الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الديكورات الداخلية بين المزاجية والتخطيط

الديكورات الداخلية بين المزاجية والتخطيط
8 فبراير 2010 20:51
يعمل باتريك دنيال كمصمم ديكور بشركة “بلو كمل ديزاين” التي تأسست منذ ما يقرب السبع سنوات، حيث بدأت من مكتب صغير وعدد أشخاص لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، أمَّا اليوم فالعدد يناهز الأربعين، بالإضافة إلى معمل أخشاب كبير، ومصنع زجاج، وشركة لمؤثرات الفيديو الخاصة، وشركة لتجارة قطع و مستلزمات الإنارة. يمثل تصميم الديكور فنا بحد ذاته، ومن هذا المنطلق يعتبر المصمم فناناً يسعى الى الابداع والتميز في كل تصميم يقوم به، سواء تعلق الأمر بديكورات بيوت أو شقق أو فلل، فلابد لمصمم الديكور أن يملك حس الابداع والذوق الرفيع، ولعل التخصص أحسن وأفضل لأنه يراعي الدقة في كل التفاصيل، وهذا هو المبدأ الذي تسير وفقه “بلو كمل ديزاين”، فهي تأخذ على عاتقها الهندسة الداخلية لا غير، لكن قد تحصل استثناءات في بعض الأحيان كما يخبرنا المصمم باتريك دنيال: “قد نضطر في بعض الأوقات عندما يطلب منا الزبون أن نضع لمسات على الواجهات الخارجية، أن نعكس بلمستنا تلك روح التصميم الداخلي للمنزل نفسه، فنخلق بذلك تناسقاً وتمازجاً جميلاً بين التصميم الداخلي والخارجي”. فهم شخصية الزبون عن النقاط المشتركة بين التصميمات الداخلية سواء لمنزل أو فيلا أو حتى استوديو الذي يتبعه مصمم الديكور، يخبرنا باتريك دانيال قائلا: “النقطة الأهم هي فهم شخصية الزبون، ومعرفة ما يحب وما يكره، وهي تشكل قاعدة الأساس لأي تصميم. لذلك نقوم بتدوين أي تعليق، وأي فكرة تصدر عن الزبون بغض النظر عن حجم أو نوع المشروع. والنقطة الثانية هي ابتكار حلول إبداعية لطريقة تصميم الفراغ ووضع الأثاث”. هل تشجع المساحة على الابتكار؟ يجيبنا باتريك دنيال: “طبعاً للمساحة دور مهم في الهندسة الداخلية. فالمشاريع الصغيرة، وخصوصاً التجارية منها، تشكل تحدياً بالنسبة لمهندس الديكور. إذ يجب علينا إيصال الرسالة التي يريدها المالك، والتعبير عن الفكرة بعدد قليل جداً من العناصر. وهنا تكمن الصعوبة. بيد أنَ المشاريع الكبيرة تكمن صعوبتها في ملء الفراغ بالعناصر الجمالية المناسبة، والبقاء ضمن التكلفة التي يحددها المالك. وفي كلتي الحالتين يشكل الفراغ التحدي الأكبر بالنسبة للمصمم. فبعض المساحات ذات شكل غير مألوف، تحتاج الى وقت أطول لتصميمها، ومعظم الأحيان تدفع المصمم لابتكار حلول إبداعية”. الإنارة الداخلية سلاح ذو حدين! تعتبر غرف النوم من أهم الغرف في المنزل، ومن المهم معرفة رأي الزبون بخصوص تنظيم اضائتها، والأسلوب الذي يتخيل من خلاله وضعية الأثاث بوصفها الخطوة الأولى لإنجاز التصميم، فبعض الأشخاص يحبون أن يكون السرير أقرب إلى الحائط، والبعض الآخر يحبه في الوسط، وذلك كله يعود الى سيكولوجية الشخص. أما إذا ترك لنا الخيار، يقول باتريك، فإننا نأخذ بعين الاعتبار الإنارة الطبيعية ومصدرها، وندرس أيضاً موقع السرير بالنسبة لمدخل الغرفة، والحركة المرافقة من وإلى الحمام، والشرفات، وغرفة الخزائن. في معظم غرف المنزل نتبع نفس اسلوب التصميم. رأي الزبون يشكل الأساس الذي نعتمده لوضع أفكارنا وتصاميمنا، ونقوم بعد ذلك بعرض أفكارنا على الزبون وفق رسومات ملونة ثلاثية الأبعاد، مع إظهار عينات من المواد التي نبغي استعمالها. تعتبر الإنارة الداخلية سلاحاً ذا حدين، يضيف باتريك، وخاصة في المحال التجارية. فالإنارة غير المدروسة لا تقلل فقط من قيمة التصميم، بل ويمكن أن تظهر عيوب المنتجات المعروضة. لذا فإننا نولي الإنارة أهمية كبرى، ونستعملها في أغلب الأحيان لإظهار عناصر التصميم. ففي معظم المحال التجارية نستعين بشركات إنارة متخصصة لتقوم بالدراسات المناسبة، وتحديد نوع الإنارة الملائم. التصميم خليط من الخبرات والأذواق أما عن أول اجتماع مع الزبون فهو لا يكون فقط بمثابة اجتماع عمل لأخذ ملخص عن المشروع، بل يكون أقرب الى اجتماع تعارف لندرس بطريقة غير مباشرة ذوق الزبون، ولمعرفة ما يحب وما يمقت من أشكال وألوان، لذلك يعتبر رأيه أساساً للتصميم والأفكار التي يضعها مهندس الديكور، ففي النهاية يكون التصميم عبارة عن خليط من خبرات المصمم وذوقه وروح الزبون. ان لم يوافقك صاحب البيت على التصميم الذي وضعته، كيف ستتصرف؟ يجيب باتريك قائلا: “لم يحدث أن رفض الزبون التصميم رفضاً قاطعاً، وخاصة اذا ما تم وضعه على الأسس التي ذكرتها مسبقاً، ولكن طبعاً القرار الأول والأخير يعود لصاحب البيت، فإن حصل ورفض الزبون التصميم، نطرح تصميماً آخر يكون صاحب البيت راضياً عنه كل الرضى”. الشباب مع العصري والشواب مع الكلاسيكي عن الديكورات المعتمدة داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، يقول باتريك: “أطباع الناس وأذواقهم تتغير مع مرور الزمن. فالتصاميم التي نراها اليوم في السوق لم نكن نراها من عشرين سنة. معظم الزبائن اليوم في الإمارات يميلون للديكورات المعاصرة والحديثة. ربما لأن العالم أصبح يسير بوتيرة سريعة، والناس يغيرون أماكن سكنهم بشكل مستمر، وكذلك مفروشاتهم. ولكن لا تزال هناك فئة من الزبائن الأوفياء للطراز الكلاسيكي الذي لا يفقد بريقه مع مرور الزمن، بل على العكس فقيمته تزيد. الإماراتيون اليوم، والشباب منهم خصوصاً، يميلون أكثر للديكورات الحديثة ربما لكثرة أسفارهم واطلاعهم على آخر صرعات التصاميم في العالم. أما الأكبر سناً فمازالوا أوفياء للطراز الكلاسيكي عموماً، وهذا ما يميزهم عن غيرهم”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©