القاهرة (رويترز) - توقع محللون استمرار صعود الأسهم المصرية خلال معاملات الأسبوع المقبل لتعزز مكاسب آخر ست جلسات وبدعم من تشكيل الحكومة الجديدة. وصعدت بورصة مصر خلال معاملات الأسبوع مدعومة بمشتريات الأجانب على الأسهم القيادية وعمليات اقتناص فرص جيدة بعد وصول أسعار الأسهم المصرية لمستويات مغرية للشراء بالإضافة إلى تشكيل الحكومة الجديدة.
وقال أحمد أبو السعد، العضو المنتدب لشركة “دلتا رسملة” لإدارة صناديق الاستثمار والمحافظ المالية،: “وجود مؤسسات (حكومة) مستقرة في أماكنها لاتخاذ القرار شيء إيجابي في حد ذاته بغض النظر عن طبيعة الأشخاص. أتوقع أداء إيجابياً للسوق خلال الفترة المقبلة”. وانتهى رئيس الوزراء المكلف هشام قنديل من تأليف أول حكومة لا تقتصر مهامها على تسيير الأعمال فقط منذ ثورة 25 يناير من خبراء تكنوقراط وثلاثة سياسيين إسلاميين على الأقل من بينهم وزير التعليم العالي.
وقالت نشرة “كابيتال ايكونوميكس” إن من المرجح أن يحتفظ فاروق العقدة محافظ البنك المركزي الذي يحظى باحترام كبير بمنصبه في المستقبل المنظور “وبناء على ذلك لا نتوقع أن تشهد السياسات الاقتصادية المصرية تحولاً كبيراً خلال الأشهر المقبلة. ويرجع ذلك لطبيعة الحكومة الجديدة وكذلك لحقيقة أن صلاحياتها التشريعية محدودة”. ويبدد عدم وضوح سلطات الحكومة الجديدة وحجم التحديات التي تواجهها أي تفاؤل بحقبة جديدة من الاستقرار. وقال نادر إبراهيم عضو مجلس إدارة شركة آرشر للاستشارات بنبرة غير متفائلة “أنا غير مقتنع بالحكومة الجديدة. لا أتوقع أي جديد في الاقتصاد خلال الفترة المقبلة”.
وتواجه الحكومة الجديدة مشاكل اقتصادية بينها أزمة في ميزان المدفوعات دفعت، كما يقول محللون، مصرفيين واقتصاديين لعدم قبول مناصب في الحكومة التي تأخر تشكيلها لهذا السبب. وكانت أحزاب رفضت المشاركة في الحكومة الجديدة الأمر الذي سيجعل جماعة الإخوان المسلمين تتحمل وحدها عبء إخفاقات اقتصادية تبدو حتمية في دولة تواجه تحديات اقتصادية خطيرة. وقال إبراهيم إن بعض المتعاملين في السوق يعتقدون أن “وجود الحكومة أفضل من عدمه. ولذا أتوقع اتجاهاً عرضياً للسوق خلال الأسبوع المقبل مع ميل نحو الارتفاع”. وارتفع المؤشر الرئيسي نحو 5% هذا الأسبوع.
وقالت مؤسسة “بلتون” للأبحاث، في تقريرها الشهري، إن البورصة المصرية ظلت صاحبة أفضل أداء بين أسواق المنطقة إذ ارتفعت 34,2% منذ بداية العام تليها سوق دبي بارتفاع نسبته 14 بالمئة. وذكر إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفني بشركة “نعيم” للوساطة في الأوراق المالية، “مؤشر الأسهم الصغيرة صعد بقوة الفترة الماضية وكسر مستوى المقاومة الموازي لمستوى 5000 نقطة في المؤشر الرئيسي. ولذا أتوقع كسر هذا المستوى واستهداف مستويات 5400-5500 نقطة”.واتفق معه عبد الرحمن لبيب رئيس مجلس إدارة شركة “ستاليون انفستمنت” قائلاً “سنواصل الصعود في حالة كسر مستوى 5000 نقطة لأعلى لنستهدف مستويات 5200 نقطة”. وكسبت الأسهم المصرية 13,275 مليار جنيه (2,187 مليار دولار) من قيمتها السوقية خلال معاملات الأسبوع.
وقال محسن عادل، العضو المنتدب لشركة “بايونيرز” لإدارة صناديق الاستثمار،: “درجة صعود السوق ستتحدد من خلال القرارات التي ستتخذها الحكومة الجديدة خاصة فيما يتعلق بملف الاستثمار والسياسيات المالية العامة”. وتواجه الحكومة الجديدة مهمة أصعب مما واجهته سابقتها. فالأموال المتاحة لتمويل الإنفاق الحكومي ودعم الجنيه المصري منذ انتفاضة العام الماضي التي أطاحت بمبارك آخذة في التناقص. وقال قنديل، رئيس الوزراء، إن الدين الداخلي بلغ 1,8 تريليون جنيه والدين الخارجي 33,8 مليار دولار.
وانكمش الاقتصاد في النصف الأول من 2012 مقارنة بالنصف الثاني من 2011 مع انخفاض الطلب على السلع المصرية بسبب استمرار الضعف في اقتصادات “منطقة اليورو”. وقد يؤدي ارتفاع شديد في أسعار الغذاء العالمية إلى تضخم فاتورة دعم الواردات المصرية. وأوضح عادل “قد نشهد ارتفاعاً في السيولة خلال الأسبوع المقبل بدعم من المشتريات الانتقائية من الأجانب والعرب على الأسهم المصرية”. وتوقع إيهاب سعيد، رئيس قسم البحوث بشركة “أصول” للوساطة في الأوراق المالية استمرار مكاسب البورصة خلال الأسبوع المقبل بدعم من التشكيل الحكومي “لنستهدف مستويات 5100-5200 نقطة”. ونصح لبيب المستثمرين بأن تكون “المتاجرة سريعة وقصير الأجل خلال الفترة المقبلة في ظل ضعف قوة العزم والسيولة بالسوق”.
عدد اليوم
