الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العراقي الكفيف يقرأ من مصحف مفتوح وينال تعاطف الجمهور وتقديره

العراقي الكفيف يقرأ من مصحف مفتوح وينال تعاطف الجمهور وتقديره
12 أغسطس 2011 22:05
سيطرت حالة من الصمت على قاعة ندوة الثقافة والعلوم بدبي، في اليوم الخامس لمسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، مساء أمس الأول، حين بدأ يقرأ المتسابق العراقي رعد إبراهيم العبد الله، الذي بدا يتلو وكأنه يقرأ من مصحف مفتوح أمامه، رغم أنه كفيف. وتميز هذا المتسابق البالغ من العمر 15 عاماً، بأنه يستخلص الحروف من مخارجها، وفي الوقت نفسه يتميز بصوت مقبول، مما جعله يكسب حالة من التعاطف الممزوج بالإعجاب. استطاع العبد الله، أن يسكت أجراس لجنة التحكيم على مدار أكثر من 20 دقيقة يقرأ فيها لعد ارتكابه أي خطئ ظاهر، ليكون ثاني متسابق كفيف بعد التركي يسكت أجراس لجنة التحكيم، وبعد الانتهاء من القراءة سادت حالة من الارتياح لدى الجمهور. وقدم المتسابق العراقي مستوى أفضل بكثير مقارنة بمن أتى ممثلاً للعراق خلال السنوات الماضية. وكان من أبرز المتسابقين في ذلك اليوم المتسابق الإماراتي أحمد علي المنصوري، الذي تفوق على نفسه وأظهر حسن أداء استطاع أن يكون به واحداً من أفضل من أدى الاختبارات حتى الآن. وتمكن المتسابق أفضل حازم من كندا، أن يكون ممثلاً مشرفاً للجاليات الإسلامية المشاركة في الجائزة، حيث تميز بقوة الحفظ والثقة أثناء القراءة، ليكون أفضل متسابق من الجاليات منذ بداية الجائزة قبل 5 أيام. ويقرأ حازم على طريقة المدرسة السعودية، ويؤخذ عليه عدم نطق الحروف من مخارجها الصحيحة، حيث يقوم بتفخيم بعض الحروف الواجب ترقيقها، حسب أحكام التجويد. ومن اللافت أن اليوم الخامس للمسابقة تميز بأن جميع متسابقيه من الأقوياء، رغم أن معظمهم من دول لم تقدم خلال السنوات الماضية متسابقين متميزين، كما حدث في دورة العام الحالي. وقد واصلت مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، فعالياتها لليوم الخامس على التوالي، باختبار 7 متسابقين جميعهم يقرأون برواية حفص، وهم رعد إبراهيم العبد الله من العراق والتنزاني حاجي مجومبي متوموا والكندي أفضل حازم. كما خاض المنافسات المتسابق الإماراتي أحمد علي المنصوري ثم ممادجام دجاو والسريلانكي عبدالقادر محمد غني، بالإضافة إلى البورندي هاباروغيرا أحمد. وتواصل المسابقة فعالياتها حتى يوم الثامن عشر من شهر رمضان المبارك، على أن يقام الحفل الختامي في العشرين من الشهر ذاته، وتكرم فيه الشخصية الإسلامية والمتسابقون ولجنة التحكيم. ارتفاع عدد المستبعدين وأشار أحمد السويدي، رئيس وحدة المسابقات بالجائزة، إلى أن متسابق كوسوفو اعتذر عن الحضور للمشاركة في المسابقة، وهو ما يعني أن الذين سيؤدون الاختبارات أمام لجنة التحكيم الدولية 78 متسابقاً من بين 90 دولة أرسلت موافقتها على المشاركة في الدورة الحالية للمسابقة. وأكد رئيس لجنة المسابقات بجائزة دبي الدولية للقرآن، أنه لا يخوض المنافسات النهائية في المسابقة إلا الحفاظ المتمكنون من حفظ كتاب الله، مشيراً إلى أنه تم توزيع المسابقين الذين تجاوزوا الاختبار المبدئي على الجدول اليومي للمسابقة الذي يمتد حتى الثامن عشر من الشهر الجاري. وأكد أهمية الاختبار المبدئي لكونه يساعد في استبعاد المتسابقين الضعاف وإعداد الجدول اليومي للمتسابقين بشكل متميز من خلال تنويع مستوى المتسابقين المشاركين يومياً، بحيث يكون من بينهم الممتاز في الحفظ والمتوسط والجيد. وأشار إلى أنه يراعى في جدول المتسابقين اليومي أيضاً التنوع الجغرافي للمشاركين، بحيث يحتوي على متسابقين من أفريقيا وآسيا والجاليات الإسلامية في الدول الأوروبية. وذكر أنه يتم رصد درجات المتسابقين بشكل يومي ويتم الاحتفاظ بها إلى نهاية المسابقة ليتم عمل ترتيب عام يتم من خلاله معرفة العشر الأوائل وترتيب بقية المتسابقين. نماذج قرآنية وقال باه تراوري ضياء الدين، متسابق توجو البالغ من العمر 17 عاماً «أدرس في توجو في المدرسة الإسلامية في مدينة بافلو التي أعيش فيها، وقد حصلت على الثانوية بتقدير ممتاز وأطمح في أن أواصل تعليمي الجامعي في العلوم القرآنية، ولكن لا توجد في بلادي جامعة في هذا التخصص». وأشار إلى أنه يرغب في الانتقال إلى السعودية لمواصلة تعليمي الشرعي، منوهاً بأنه بدأ حفظ كتاب الله في عام 2007 وانتهى في عام 2009، وحفظ القرآن على طريق التلاقي والسمع في إحدى حلقات القرآن بمدينة بافلو. وذكر ضياء الدين أنه تم ترشيحه إلى مسابقة دبي بعد 3 تصفيات إحداها في المدينة، ثم على مستوى الإقليم، وبعدها على مستوى الدولة، وحصلت على المركز الأول. ونوه متسابق توجو، بأنه سبق له أن خاض مسابقات دولية بلغ عددها 5 مسابقات، حصل في 4 منها على المركز الأول، وفي الأخيرة حصل على المركز الثاني. وقال محمد المصطفى عبد الله متسابق موريتانيا: عندما كان عمري خمس سنوات بدأت رحلتي مع حفظ القرآن الكريم وانتهيت منه في سن السابعة والنصف، أي أنني استغرقت سنتين ونصف السنة في الحفظ، وذلك على يد والدي الذي يدرس القرآن في أحد المساجد. وأشار إلى أن شقيقه الأكبر منه سناً حافظ للقرآن وأن إخوته في طريقهم للحفظ. وقال المصطفى، إن المسابقات التي شاركت فيها كانت في موريتانيا فقط، ثم المشاركة في جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، مشيراً إلى أن مسابقة موريتانيا نظمتها مؤسسة الخرافي الكويتية. ولفت المصطفى، إلى أن وزارة الشؤون الإسلامية نظمت مسابقة على مستوى موريتانيا ضمت 500 مشارك وتم ترشيحي لمسابقة جائزة دبي بعد حصولي على المركز الثالث في هذه المسابقة لتمثيل موريتانيا في الجائزة. يحفظ برقم الآية المدهش عند حاجي مجومبي المتسابق التنزاني أنه يحفظ القرآن بأرقام الآيات، فبمجرد أن تقال له رقم الآية من سورة كذا يقرأها علي الفور، وقال حاجي البالغ من العمر 12 عاماً، إنه «يدرس في الصف الخامس الابتدائي ، وإنه بدأ الحفظ في عمر الثامنة وأنهاه في الحادية عشرة، حيث كان يحفظ 5 صفحات يومياً من المصحف الشريف علي يد أستاذ متخصص في المنزل». ولفت إلى أن أخته تحفظ القرآن، وأنها المرة الأولى التي يشارك فيها في مسابقات دولية، بينما شارك 3 مرات في مسابقات محلية في تنزانيا السريلانكي حفظ القرآن في عامين أكد المتسابق السريلانكي، محمد عزمي عبد القادر يبلغ من العمر 14 عاماً، أنه بدأ حفظ القران في عمر العاشرة وأنهاه في عمر الثانية عشرة، وأنه كان يحفظ صفحتين من المصحف في البداية، ثم زاد إلى ثلاث ثم أربع صفحات، وذلك من خلال مدرسة الإمام الشافعي التي أدرس بها في كولومبو. كما أكد عزمي أنه شارك في العديد من المسابقات المحلية داخل بلده وكان دائماً يحصل علي المركز الأول، وهذه المرة الأولى التي يشارك فيها في مسابقة دولية، لافتاً إلى أنه تعرف إلى مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم من خلال مشاركة اثنين آخرين من مدرسته في الأعوام السابقة للجائزة، وأعرب عزمي عن أمنيته أن يكون داعية إسلامي.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©