الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

عبدالعزيز محمد: «اختبار العملات المعدنية» بداية عهدي مع المنتخبات!

عبدالعزيز محمد: «اختبار العملات المعدنية» بداية عهدي مع المنتخبات!
12 ديسمبر 2017 20:56
معتصم عبدالله (دبي) ست سنوات كاملة ما بين «الاختبار الأول» لدخول قائمة المنتخب الوطني في 1979، وحتى لحظة الاستدعاء «الرسمي» للمرة الأولى عام 1985 تحت قيادة البرازيلي المخضرم كارلوس ألبرتو، مارس عبد العزيز محمد خلالها «فضيلة الصبر»، وعدم الشكوى حتى حينما لم تسنح له فرصة المشاركة سوى مرات قليلة خلال مشواره مع «الأبيض»، والذي امتد لنحو 10 سنوات، انتهاء بكأس الخليج بأبوظبي 1995. «ظلمت كثيراً في تجاربي مع المنتخب في أكثر من موقف، وفضلت الصبر دون الشكوى»، بهذه الكلمات المعبرة واصل الهداف التاريخي لنادي الشارقة، والنجم الدولي السابق، إفاداته في شهادته على تاريخ الرياضة الإماراتية، في «حوار العمر»، ليكشف عن معاناته من ظلم المدربين، الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب الأول. ويبدو من اللافت، أن أول اختبارات الانضمام للمنتخبات الوطنية لعزوز، سبقت حتى لعبه للفريق الأول للشارقة، حيث قال: «أذكر جيداً أولى فرص الانضمام للمنتخبات الوطنية، نهاية سبعينيات القرن الماضي، وقتها كان الإنجليزي دون ريفي قد تولى قيادة المنتخب الأول خلفاً لليوغسلافي تاديتش، الذي يعد أول مدرب يتعاقد معه اتحاد الكرة رسمياً، في أعقاب تجاربه السابقة مع أسماء مميزة أمثال شحته، ميمي الشربيني، وجمعة غريب». ويضيف عزوز: «الاختبار الأغرب في مسيرتي خضعت له مع الإنجليزي ريفي، حينما طلب مني استعراض مهاراتي باستخدام العملة المعدنية (الروبية) بدلاً من الكرة، ورغم غرابة الطلب، فقد امتثلت للاختبار وحاولت التحكم بالعملة المعدنية يميناً ويساراً، وأعتقد أنني أبليت بشكل جيد لا سيما أنني لم أتجاوز الـ15 عاماً وقتها، ولكن المدرب بدا غير مقتنع نظراً لصغر سني». لم تطل مدة انتظار عزوز في سبيل اللعب لمنتخبات المراحل السنية، خاصة بعد انضمامه للفريق الأول للشارقة مطلع العام 1980، حيث قال: «لعبت لفترة قصيرة مع منتخب الشباب تحت قيادة مدربه حشمت مهاجراني، وشاركت مع أبيض الشباب في بطولة الصداقة (ب) بالعاصمة أبوظبي، وكنت أصغر اللاعبين ضمن القائمة آنذاك»، منذ فبراير 1981 وهو التاريخ الذي أقيمت فيه بطولة الصداقة الودية بأبوظبي، انقطعت علاقة «عزوز» مع المنتخبات الوطنية لنحو أربع سنوات متتالية، على الرغم من أن ذات السنوات كانت شاهدة على تواجده ضمن القائمة الأساسية لـ«الملك»، كلاعب مميز ومهاجم أساسي لم تسلم من أهدافه شباك معظم المنافسين. ويضيف: «إحساس اليأس لم يتسرب لي أبداً، وانتظرت الفرصة التي لاحت مجدداً مع بواكير العام 1985، حيث كان يقود المنتخب وقتها البرازيلي كارلوس ألبرتو، وظللت منذ ذلك التاريخ متواجداً بصورة شبه مستمرة لنحو 10 سنوات ضمن قائمة المنتخب حتى 1995، على الرغم من عدم حصولي على فرصة اللعب أساسياً في أغلب المشاركات». ويعتقد «عزوز» أن شعوره بالظلم لم يكن دافعاً لإبداء غضبه أبداً، وقال: «حتى حصولي على لقب هداف العرب لم يشفع لي بالمشاركة أساسياً، المؤكد أنه أمر غريب، ولكن تبقى في النهاية قناعات المدربين هي الأساس، وكنت أحرص دائماً على الرد داخل الملعب خلال مشواري مع فريقي أو حتى في تلك المباريات القليلة التي سنحت لي خلالها الفرصة». بصيص الأمل في إيطاليا الشارقة (الاتحاد) الوجود ضمن قائمة المنتخب الأول في مونديال إيطاليا 1990، والذي يعد الإنجاز الأبرز على صعيد كرة القدم الإماراتية حتى الآن، مثل «نقطة مضيئة» في مشوار عزوز المليء بالمطبات في مسيرته مع المنتخبات، حيث قال: «تمسكت ببصيص الأمل في المشاركة، ولو لدقائق معدودة في المباريات الثلاث للمنتخب في نهائيات المونديال، وكنت أتحرق شوقاً للعب في المحفل العالمي، ولكن الفرصة لم تأت أبداً ربما لم يكن الحظ بجانبي، ولكن في المقابل بقى الوجود ضمن قائمة 90 نقطة مضيئة». الإحساس بالمسؤولية، وأهمية وقيمة المشاركة، تجلت بصورة واضحة لدى لحظة الوصول إلى إيطاليا، أضاف عزوز: «لحظات خالدة، أحسسنا بالفارق الكبير، وتمنينا لو كانت كأس العالم بطولة تقام بشكل سنوي، لنحظى بفرصة المشاركة مجدداً، ورغم مرور كل هذه السنوات على مونديال إيطاليا ظلت ذكريات الملاعب وتصفيق الجمهور للفريق الخاسر قبل الفائز عالقة بأذهان كل من حظي بتلك الفرصة». يجزم «عزوز» أن جيل مونديال 1990 هو الأفضل في تاريخ كرة الإمارات بلا تردد، وأوضح: «أن تكون ضمن أفضل 24 منتخباً على مستوى العالم هو إنجاز لم يتكرر حتى الآن، ورغم الفارق في الإمكانات التي توافرت للأجيال التالية وذلك الجيل إلا أن جميعها لمن تنجح في معادلة ذلك الإنجاز، وإذا كنا محظوظين بالتأهل، فأعتقد أن كل الحظ توفر للجيل الحالي». مشكلة «الشورت» الشارقة (الاتحاد) بعيداً عن ذكرياته مع المنتخب الأول، سرد «عزوز» قصة ارتدائه للشورت الطويل أو ما يعرف بـ«البرمودا» خلال مشاركته مع الشارقة في مباريات الدوري، حيث بدت أشبه بظاهرة لافتة في موسم 1986- 1987، حيث قال: سنحت لي فرصة زيارة بيت الله الحرام وأداء فريضة الحج في عام 1986، قبل العودة لاستكمال مشواري مع الفريق، وعند العودة وبناء على نصيحة حرصت على ارتداء شورت طويل امتد إلى ما تحت الركبتين، وواصلت مشواري مع الفريق بشكل جيد، ولكن سرعان ما ظهر أكثر من لاعب آخر بذات الرداء، وقتها لم يجد اتحاد الكرة بداً من التدخل وإصدار قرار بمنع السراويل الطويلة كونها باتت أشبه بالموضة، لأعود إلى الوضع السابق. «الدرع» في الجولة الأخيرة الشارقة (الاتحاد) استمرار البناء على القواعد والأسس السليمة للفريق، مهدت الطريق أمام لقب موسم 1988- 1989، بهذه الكلمات لخص عزوز رحلة «اللقب الثمين»، والذي قبض فيه الملك على درع البطولة التي تسلمها من يد الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ويقول: تحت قيادة البولندي بلاوت استمر الفريق على ذات الأساس السليم الذي وضعه من سبقه في تدريب الفريق، وعلى رأسهم المصري الراحل محمود الجوهري. واجه الشارقة منافساً صلباً تمثل في الوصل حامل اللقب، وصاحب الظهور القوي آنذاك، غير أن التمسك بروح البطولة ساعد الفريق في القتال حتى الرمق الأخير، لتلوح الفرصة في الجولة الأخيرة بعد تساوي الفريقين في النقاط، قبل أن يتعثر الوصل بالتعادل خارج قواعده أمام الخليج، في الوقت الذي ضرب فيه «الملك» بقوة وتفوق على الجزيرة 4-3، كان نصيب عزوز منها تسجيل هدف، ليتوج الفريق باللقب الثالث في تاريخه. ويضيف عزوز: بعد سطوع نجم النصر والأهلي في السبعينيات، وتوهج الوصل مع بداية الثمانينيات، دخلنا بتلك البطولة ضمن المنافسين بقوة على النجومية بجانب فريقي الوصل والعين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©