الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلوكيات مرفوضة عقوق الوالدين

سلوكيات مرفوضة عقوق الوالدين
12 أكتوبر 2006 00:05
القاهرة - أحمد شعبان: عقوق الوالدين من السلوكيات الشنيعة التي نهى عنها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز وحرمها الاسلام في شريعته السمحة، وعقوق الوالدين سلوك قديم ولكنه اتخذ في حياتنا المعاصرة صورا جديدة لم نألفها، فهناك من يطرد امه من منزله ارضاء لزوجته، وهناك من يُدخل والديه دار المسنين ولا يسأل عنهما طوال العام وآخر وهو اشدهم عقوقا من يقتل احد والديه من اجل المال أو الميراث أو للحصول على اموال ليصرفها على الملذات والمخدرات ويقول الدكتور شعبان اسماعيل -استاذ الفقه بجامعة أم القرى بمكة المكرمة-: من مبادىء الاسلام وتوجيهاته الرشيدة مقابلة الاحسان بالاحسان ورد الجميل وقال الله تعالى ''هل جزاء الاحسان إلا الاحسان'' واذا كان ذلك بالنسبة للناس جميعا فهو بالنسبة للوالدين من باب اولى ولذلك ربط الاسلام بين عبادة الله تعالى وبر الوالدين في كثير من آيات القرآن الكريم حيث قال الله تعالى في سورة ''النساء'' ''واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا'' وقال سبحانه وتعالى في سورة ''الانعام'' ''قل تعالو اتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا'' وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ''ثلاث آيات تنزلت مقرونة بثلاث لا يقبل الله منها واحدة بغير قرينتها احداها قول الله تعالى ''واطيعوا الله واطيعوا الرسول'' فمن اطاع الله ولم يطع الرسول لم يقبل منه والثانية قول الله تعالى ''واقيموا الصلاة وآتوا الزكاة'' فمن صلى ولم يزك لم يقبل منه والثالثة قول الله تعالى ''ان اشكر لي ولوالديك اليّ المصير'' فمن شكر لله ولم يشكر لوالديه لم يقبل منه ويضيف الدكتور شعبان: اذا كان الاسلام حث على بر الوالدين ورغب فيه فانه كذلك حرم عقوقهما أو التقصير في حقهما، فنهى الابناء عن ان يعقوا آباءهم وامهاتهم أو يتبرموا بوجودهم أو يستثقلوا خدمتهم اذا تقدمت بهم السن وانتهى امرهم الى الضعف والمشيب ولذلك نهى عن مجرد التأفف الذي يعني الضجر وعدم الرضا يقول الله تعالى في سورة ''الاسراء'' ''وقضى ربك ألا تعبدوا إلا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفا ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما'' وروى ان ولدا اشتكى اباه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم انه يأخذ ماله فدعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا هو شيخ يتوكأ على عصا فسأله عن ذلك فقال: انه كان ضعيفا وانا قوي وفقيرا وانا غني فكنت لا امنعه شيئا من مالي واليوم انا ضعيف وهو قوي وانا فقير وهو غني ويبخل عليّ بماله فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ''ما من حجر ولا مدر يسمع هذا إلا بكى'' ثم قال للولد ''انت ومالك لابيك، انت ومالك لابيك'' وليعلم الابناء ان ما يفعلونه مع آبائهم وامهاتهم سيفعله الابناء معهم فكما تدين تدان فعن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ''عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم وبروا آباءكم يبركم ابناؤكم ومن أتاه اخوه متنصلا -أي معترفا بذنبه ومعتذرا- فليقبل ذلك محقا كان أو مبطلا، فإن لم يفعل لم يرد على الحوض'' وجاء في بعض الكتب ان الله تعالى اوصى موسى عليه السلام ''يا موسى وقر والديك فإن من وقر والديه مددت في عمره ووهبت له ولدا يوقره، ومن عق والديه مددت في عمره ووهبت له ولدا يعقه'' ويحذر الدكتور شعبان اسماعيل من شناعة عقوق الوالدين بأن الله يعجل العقوبة للعاق في الدنيا قبل الآخرة قال صلى الله عليه وسلم ''كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء الى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإن الله تعالى يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات'' ويؤكد الدكتور شعبان حرص الاسلام على بر الوالدين وعدم عقوقهما وانه حث على الاحسان اليهما حتى ولو كانا كافرين ويقول الله تعالى في سورة ''لقمان'' ''وإن جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا'' وعن اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنهما قالت ''قدمت علىّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلت: قدمت عليّ امي وهي راغبة -اي طامعة فيما عندي وترغب في الاحسان اليها- أفأصل امي؟ قال: نعم صلي امك'' وليعلم الابناء ان رضا الله تعالى في رضا الوالدين وان سخط الله تعالى في سخطهما فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: ''رضا الله من رضا الوالد، وسخط الله من سخط الوالد''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©