تشييع صاحب (المسرات والأوجاع) إلى مثواه الأخير

شيَّع يوم الخميس الماضي عدد محدود من الأدباء والقضاة الروائي والقاضي العراقي الراحل فؤاد التكرلي (1926 - 2008) إلى ''مقبرة سحاب'' في العاصمة الأردنية حيث وري الثرى· وشارك عدد من الشعراء والكتاب والمحامين والقضاة العراقيين في التشييع وفي جوٍّ ماطر فيما غابت جهات رسمية عديدة· عاش الروائي الذي ولد في بغداد بمحلة باب الشيخ عام 1927 سنواته الأخيرة في العاصمة الأردنية عمان للعلاج من دون أن تخبره أسرته بنوعية المرض الذي يعاني منه· وكتب التكرلي مقاله الأخير في (جريدة الزمان الدولية) مناجاة نادرة عن الموت وكأنه كان ينتظره· وقالت زوجته رشيدة التركي لـ (قناة الشرقية) إن التكرلي عاش حياته متواضعاً، وأحب أن يرقد في سلام، رافضة كل العروض التي قدمتها جهات حكومية عراقية لنقل جثمانه بطائرة خاصة إلى بغداد· يُعد التكرلي أحد أبرز المجددين في الكتابة الروائية العربية، ووصف الناقد صبري حافظ روايته (المسرات والأوجاع) بأنها رواية العصر الكبرى كونها تؤرِّخ لتاريخ العراق المعاصر حتى استشهاد بطلها بداية الثمانينيات في الحرب العراقية ـ الإيرانية· وعاش حياته العملية في سلك القضاء مابين بغداد وديالي، واستوحى نصوص أعماله القصصية من الكم الهائل من القضايا التي مرَّت عليه· وكتب روايته الأولى (بصقة في وجه الحياة) التي نشرها لاحقاً، فيما كانت روايته (الرجع البعيد) أحدى أهم المدونات السردية في القص العراقي المعاصر· وأرخ لتاريخ العراق المعاصر منذ العشرينيات حتى منتصف الثمانينيات من القرن الماضي في رواية (المسرات والأوجاع) التي كتبها خلال إقامته في تونس مع زوجته القاصة والمترجمة رشيدة التركي، وابنه عبد الرحمن (16 عاماً)·