سيريزو: تفوقنا على منافس عنيد بخطة الخطأ ممنوع!

بالعزيمة والإصرار وبتخطيط مدربه البرازيلي سيريزو، نجح فريق الشباب في القضاء على طموحات الوحدة وإبعاده من مسابقة كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم، ليزيد بذلك من مساحة الحزن التي عانى منها أصحاب السعادة في بطولة دوري المحترفين· رسم النسور الخضر خطة محكمة لبلوع أهدافهم وتحقيق طموحاتهم، واعتمدت على ''جس النبض'' في الدقائق الأولى، والتركيز بدرجة كبيرة على الناحية الدفاعية، لإحباط كل محاولات منافسه الوحداوي قبل أن يبادلوه الهجمة بالهجمة، ويتمكنوا من تسجيل هدفين على مدار شوطي المباراة التي شهدها أمس الأول ملعب ستاد خليفة بنادي العين· نجح الوحدة في الوصول إلى مرمى منافسه مراراً وتكراراً إلا أن لاعبيه فشلوا في فك ''الشيفرة'' الدفاعية للطرف الأخضر لتضيع كل محاولاتهم هباءً، وبعد أن لاحظ الشباب أن منافسم غير قادر على التسجيل، غير من خطته وبدأ في غزو مرمى إسماعيل ربيع· وبالرغم من أن الفرص ظلت تضيع تباعاً الواحدة تلو الاخرى، إلا أن الحل كان بيد البرازيلي ريناتو الذي مارس عاداته ونجح في تسديد كرة صاروخية لا تصد ولا ترد فشلت معها كل محاولات علي ربيع حارس الوحدة قبل أن تعانق الشباك في الدقيقة 37 معلنة تقدم الشبابيين بهدف نظيف أنهوا به الشوط الأول· وسرعان ما عاد فريق الوحدة إلى أجواء المباراة وإعادتها إلى المربع الأول من خلال ركلة جزاء ارتكبها عصام ضاحي في أول ثلاث دقائق من انطلاقة الشوط الثاني، مع النجم الوحداوي إسماعيل مطر سجل منها بنجا هدف التعادل ليبدأ الصراع من جديد· وعلى مدى الفترة المتبقية من عمر المباراة لم ينجح أحد الفريقين في هز الشباك حيث أضاع اللاعبون جملة من الفرص قبل أن يحصل الشباب على خطأ بالقرب من الصندوق نفذه البرازيلي أسونساو بإتقان سجل منه الهدف الثاني قبل دقيقتين فقط من صافرة النهاية، ولم يسعف الوقت لاعبي الوحدة لإدراك التعادل ليفوز الشباب لملاقاة العين في نهائي الكأس الذي تقرر له الثالث عشر من أبريل القادم· ومن جهة أخرى قدم النمساوي بيرجر مدرب فريق الوحدة في مستهل حديثه في المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب المباراة بقاعة الاجتماعات الملحقة باستاد خليفة بن زايد التهنئة إلى البرازيلي أنطونيو سيريزو مدرب فريق الشباب على الفوز على الوحدة في مباراة الفريقين، وتأهله إلى نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة· وقال بيرجر إن اللقاء جاء متكافئاً بين الطرفين وأن المستوى كان متقارباً إلى حدٍ بعيد، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الشباب يعد فريقاً منظماً ويتمتع بخطورة كبيرة خاصة في حالة تنفيذ الركلات الركنية· وأشار مدرب الوحدة إلى أنهم سعوا خلال المباراة إلى الحصول على عددٍ من أخطاء الخصم على حدود المنطقة للاستفادة منها في التسجيل، كما حاولوا مهاجمة فريق الشباب من الوسط وتخطي دفاعه، إلا أنهم لم ينجحوا في ذلك لتستقبل شباكهم هدفاً من مسافة بعيدة سجله البرازيلي ريناتو· وأضاف: المباراة جاءت كما توقعناها متكافئة من الجانبين وقد حاولنا تقديم كل ما عندنا من أجل تحقيق الفوز وبلوغ النهائي وحرصنا أن نكون حذرين وأن لا نرتكب أي أخطاء بقدر الإمكان ولكننا لم نوفق لنتعرض للخسارة التي أراها صعبة ومؤلمة وهذه حال كرة القدم· وبسؤاله عن الحالة التي لازمت فريق الوحدة خلال بطولة دوري المحترفين والتي تتمثل في عدم الاستفادة من الفرص التي تلوح للاعبين أمام مرمى الفريق الخصم، بالرغم من كثرتها واستمرار هذه الحالة أيضاً أمس الأول في لقاء المربع الذهبي من بطولة الكأس، قال بيرجر: مع وجود الثلاثي المحترف بنجا وأمين الرباطي وماتار كولي لم أستطع الدفع بالمحترف العراقي الرابع علي صلاح فضلاً عن غياب اللاعب سعيد الكثيري بسبب الإصابة مما فرض علي إشراك إسماعيل مطر في الخط الأمامي وأن أدفع فقط بمجموعة اللاعبين الموجودين بين يدي· واعترف مدرب الوحدة بأن فريقه بالفعل يواجه مشكلة كبيرة في إنهاء الهجمات بالشكل الصحيح والتسجيل في مرمى الخصوم، مما يتطلب التدخل السريع لإيجاد حل لهذه المعضلة· ومن جانبه أشاد البرازيلي سيريزو مدرب الجوارح بفريق الوحدة مؤكداً أنه صاحب تكتيك عالٍ، وأن مستوى الفريقين كان رائعاً على مدار شوطي المباراة، وكان كل منهما مؤهلاً للتسجيل في أي لحظة· وقال: فرض فريق الوحدة سيطرة ميدانية واضحة على الدقائق الافتتاحية من الشوط الأول، وبذل دفاعنا جهداً كبيراً للتصدي لمحاولات الخصم المتكررة، ولعب بتركيز كبير خوفاً من الوقوع في أي خطأ قد يكلف الفريق الكثير، ولكن الوحدة ومع مرور الوقت لم يستطع أن يحافظ على سيطرته بنفس ''رتم'' البداية مما منح فريقي فرصة للتحرك إلى الأمام وبدء مهاجمة مرمى المنافس الوحداوي· ومضى سيريزو في حديثه عن اللقاء ليقول: كان يتوجب علينا أن نلعب بقوة ولكن ظهير الوحدة الأيسر محمود خميس الذي يتميز بسرعته الكبيرة، قد سبب لنا الكثير من المتاعب في هذه الجهة من الملعب خاصة في الدقائق الأولى من صافرة البداية، الشيء الذي دفعني إلى تبديل اثنين من اللاعبين بسحب سرور سالم وعلاوي والدفع بسالم سعد وبدر عبدالرحمن بهدف تقليل الضغط على مرمانا، لقد حاولنا في أول 25 دقيقة أن نركز على التمريرات الأرضية، وفي هذه المدة دانت السيطرة للوحدة، ولكن بعدها بدأ لاعبو الشباب في مجاراة لاعبي منافسهم ومبادلتهم الهجمات، وكانت السيطرة تنتقل من فريق إلى آخر بمرور الوقت وهذا شيء طبيعي في كرة القدم، ونظراً لتساوي كفتي الفريقين، كان من الممكن أن تذهب المباراة إلى أبعد من الوقت الأصلي· وفي إجابة له حول رأيه في مواجهة فريق العين في المباراة النهائية من بطولة الكأس، قال سيريزو: العين فريق يتمتع بالقوة تماماً مثل الوحدة وهو أحد الفرق الثلاثة التي تقبع حالياً على قمة جدول ترتيب دوري المحترفين بجانب الجزيرة والأهلي، والعين يمر في هذا الوقت بأفضل حالاته، ورغم أن الشباب واجه الكثير من المشاكل في هذا الموسم، إلا أنه استطاع أن يصل إلى نهائي الكأس· وأضاف سيريزو: الفريقان يملكان فرصة الفوز بالكأس، ولكن حظوظ العين أكبر وفي كرة القدم لا يمكن التكهن بهوية الفريق البطل وهذه حال المستديرة· ويمكن القول إن المباراة ستكون صعبة لكلا الطرفين ويتوقع أن يقدما معاً أداءً فنياً عالياً يليق بهذه المسابقة· واعترف مدرب الشباب بأن فريقه واجه صعوبة في بطولة دوري المحترفين لهذا الموسم، لكنه شق طريقه بنجاح في مسابقة الكأس ووصل إلى المحطة الأخيرة وعليه لابد أن يجتهد اللاعبون ويعملوا بقوة قبل أن يحين موعد نهائي الكأس، مشيراً إلى أن هذا الصعود سيعود عليهم بالفائدة ويمنحهم دفعة قوية في مباريات الدوري·