي اتبع في مفاوضة اللاعب نفسه، إذ قالت بعضها أن جوصو حصل على إجازة من إدارة الوداد لمدة ثلاثة أيام للسفر إلى إسرائيل بهدف مفاوضة أحد الأندية هناك، وأنها وافقت على مضض رغم أن الأمر أزعج كثيرا البرتغالي روماو مدرب الوداد، إلى الحد الذي طالب فيه بلهجة حادة اللاعب جوصو بعدم تجاوز الأيام الثلاثة، بينما الحقيقة الأقرب إلى الواقع، أن إدارة الوداد انقسمت على نفسها في قضية السفر، جهة تقول أنه حصل على ترخيص للسفر إلى تل أبيب، وجهة أخرى تقول أنه لم يحصل على الترخيص بدليل أن جوصو جوصو طلب منه فور عودته المثول أمام اللجنة التأديبية لنادي الوداد بتهمة التغيب غير المبرر عن حصص تدريبية بعينها•
وبتجاوز هذه البنية الشكلية للقضية، فإن الجانب المهم فيها، هو أن الإيفواري جوصو جوصو فاوض مسؤولي نادي هابوعيل الإسرائيلي، ووضعهم في الصورة، عندما كشف أمامهم مضمون العقد الذي يربطه إلى 2008 بنادي الوداد البيضاوي، والذي تقول إحدى فقراته، أن بمقدور اللاعب الرحيل وقتما شاء إلى أي فريق يريد، بشرط أن يحضر مبلغا للإنتقال لا يقل عن 250 ألف دولار، وبالطبع فإن هذا العقد لا يحظر أن يكون الفريق إسرائيليا، ولو أن بعض لاعبي الوداد يحظر عليهم الإنتقال خلال سريان مفعول العقد إلى الغريم التقليدي نادي الرجاء البيضاوي•
ولأن النادي الإسرائيلي اقتنع بالكامل بالإيفواري جوصو جوصو، فقد كلف وسيطا إسرائيليا يرافقه للمغرب، ويعرض رسميا على نادي الوداد صفقة بقيمة 250 ألف دولار للتنازل عن جوصو جوصو، وكان من الضروري أن يتم ذلك بأقصى سرعة ممكنة، حتى لا تنقضي الآجال القانونية لعملية انتقال اللاعبين في دوري الكيان الصهيوني• ما سيحدث أن رئيس وأعضاء مجلس إدارة نادي الوداد البيضاوي رفضوا رفضا تاما الإذعان لإرادة اللاعب الإيفواري أو حتى فتح قناة للتفاوض من أي نوع مع النادي الإسرائيلي، احتكاما لمرجعية النادي وتاريخيته وقيمته الوطنية، وأيضا للظروف السائدة والتي قد يتهم فيها نادي الوداد بمحاولة التطبيع مع الكيان الصهيوني•
لم يجد الوسيط الإسرائيلي من يفاوضه في اللاعب فولى الأدبار، وترك الإيفواري جوصو جوصو في حالة من الهيجان، عبر عنها داخل إدارة النادي، إذ سارع بعد أن أفاض في التعبير عن غضبه، إلى جمع أغراضه والإختفاء عن الأنظار، ومن يدري فقد يكون قرر من تلقاء نفسه السفر إلى إسرائيل وممارسة حقه في التوقيع لمن يشاء من الأندية إعتمادا على مقتضيات عقد تعطيه الحق في مغادرة الوداد شريطة الإلتزام بأداء مبلغ مالي قدره 250 ألف دولار، وهو حق من غير المستبعد أن يحصل عليه من الإتحاد الدولي لكرة القدم، وعندها يكون نادي الوداد قد تنازل بغير رغبته ومن دون تخطيط مسبق منه للفريق الإسرائيلي عن لاعبه الإيفواري، هذا إذا لم تفلح الوساطات في إعادته مجددا للقلعة الحمراء•
عدد اليوم
