عدد اليوم
يوسف العربي (دبي)
تمتلك التكنولوجيا الحديثة تأثيراً طاغياً على مفردات وتفاصيل حياتنا اليومية لتعدل من أنماط الاستخدام التقليدية، بقدر حماستنا الشديدة للكشف عن مناقبها التي يختبئ منها الكثير خلف ستار المستقبل.
ومن المؤكد أن تأثير التكنولوجيات الحديثة على نظيراتها السابقات أكثر وطأة ليزحف الجديد منها على كل ما هو قديم من دون أن يبقى له آثر، إلا في المتاحف وعلى صفحات التاريخ.
وتنضم خدمة التلكس الدولية التي شكلت عند اكتشافها نقلة نوعية إلى ضحايا التطور التكنولوجي الهائل، حيث شهدت أعدد المشتركين في الخدمة انخفاضاً دراماتيكياً منذ ظهور وسائل الاتصال الحديثة مثل الإنترنت والفاكس وشبكات الهاتف المتحرك.
وأمس الأول، قرر مؤتمر المندوبين المفوضين (دبي 2018) إلغاء قرار رقم 89 (مينيا بوليس، 1998) والخاص بمواجهة انخفاض استعمال خدمة التلكس الدوليـة.
وجاء إلغاء هذا القرار للاتحاد الدولي للاتصالات، بعد أن تقدم عدد من الإدارات المشاركة في هذا المؤتمر بمقترح إلغائه والذي لاقى تأييداً من المجموعة العربية التي تترأسها دولة الإمارات.
ويرى خبراء اتصالات وتكنولوجيا المعلومات المشاركون في المؤتمر، أن أنظمة التلكس شكلت نواة للاتصالات القائمة على الرسائل النصية، إلا أنه لا يمكن الاعتماد عليها في عصرنا الحالي مع التقدم الهائل في عالم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتاريخياً، ظهرت أنظمة تلكس إلى النور واستخدمت للمرة الأولى مطلع ثلاثينيات القرن العشرين في المملكة المتحدة ودول أوروبية أخرى، ومن ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة في عام 1931.
وأصبح التلكس شائعاً في تلك الفترة، وبات مستخدماً على نطاق واسع لإرسال رسائل مكتوبة (إلكترونياً) في الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية، ومن المقرر أن يتخذ مؤتمر المندوبين المفوضين 2018 في ختام فعالياته، عدداً من القرارات الرئيسية التي تتعلق بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع مراعاة التطورات الشاملة في هذا القطاع الحيوي الهام.
