الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صفاء رقماني: انتزعت النجومية بجدارتي

صفاء رقماني: انتزعت النجومية بجدارتي
12 أكتوبر 2006 00:06
دمشق ـ عمّار أبو عابد: صفاء رقماني تشكل حالة شخصية وفنية خاصة في الدراما السورية، فهي تبتعد عن أجواء الوسط الفني، وتكتفي بدور واحد في العام، تصب فيه كل إمكانياتها ومواهبها التمثيلية، لأنها ترى أن النجومية لا تتحقق بالأدوار الكثيرة، وبالركض من موقع تصوير إلى آخر، بل بدور مميز يتفرغ له الفنان، ويعطيه كل وقته• صفاء لا تعتبر الفن مجرد جمال أنثوي تتسلح به الفنانة، بل هو تعبير وأداء، وتقول عن نفسها: أنا مزاجية، لكني لست مغرورة، وجرأتي في الفن لا تخدش العين، ولا تعتدي على حرمة البيوت، وبنوع من المرارة ترى أن نظرة المجتمع للفنانة لا تزال مغلوطة وظالمة، وهي وإن كانت (محظوظة) في الفن، إلا أن ما قدمته حتى الآن أقل بكثير مما تطمح وتخطط له• أما في الحياة فإن الحظ لا يحالفها، ربما لأنها تعتبر أن المرأة ليست ضلعاً قاصراً• ما هو عملك الوحيد الذي تطلين به هذا العام على مشاهدي رمضان؟ أطل على المشاهدين في رمضان الكريم من خلال دوري في مسلسل (أعيدوا صباحي)، وهو دور غني جداً، ومساحته واسعة، مما مكنني من التعبير عن كوامن كثيرة في داخلي، وقد أحببت هذا العمل كثيراً، واستمتعت به أثناء التصوير، وأنا أتابعه الآن بحب• ولماذا هذا الحب لهذا العمل تحديداً؟ أنا أحب كل أعمالي، لكني أحببت بشكل خاص دوري في هذا العمل، لأنني استطعت أن أقول من خلاله شيئاً للناس، وأن أوصل فكرة معينة، كما أن الشخصية التي أديتها، تمر في تقلبات ونقلات كثيرة عبر عدد من المراحل الحياتية• أنت تركزين على مضمون الشخصية التي جسدتها، فما هي الفكرة التي قدمتها للمشاهد من خلالها؟ الفكرة واضحة وصريحة، وهي أن الفتاة ليست ضلعاً قاصراً ـ كما يقولون ـ والرسالة التي وجهتها ـ عبر دوري ـ هي أن الفتاة يمكن أن تكون بنت عصرها، قوية وقادرة، وتستطيع أن تواجه الحياة بحلوها ومرها، وأن تشكل مركزاً اجتماعياً جيداً ومحترماً ومرموقاً• رسالة يلاحظ أنك تركزين على إبراز هذه الفكرة في أكثر من عمل سابق لك، فهل لذلك علاقة بالدفاع عن الفتاة المعاصرة فقط، أم أنه يتصل أيضاً بالفنانة السورية؟ كلا الأمرين معاً• إنه رسالة من الفتاة المعاصرة ومن الفنانات السوريات الشابات، ولن أفصّل في هذا الأمر كثيراً، لكني أقول لك إن المرأة الفنانة تعاني أكثر من غيرها، وتعيش صراعاً دائماً بين حقها في أن تعيش حياتها العادية، وبين التضييق الذي يحاصرها، إذ إن كل شيء يحسب عليها، فهي ليست حرة في نظرتها وابتسامتها، وهي تلاحق دائماً، وتفهم خطأ في أغلب الأحيان• وبصراحة فإن هناك نظرة مغلوطة للفنانة• صحيح أن هناك شرائح تحترم الفنانة وعملها ورسالتها الفنية، لكنها قليلة• أما الشرائح الأخرى، وهي الغالبية، فتنظر للفنانة نظرات خاطئة وظالمة، وتعتبر أن الفتاة التي تدخل الفن فتاة لا يهمها شيء، وهذا ظلم وافتراء• وهل هذا الموقف يؤثر على حبك لمهنة التمثيل؟ أنا أعتبر الفن أمراً عظيماً، لأنه يختزل الحياة والدنيا، ويختزل الحزن والفرح• والفن حضارة ولولاه لضاقت الدنيا بالبشر، وهذا كله يفسر عشقي لمهنتي وتعلقي بها• شاركت في الثلاثية الكوميدية (بارود اهربوا)، فهل كان ذلك انعطافاً منك نحو الكوميديا؟ الثلاثية كانت كوميدية، لكن دوري فيها لم يكن كوميدياً، بل دور لطيف ومحدد• وهل يعني هذا أنك مازلت على موقفك من الكوميديا؟ مشكلتي مع الكوميديا أنني لا أرى كل شيء مضحكاً، كما أني أخاف الكوميديا، لأنها تحتاج إلى فطرة وتعب وجهد كبير، وعلى سبيل المثال هناك ممثلون كوميديون في الحقيقة أكثر منهم في التلفزيون، ولا أدري لماذا أحس أن شيئاً ما سرق من حضورهم لدى ظهورهم على الشاشة، وهذا هو السر في الكوميديا، وأحياناً يكون سراً مميتاً! رقصت كثيراً قمت ببطولة الفيلم الأردني (مطلوب رقم 1)، فما هو المميز في هذا الدور، لا سيما أنه عملك الأول في السينما؟ أديت شخصية فتاة اسمها (رام)، وهي شخصية رمزية، فهي في الصباح بدوية، وفي النهار دليلة سياحية، كما أنها ترمز لوادي رام كله، حيث تتوحد مع الأرض والطبيعة والحيوانات• هو دور غريب وتعبيري، وقد عملت عليه بحب شديد• عدا رمزيته، ما المميز في هذا الدور؟ لقد عملت على شخصية رام بصدق ومحبة، وجازفت وقمت بتسلق الصخور، وتأذيت جسدياً، حتى أن أهلي ظنوا أني تعرض لحادث، ولم يصدقوا أني كنت أمثل• ومن خلال شخصية (رام) رقصت كثيراً، لأن رام لا تتكلم إلا قليلاً ، فهي تعبّر بالرقص• لقد كان دوراً ساحراً، ولا تتخيل كم تعبت به• ومتى سنشاهد هذا الفيلم؟ بكل أسف وألم أقول: إنكم لن تشاهدوا هذا الفيلم، لأنه منع رقابياً!• أنا وأسمهان هل صحيح أنك رشحت للقيام بدور (أسمهان) الذي يقال إنه سحب من الفنانة سلاف فواخرجي؟ أنا رشحت لدور أسمهان من قبل الزميل فراس إبراهيم، وأجريت تجربة على الشخصية مع المخرج نبيل المالح، ثم توقف الحديث عن المسلسل حالياً، ولم أسأل عنه، ولا أعرف شيئاً، ولا علم لي بأسباب تأجيل إنتاج المسلسل• تربطك علاقة فنية مميزة بالفنان فراس إبراهيم، فهل هناك مشروع عمل جديد بينكما؟ الفنان فراس إبراهيم صديق غال جداً، كما أنه يؤمن بي كممثلة، وأنا أرتاح للعمل معه، لأنني أجد التعامل الجيد والمريح، وأنا عندما لا أجد مثل هذا التعامل الجيد والمريح لا أعمل، ومن حسن الحظ أنني أجده مع فراس• وهل مازلت على موقفك بالالتزام بعمل واحد فقط كل موسم؟ مستمرة بهذا الموقف، وبكل قناعة، ولست على استعداد لأن أكرر نفسي في أربعة أو خمسة أعمال، ويكفيني أن أقوم بعمل واحد، أضع فيه كل طاقتي الفنية، وأستطيع أن أعيش حياتي كإنسانة ودون أي ضغط• تتحدثين دائماً عن حرب معلنة ضدك في الوسط الفني، هل ما تزال هذه الحرب قائمة؟ حوربت كثيراً، وتعبت كثيراً، ولم تقدم لي الفرص على طبق من ذهب، بل انتزعتها بجدارتي• ولماذا يشنون عليك مثل هذه الحروب؟ لأنني لا أتواجد في أجواء الوسط الفني خارج العمل، ولأنني لا أطرق باب أحد، ولست مضطرة لمجاملة أحد• وهذا ليس (تكبراً) بل هذه هي طبيعتي• لكن البعض يتهمك بالغرور؟ يتهمونني بالغرور، ولكني لست كذلك، بل أنا معتزة بنفسي، وأحب التعامل باحترام، وأن يكون هناك حدود لكل شيء، فأنا فتاة بسيطة جداً، لكني ورثت الاعتزاز بالنفس• لكن التواجد في أجواء الوسط الفني نافذة للحصول على أدوار جديدة؟ üüالجميع يعرفوني، ومن كان لديه دور لي، سأقبل به إذا كان يناسبني، وأنا لست متضايقة من هذا الوضع، لأن الذي أريده من أعمال أحصل عليه بجدارتي• ألا ترين أن التواصل مع الآخرين يحقق النجومية والشهرة؟ أنا لا أريد النجومية والشهرة بهذا المفهوم، فالنجم ليس بعشرة أعمل في السنة، بل بالبحث الدائم عن التطور، والنجومية هي التواضع والأخلاق• أنا مزاجية ما هي حكمتك في المحافظة على نجاحك؟ لنجاح في مهنة الممثل يعتمد على حسن انتقائه للدور، والمحافظة على المستوى الذي وصل إليه، والانطلاق منه نحو الأفضل، وبما يضيف إلى إنجازه الفني، وأهم نقطة في حماية النجاح هي عدم الوقوع في فخ الغرور! متى يكون الفن متعباً، ومتى يكون ممتعاً؟ يكون متعباً حين تحس بالظلم أو عدم الإنصاف، ويكون ممتعاً حين تحس بالانتماء إلى الشخصية التي تؤديها• وهل أنت مزاجية في الفن؟ نعم أنا مزاجية، ولا أقبل بأدوار لا تنسجم مع مزاجي، وقد جربت معارضة مزاجيتي وندمت• لذا أنا لا أقبل بأي دور اليوم، إلا ما ينسجم مع مزاجي وأشعر أنه يلامس إحساسي• يتحدثون الآن عن الجرأة في الفن• إلى أي حد أنت جريئة؟ أنا مع الجرأة التي لا تخدش العين، ولا تعتدي على حرمة الأسر في البيوت، والجرأة يجب أن تكون في عرض المشكلات والحلول، لا في الإثارة المجانية• إلى ماذا تطمحين؟ بصراحة، إن ما حققته حتى الآن أقل بكثير مما طمحت وخططت له، ومازلت عند طموحي، بأن لا أكون فنانة عابرة، وأن أرتقي إلى أعلى المستويات ثقافياً وفنياً، وأن أترك بصمة واضحة في الدراما السورية والعربية• وهل لعب الحظ دوره في نجاحاتك؟ يقال (أعطني الحظ وارمني في البحر)• وقد كان الحظ إلى جانبي في الفن، أما في حياتي الشخصية فأنا لست فتاة (محظوظة)!•
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©