الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سكان البيئة الجبلية اعتمدوا الأهازيج لمحاكاة ومشاكاة أحوالهم الحياتية

سكان البيئة الجبلية اعتمدوا الأهازيج لمحاكاة ومشاكاة أحوالهم الحياتية
12 أغسطس 2011 01:24
ضمن أهدافه المعنية بتفعيل عملية البحث والتوثيق، وإثراء الحوار حول الظواهر الأدبية والتراثية في المكان، نظم مركز الشارقة للشعر الشعبي مساء أمس الأول بمقره في منطقة شرقان محاضرة بعنوان “أهازيج البيئة الجبلية في الإمارات”. قدم المحاضرة الباحث والشاعر عبدالله الهدية وشارك بها ثلاثة من المؤدين هم: راشد الشحي وعبدالله الشحي وطارق الشحي، حيث أفصحوا من خلال أدائهم الشعري والغنائي عن قيمة وجزالة وحيوية هذا النوع من الأهازيج الشعبية المرتبطة بطقس الحياة الاجتماعية والمهنية لسكان وأهالي المناطق الجبلية في الدولة وخصوصا في إمارة رأس الخيمة. شهد المحاضرة عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، ومحمد القصير رئيس قسم الشؤون الثقافية بالدائرة، ومحمد البريكي المدير الفني لمركز الشارقة للشعر الشعبي، كما شهد المحاضرة، وتفاعل معها لفيف من الشعراء والإعلاميين والمهتمين. استهل الهدية محاضرته بالتركيز على ثقافة المكان في مجتمع رؤوس الجبال مشيرا إلى أنها ثقافة متعددة الأوجه، كونها تشتمل على بيئات مختلفة تتداخل مع بعضها مثل البيئة الساحلية والزراعية والجبلية، وهو تداخل كما قال الهدية أدى إلى تنوع وتمازج أشكال ومظاهر الموروث الشعبي، خصوصا في مجالي الشعر والأهازيج الغنائية التي لونت طبيعة الحياة في هذه البيئات الثلاث، وتحولت إلى مخزون تراثي مهم بالنسبة للأجيال الجديدة هناك. وعرف الهدية الأهزوجة بأنها ضرب من الغناء وكل صوت فيه يحتوي على لحن خفيف ومطرب، وكل الأهازيج تقريباً تتضمن الحكمة والفخر والحماسة، وقال إن المنتمي لثقافة رؤوس الجبال يؤدي فنونه وأهازيجه الخاصة خلال مراحل عمره المختلفة وفي أدق تفاصيل يومه، لأنه دائما ما يترنم ماشيا ًأو في مزرعته أو عند استراحته من العمل، كم أن هذه الأهازيج تعتبر مكملاً رئيسياً لأعياد وأعراس الشحوح، ولتفاصيل الحياة اليومية عند المرأة الشحية وخصوصا في فترة حصاد القمح وطحنه في البيئة الزراعية أو في منطقة “الوعوب” المعتمدة على أساليب خاصة في تقنيات الري والعناية بالمحاصيل والنباتات المختلفة. وأوضح الهدية أن سكان رؤوس الجبال اعتمدوا على الشعر والأهازيج لمحاكاة ومشاكاة أحوالهم الموزعة بين الحزن والفرح وبين الكدح والمكابدة وبين الترفيه وتزجية الوقت، مؤكدا في ذات الوقت على أهمية تلك القصائد والأهازيج في تعريفنا بالتاريخ السياسي والاجتماعي لتلك البيئات والمناطق المحيطة بها، وتوسيع نطاق البحث فيما يتعلق باللغة واللهجات القديمة، ومعرفة تأثير البيئة على الإنسان وبكل مكوناتها الموصولة بالعادات والتقاليد. وأخيرا وكما أشار الهدية فإن هذه الأهازيج أسهمت في اكتشاف خصوصية الإيقاع الموسيقي ومدى تأثره وتأثيره في الفنون المجاورة والبعيدة مع السعي إلى إمكانية توظيفه أو تطويره في الأزمنة المعاصرة. وحول الأشكال والأنماط المختلفة لهذه الأهازيج، عدد الهدية مجموعة من الفنون المرتبطة بالماضي العريق لمنتجيها من شعراء ومؤدين والذي خطف الموت معظمهم، ولذلك باتت معظم هذه الفنون عرضة للتلاشي والانقراض بسبب قلة عدد المدونين والباحثين في تلك الأزمنة البعيدة، ومن هذه الفنون كما ذكر الهدية: “فن السحبية” الذي اشتهر به سكان المناطق الشحية في شمال رأس الخيمة مثل (شعم والجير وغليلة وخور خوير) مشيرا إلى أنه فن يؤديه مجموعة من الرجال أو مجموعة من النساء وهو عبارة عن ملاحم تاريخية محفوظة في الذاكرة، أو شكوى أو وجد أو لإشباع الجانب الروحي والديني، والشعر في هذا النوع من الفنون ــ كما أوضح الهدية ــ هو شعر محكي ويعتمد على الوزن الموحد والقافية المتعددة واللحن المتنوع. وتحدث الهدية عن فن آخر مرتبط بالبيئة الجبلية وهو فن (الغازي) مشيرا إلى أنه فن أصيل يعتمد على إلقاء شاعر مبدع أو راوية حافظ، حيث يشهر المؤدي سيفه وترسه ويلقي قصيدته ماشيا ومن خلفه وحوله مجموعة من الرجال الذين يشكلون ما يشبه الكورس الذي يردد مقولات وإيقاعات المؤدي. وتطرق الهدية إلى فن الندبة والتي تعني طلب الانتماء أو طلب العون من القبائل المجاورة، كما تطرق إلى فن “الرواح” مشيرا إلى أن المقصود بالتسمية هو الترويح عن النفس عند الانتهاء من بعض المهن الشاقة مثل حصاد القمح وغيرها من المهن المشتبكة مع نسيج الحياة الاجتماعية لسكان وأهالي المناطق الجبلية في الإمارات.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©