يوميات صائم

في رمضان وبعده•• كل شيء يايز زحمة الأعمال الفنية والمسلسلات الرمضانية جعلت كثيرا من الصائمين لا يتابعون تلك البرامج فقد صارت أكثر من الهم على القلب وما عاد الصائمون يطيقون ذلك السيل الغث من البرامج والمسلسلات التي واضح أن أكثرها ذات أهداف تجارية•• على الرغم من أنني واحد من آلاف الناس الذين يرون أن شهر رمضان أفضل فترة لتنظم الأوقات والأعمال إلا أن بعض آخر من الناس يختلفون معنا في ذلك ويفضلون أن يضيعوا وقتهم في رمضان أمام التلفاز وفي مشاهدة برامج ومسلسلات رمضان والبعض من هؤلاء لديه جدول خاص قام بإعداده في رمضان كي لا يفوته أي من مسلسلات أو برامج فتجده من بعد عودته من العمل وحتى أذان المغرب جالس أمام التلفزيون يقلب القنوات من واحدة إلى أخرى•• يمر على جميع المسلسلات ولا يترك شيئا إلا ويشاهده! من برامج رمضان القليلة المميزة هذا العام هو المسلسل الكرتوني الإماراتي ''الفريج'' ونجمته أم خماس وصديقاتها أم علاوي وأم سعيد وأم سلوم النساية•• ويكمن إعجاب المشاهدين بهذا البرنامج في انه نابع من عمق المجتمع الإماراتي ويعكس ذكريات أبناء الإمارات ويعيدهم إلى شخصيات الفريج من العيايز اللواتي يتميزن بطابع يجعل للحياة وللأيام طعما آخر ببساطتهن وخفة دمهن• أما أكثر ما يشد لهذا البرنامج هو انه من إنتاج إماراتي بفكرة إماراتية وتنفيذ مجموعة من الشباب والشابات الإماراتيين الذين نجحوا في أن يحولوا حلمهم إلى واقع بسبب الدعم الكبير الذي حصلوا عليه من المسؤولين• وهنا تكمن حقيقة نؤكد عليها من جديد وهي أن مجتمعنا كأي مجتمع آخر لا يفتقد إلى الإمكانيات ولا إلى المبدعين ولا إلى المتحمسين والمستعدين للعمل لساعات وأيام طويلة من اجل تحقيق حلمهم ولكنهم يحتاجون إلى من يأخذ بأيدهم ويساعدهم في تحويل تلك الأحلام إلى واقع يراه الناس ويحكمون عليه•• إننا بحاجة إلى أن نقف إلى جانب شبابنا المبدعين فكم من مبدع محبط بعد أن صار كل ما يقوم به هو انه يدور في حلقة مفرغة لا يعرف كيف تتحول فكرته إلى عمل يراه الناس ويستفيدون منه•• قصص النجاح لم تكتب من فراغ ولا في الفراغ•• فكل قصة نجاح وراءها إنسان عظيم -رجل أو امرأة- ساعد ذلك الناجح ليصل إلى النجاح••• فأين هؤلاء الذين يقفون وراء المبدعين ليصلوا إلى النجاح والإبداع••• أكاد أجزم أن هناك العشرات بل المئات من الشباب والشابات ممن هم على مستوى الفنان المبدع محمد سعيد حارب -صاحب فكرة الفريج- وكل له مشروعه الخاص الذي يريد تحقيقه ولكنهم جميعا يبحثون عمن يقف إلى جانبهم أنهم بحاجة إلى من يساندهم فلماذا لا تكون لدينا مؤسسات -كمؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب- تدعم هؤلاء وتدفعهم إلى الأمام في مختلف المجالات••• وإذا كان دعم برنامج الفريج يايز في رمضان •• فدعم الأفكار الأخرى يايز في رمضان وبعد رمضان• بما أننا نتكلم عن الوقت وأهميته فمن الجيد أن نشير إلى عبارة فولتير الجميلة التي يرى فيها ان هناك أربع طرق لإضاعة الوقت هي: عدم العمل، عدم القيام بما علينا القيام به، أو القيام به بصورة غير صحيحة أو تنفيذه في وقت غير ملائم••• محمد الحمادي