أعلن مسؤول عسكري كبير في حلف شمال الأطلسي أمس أن أكثر من ألف جندي روسي يقاتلون حاليا على الأراضي الأوكرانية وخصوصا في نوفوازوفسك معتبرا أن وجودهم «مقلق جدا».
لكن وزارة الدفاع الروسية نفت ذلك فورا.
وقال المسؤول الأطلسي في مؤتمر صحفي في مركز قيادة القوات الحليفة في أوروبا في غرب بلجيكا إن «أكثر من ألف جندي روسي يقاتلون حاليا في أوكرانيا.
.
إنهم يدعمون الانفصاليين ويقاتلون القوات الإوكرانية معهم»، مؤكدا أنه يستند الى «تقديرات حذرة جدا».
وأضاف أن هؤلاء الجنود الذين لا يحملون أي شارة يمكن التعرف عليهم «من خلال سلوكهم» الذي هو «تصرف جنود محترفين» مشددا على أن يتم التداول بمعلومات مفادها أن جنودا روس قتلوا في المعارك.
وقال «يستخدمون معدات متطورة وينصحون الجنود الانفصاليين ويتوغلون في عمق 40 وحتى 50 كلم داخل الأراضي الأوكرانية».
وأكدت كييف أمس أن «قوات روسية» سيطرت على مدينة نوفوازوفسك الحدودية منددة بـ«غزو مباشر».
وقال المسؤول الأطلسي «منذ الاثنين الماضي نرى عمليات توغل جديدة قرب نوفوازوفسك» ما يفتح «جبهة جديدة أمام القوات الأوكرانية» ويضعها «في وضع رهيب».
وأوضح ان «روسيا ستحاول الآن تجميد النزاع وإطالة أمده ليصبح مستحيلا على أوكرانيا الصمود».
وأضاف «منذ منتصف أغسطس تشارك القوات الروسية بنشاط في المعارك»، معتبرا عدد الجنود المنتشرين على طول الحدود الروسية الأوكرانية بحوالى عشرين ألفا.
واعتبر المسؤول ان هذا «التصعيد الكبير في العمليات العسكرية الروسية» «مرتبط مباشرة بالانتصارات العسكرية الأوكرانية» على الانفصاليين.
من جهة اخرى تعتزم زوجات وامهات جنود روس التظاهر الخميس لمطالبة السلطات الروسية بإيضاحات حول مصير هؤلاء في حين تزداد الاتهامات بتدخل روسيا عسكريا في اوكرانيا.
ومنذ ايام انقطعت اخبار جنود الكتيبة 331 في فرقة المظليين الـ 98 ومقرها كوستروما على بعد 330 كلم شمال موسكو.
وقالت فاليريا سوكولوفا زوجة أحد المظليين إن «شاحنة وصلت إلى كوستروما أمس» في إشارة إلى الشاحنات العسكرية التي تستخدم لنقل الجنود القتلى.
لكن لا يتم الكشف عن معلومات عن مصير هؤلاء الجنود ويرفض القادة التحدث الى اسرهم.
ونفت وزارة الدفاع الروسية أمس الاتهامات الأطلسية والأوكرانية بإرسال قوات إلى شرق أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الوزارة ايغور كوناشنكوف إن «هذه المعلومات لا صلة لها بالواقع» وان وحدات الجيش التي قالت واشنطن أنها عبرت الحدود إلى أوكرانيا تقوم «بتمارين تدريبية تكتيكية ضمن النطاق المحدد لها».
وتواصلت المعارك أمس في الشرق الانفصالي مع القوات الأوكرانية وقتل 15 شخصا في قصف على مدينة دونتيسك التي يسيطر عليها المتمردون، بحسب السلطات المحلية التي وصفت الوضع بأنه «متوتر للغاية».
وصرحت بلدية المدينة بأن القصف بالمدفعية الذي استهدف غرب وشمال وشمال شرق وسط المدينة أدى إلى تدمير البنى التحتية والمنازل السكنية.
وطلبت كييف أمس من الغربيين مساعدة عسكرية «كبيرة» لوقف تقدم القوات الروسية ما يزيد المخاوف من اندلاع حرب مفتوحة بين روسيا وأوكرانيا.
ودان السفيران الأوكرانيان لدى الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا «الغزو» الروسي.
وألغى الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو أمس زيارته إلى تركيا ودعا لاجتماع طارئ للمجلس الوطني للأمن والدفاع لوضع خطة عمل، بسبب «التدهور السريع» في الوضع في شرق أوكرانيا إثر «دخول قوات روسية».
واكدت اوكرانيا أمس ان «قوات روسية» استولت على مدينة نوفوازفوسك الحدودية الاستراتيجية على بعد 100 كلم جنوب معقل دونيتسك الانفصالي حيث دارت مواجهات عنيفة في الأيام الأخيرة.
واعلن بوروشنكو ايضا سيطرة المتمردين على بلدتي امروفسيفكا وستاروبشيفي جنوب شرق دونيتسك حيث قال مراسل فرانس برس ان الجيش الاوكراني ترك كمية من الأسلحة والذخائر ما يدل على انسحاب مفاجئ.
وقال المتحدث العسكري الأوكراني اندري ليسنكو ان «كتيبة تكتيكية للقوات المسلحة الروسية» نشرت «مقرا عاما» في ضاحية بلدة بوبيدا على بعد 48 كلم جنوب شرق معقل دونيتسك الانفصالي و60 كلم غرب الحدود الروسية.
وتضاعفت اتهامات التدخل المباشر لروسيا في النزاع الدائر في شرق اوكرانيا الذي يعتقد انه وراء الانتصارات التي يحققها المتمردون الموالون لموسكو في هجومهم المضاد على القوات الحكومية.
واتهم السفير الأميركي في أوكرانيا جيفري بيات أمس روسيا بـ«التدخل مباشرة» لدعم الانفصاليين الموالين لموسكو والقوات الحكومية في شرق البلاد.
وكتب بيات على موقع تويتر ان «عددا متزايدا من القوات الروسية يتدخل مباشرة في المعارك على الأراضي الاوكرانية» مضيفا ان موسكو «باتت ضالعة مباشرة في المواجهات» وارسلت «احدث أنظمة دفاعاتها الجوية ومنها نظام (اس ايه ) 1» إلى شرق أوكرانيا.
من جهته صرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في خطاب أمس أمام السفراء الفرنسيين في باريس، بأن احتمال وجود جنود روس في أوكرانيا «غير محتمل وغير مقبول».
وقال «إذا تبين وجود جنود روس، فسيكون غير مقبول».
من جانبه، صرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأن على روسيا ان تمنع دباباتها من دخول أوكرانيا، محذرا موسكو من أنها ستواجه مزيدا من العواقب إذا لم يتم التوصل لحل سياسي للأزمة.
(كييف، عواصم، وكالات)
عدد اليوم
