الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

واشنطن وموسكو تقران بتعرض العلاقات لـ «أوقات صعبة»

واشنطن وموسكو تقران بتعرض العلاقات لـ «أوقات صعبة»
10 أغسطس 2013 00:25
واشنطن ، موسكو (وكالات) - بحثت الولايات المتحدة وروسيا أمس، توسيع التعاون بينهما حول مختلف القضايا وتحدثتا عن مصالح مشتركة بين البلدين رغم تدهور العلاقات بينهما. وعقد وزيرا الخارجية والدفاع من البلدين اجتماعاً في واشنطن رغم قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما إلغاء قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو. وأثارت روسيا غضب الولايات المتحدة عبر منحها اللجوء المؤقت لادوارد سنودن المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأميركي الملاحق بتهمة التجسس وتسريب تفاصيل عن عمليات تنصت إلكترونية واسعة النطاق. وأقر وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن البلدين يواجهان “أوقاتا صعبة” لكنه عبر عن أمله في تبادل وجهات النظر بشكل صريح. وقال إنه ما زال للولايات المتحدة “مصالح مشتركة” مع روسيا رغم الفتور الشديد في العلاقات بين البلدين. واقر كيري عند بدء محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ضمت أيضاً وزيري الدفاع الأميركي تشاك هاجل والروسي سيرجي شويجو في واشنطن بان العلاقات واجهت “أوقاتا صعبة”، وعبر عن أمله في تبادل وجهات النظر “بشكل صريح”. وقال إن “العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا مهمة جدا وتتميز في الوقت نفسه بمصالح مشتركة ومصالح متعارضة”. ودعا كيري إلى بحث “المجالات التي نتفق عليها وكذلك تلك التي نختلف حولها”. وأضاف “ليس سرا أننا واجهنا عدداً من التحديات وبالتأكيد ليس قضية (إدوارد) سنودن فقط”. واعرب عن أمله في أن يتيح اجتماع (2+2) إحراز “تقدم حول الدفاع المضاد للصواريخ وقضايا أخرى استراتيجية. من جانب آخر، أقر لافروف بان البلدين “لديهما خلافات بالطبع” لكن لديهما أيضا “مسؤولية مشتركة في تجنب انتشار أسلحة الدمار الشامل خصوصا وفي بحث الدفاع المضاد للصواريخ”. ومشروع الدرع المضادة للصواريخ الأميركية ونشره في أوروبا كان على الدوام يشكل قلقا لروسيا التي تعتبر أن هدفه خفض قدرة الردع الروسية وبالتالي إخلال موازين القوى في القارة. وهدف الاجتماع الوزاري بين الروس والأميركيين في واشنطن إبقاء الحوار بين البلدين اللذين تشهد علاقتهما فتورا. ويأتي الاجتماع بعد يومين على إلغاء قمة بين الرئيسين الروسي والأميركي. يذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وروسيا وصلت إلى مستوى لم يشهده البلدان منذ سنوات، منذ أن قرر اوباما إلغاء قمة مع نظيره الروسي كانت مقررة مطلع سبتمبر في موسكو. ولتبرير هذه الخطوة غير المسبوقة منذ ستينات القرن الماضي في تاريخ العلاقات الأميركية الروسية، تذرعت واشنطن بـ”عدم احراز تقدم مؤخرا” في عدد من الملفات مثل المنظومة الدفاعية الصاروخية وخفض الانتشار النووي والتجارة وحقوق الإنسان. ويقول الأميركيون انهم أصيبوا أيضا بـ”خيبة أمل” من الروس في قضية ادوارد سنودن. كذلك عبرت موسكو عن “خيبة أملها” من قرار الرئيس الأميركي. لكن بالرغم من ذلك لم يتحدث أي من البلدين عن قطيعة. وفي هذا الصدد اكد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني “ان علاقاتنا مع الروس هامة، إننا نتحدث في مواضيع عديدة، ونجحنا في التعاون وايجاد ميادين جديدة للتعاون”. وجاءت قضية سنودن لتضاف الى جملة مواضيع خلافية بين الولايات المتحدة وروسيا منذ عودة الرئيس بوتين الى الكرملين في مايو 2012. ففي خلال سنة منعت موسكو الأميركيين من تبني أطفال أيتام من روسيا وسنت قانونا يفرض على المنظمات غير الحكومية الممولة من الخارج بان تسجل كـ”عملاء للخارج”. من جهة أخرى، قال المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف أمس، إنه لن يعقد أي لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما على هامش قمة العشرين التي ستعقد في سبتمبر في سان بطرسبورج. وقال أوشاكوف في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية أن “زيارة الرئيس أوباما كانت مقررة والعالم اجمع كان يعرف ذلك. هذه الزيارة لن تجري”. وأضاف “فيما يتعلق باللقاء في سان بطرسبورج ، لم يتقرر، لأننا انطلقنا من مبدأ أن قمة ستعقد في موسكو”. وردا على سؤال لمعرفة ما إذا كانت روسيا ستتخذ تدابير انتقامية بعد إلغاء زيارة أوباما لموسكو، أجاب أوشاكوف بالنفي، وقال “لا كيف يمكننا الرد على ذلك، اعربنا عن خيبتنا بعد هذا القرار لكننا اكدنا أن الدعوة (للمجيء إلى موسكو) ما زالت قائمة”. وأضاف “نأمل في أن يتراجع الجانب الأميركي عاجلا أم أجلا عن هذا القرار”. وقرر الرئيس أوباما إلغاء القمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين المقررة مطلع سبتمبر في موسكو، وبرر البيت الأبيض هذا القرار بـ”قلة التقدم” في العلاقات الروسية - الأميركية. وكانت موسكو منحت في الأول من أغسطس اللجوء المؤقت لمدة عام للأميركي إدوارد سنودن الذي كان عالقا في مطار موسكو منذ 23 يونيو الذي وصله قادما من هونج كونج. وطلبت الولايات المتحدة مرارا من روسيا إبعاد المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية إلي بلاده حيث يتهم بالتجسس بعد أن كشف معلومات عن مراقبة واشنطن للشبكة الإلكترونية في العالم. من جهة أخرى، قال مسؤول بارز بإدارة الهجرة الروسية أمس، أن إدوارد سنودن حر، من الناحية القانونية في السفر إلى أي مكان في روسيا والعمل في أي وظيفة غير حكومية في البلاد. وقال أوليج مولوديفسكي، رئيس فرع وكالة الهجرة الاتحادية في منطقة موسكو، والذي اصدر وثيقة اللجوء المؤقت لسنودن، للصحفيين “وفقا للقانون، فان له الحق في التحرك في جميع أنحاء روسيا وله الحق في العمل عدا بالطبع شغل منصب حكومي “. وأضاف أن سنودن حر في التوجه إلى أي منطقة روسية رغم انه يتعين عليه إخطار الوكالة بنواياه في هذا الشأن، حسبما ذكرت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية . ولم يكشـف مولوديفسـكي عن مكـان وجود سنودن حاليا، ولكن رئيسة إدارة الهجرة في موسكو أولجا كيريلوفا قالت أمس إن مكتبها ليس لديه أي علم بالمكان الذي يقيم فيه سنودن. وقالت للصحفيين “ ليس لدى مثل هذه المعلومات. انه ليس في موسكو”. وفي الإطار نفسه، أغلقت خدمة بريد إلكتروني مشفرة يعتقد أن موظف الاستخبارات الأميركي السابق إدوارد سنودن كان يستخدمها طبقا لما ذكره مؤسسها أمس. وقال لادار ليفيسون صاحب خدمة “لافابيت” التي تبث من تكساس في خطاب جرى نشره على الإنترنت إنه اتخذ القرار بوقف بث الخدمة الإلكترونية بدلا من “أن يصبح متواطئا في جرائم ضد الشعب الأميركي”. ولم يعط ليفيسون سوى تفاصيل ضئيلة أخرى بشأن ذلك رغم تقارير تشير إلى تورطه في إجراءات قانونية لمنع المسؤولين الأميركيين من الحصول على تفاصيل بشأن العملاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©