تحرير الأمير: شهدت ظاهرة التسول منذ بدء شهر رمضان المبارك تزايدا ملحوظا في إمارة الشارقة وسط تعاطف شعبي كبيرحظيت به هذه الشريحة، نظرا لرغبة المجتمع الإسلامي في التصدق والتبرع في هذه الأيام الفضيلة• ويتركز أكبر تجمع للمتسولين على أبواب المساجد الكبيرة وتحديدا يوم الجمعة وأمام المطاعم قبل وعقب الإفطار، فضلا عن طرقهم أبواب المنازل طلبا للصدقات• وقد عبر المواطنون، عن انزعاجهم من تزايد أعداد المتسولين بشكل كبير، مشيرين إلى أن بعض المتسولين ليسوا بحاجة للمال• فيما البعض الآخر يمدون أيديهم بسبب العوز، مؤكدين تعاطفهم الشديد مع هذه الفئة المسحوقة ومطالبين بضرورة إيجاد حلول جذرية لهذه الظاهرة التي تصاحب شهر الخير والعطاء سنويا•
ميلاد حيدر مهندس أكد أن هذا الأسلوب الذي يتبعه المتسولون في رمضان يقلل من بهجة الشهر وخصوصا أنهم لا يتوانون عن طرق أبواب المنازل وقد يأتي الى المنزل أكثر من 6 متسولين على الأقل خلال النهار مشيرا إلى استغلالهم شهر رمضان المبارك•
تقارير مزورة
وقال يوسف عيسى الطويل: إن المتسولين يلجئون إلى أساليب كثيرة لانتزاع المال من جيوب العامة أبرزها بيع كتب دينية أو استخدام تقارير طبية مزورة فضلا عن كثرة النساء اللائي يرتدين الزي الامارتي مما يؤدي إلى تشويه صورة البلد والإساءة إلى مواطنيه• مطالبا بضرورة وضع ، حد لانتشار ظاهرة التسول، وتقليص عدد المتسولين، من خلال تنظيم حملات تفتيشية للقبض على المدعيين والتنسيق مع الجمعيات الخيرية•
ومن جهته قال عبيد محمد إن التسول عادة سيئة جدا لمدعي الفاقة والعوز، مؤكدا في الوقت نفسه أن بعض المتسولين يضطرون إلى ممارسة هذا الفعل• وأضاف إن الرسول -صلى الله عليه وسلم، دعا المسلمين إلى إعطاء السائل وإن كان على ظهر فرس، مشيرا إلى أن القرآن الكريم يقول أيضا: ''وأما السائل فلا تنهر''، لذا فإنني لا استطيع إلا أن ازكي ببعض مالي لهؤلاء المساكين والفقراء الذين دعتهم الحاجة إلى مد أيديهم والتذلل إلى الآخرين• وقالت أمينة المعلول إن ظاهرة التسول أصبحت مصدر إزعاج وخاصة ان المتسولين يتفننون في الاساليب التي يتبعونها وينتشر هؤلاء في الأحياء السكنية وأمام المساجد و المطاعم، ومعظمهم زائرين وليسوا مقيمين، مشيرة الى أن الظاهرة تزداد في شهر رمضان الكريم، حيث يستغل المتسولون تعاطف المسلمين على فعل الخير، من خلال إبراز أوراق مزيفة لانتزاع النقود من جيوب المواطنين•
وبدورهم أكد عدد من المتسولين حاجتهم للمال لسد الاحتياجات الضرورية متذرعين بارتفاع الإيجارات وغلاء المعيشة، ومطالبين بإيجاد حل يصون لهم كرامتهم•
حملات لمكافحة التسول
وفي إطار متصل تبذل لجنة مكافحة التسول والباعة المتجولين التي شكلها العميد صالح علي المطوع مدير عام شرطة الشارقة جهدا مضاعفا بهدف القضاء على الظواهر السلبية وضبط النظام العام أسفرت الحملة التي قامت بها اللجنة خلال فترة قصيرة بضبط حو (53) من مختلف الجنسيات العربية والآسيوية في عدد من المناطق بمدينة الشارقة والتي اتخذها المتسولون مقاراً لنشاطاتهم•
وبموجب توجيهات مدير عام شرطة الشارقة فقد تم إخضاع جميع الحالات التي تم ضبطها من المتسولين للتدقيق من قبل الجهات المختصة بهدف تحديد جنسياتهم وأوضاعهم القانونية وظروف تواجدهم بالدولة ودوافعهم للتسول حتى يتم على ضوء ذلك تحديد طبيعة الإجراءات التي سوف يتم اتخاذها مقابل كل حالة، والتي تتفاوت بين الحبس والإبعاد خارج الدولة والحصول على إقرار وتعهد بعدم العودة للتسول مع الإطلاع الدقيق والكثيف على حالاتهم لإخطار وإعلام الجمعيات والجهات الخيرية لتقديم المساعدة لهم•
التسول جريمة
ومن جهته أكد المقدم الدكتور عبد الله ساحوه مدير إدارة الجنسية والإقامة إن هناك تنسيقاً أمنياً تاماً مع شرطة الشارقة في هذا الشأن حيث تم تشكيل فريق عمل لإلقاء القبض على المتسولين واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم وقال المستشار القانوني احمد صابر أن التسول جريمة يعاقب عليها القانون الاماراتي وفقا للمادة 15 لسنة 1975 من قانون العقوبات، ويترتب عليها الحبس لمدة شهرين وبغرامة لا تتجاوز خمسمائة درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين، وفي حال كان المتسول وافداً أو زائرا فيحق للمحكمة عقوبة إبعاده عن الدولة•
عدد اليوم
