الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البورصة الكويتية «أولى ضحايا» الأزمة السياسية

البورصة الكويتية «أولى ضحايا» الأزمة السياسية
3 أغسطس 2012
الكويت (رويترز) - توقع محللون أن تكون بورصة الكويت خلال الأسبوع المقبل أشد تأثراً بتداعيات الأحداث السياسية في ظل أزمة تعيشها البلاد منذ أشهر، وتصاعدت حدتها خلال الأيام القليلة الماضية، وأن تستمر موجة المضاربات في السوق. وأغلق مؤشر “كويت 15” أمس عند مستوى 950,5 نقطة، هابطاً بمقدار 7,42 نقطة تمثل 0,77% عن إغلاق الخميس الماضي. كما أغلق المؤشر السعري، الأوسع نطاقاً، عند مستوى 5723,61 نقطة، هابطاً بمقدار 23,36 نقطة تمثل 0,4% عن مستوى إغلاق الخميس الماضي. وقال مهند المسباح، نائب المدير التنفيذي في شركة “مرابحات” الاستثمارية، إن “الوضع السياسي طغى على كل القطاعات.. وتسبب في حالة من الجمود.. ليس هناك حركة في السوق حالياً”. وتعيش الكويت أزمة سياسية حادة في الوقت الحالي بعد أن قضت المحكمة الدستورية في يونيو الماضي بحل مجلس الأمة (البرلمان) الذي انتخب في فبراير الماضي وكانت تسيطر عليه المعارضة الإسلامية وإعادة برلمان 2009 الموالي للحكومة. ولم يتمكن مجلس 2009 من عقد أولى جلساته الثلاثاء الماضي بسبب عدم اكتمال النصاب، وتم تأجيل الجلسة للأسبوع المقبل، ويعتقد كثير من المراقبين أن الجلسة المقبلة لن تنعقد أيضاً لرفض النواب العودة للبرلمان إلا في حال تأكدهم من عدم حله مرة أخرى. وأوضح المسباح أن سوق الكويت للأوراق المالية “أول ضحية” للأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، متسائلاً كيف لا يكون هناك اهتمام حكومي بمشروعات التنمية ولا يوجد من يهتم بتحقيق مبادرة أمير الكويت لتحويل البلاد لمركز مالي وتجاري إقليمي. وقال أحمد الدويسان، مدير شركة “الرباعية” للوساطة المالي، إن ما وصفه “بالتناحر بين السلطتين التشريعية والتنفيذية” خلال السنوات الخمس الماضية فوت الكثير من الفرص التنموية على الكويت. لكن عبد الله عيسى العلي، نائب رئيس الأسواق المحلية والخليجية في دائرة إدارة الأصول في شركة “المثنى” للاستثمار، قال إن السوق سيتأثر بالأوضاع السياسية فقط في حال تحسن هذه الأوضاع والتوجه بالفعل نحو التنمية، أما في حال تدهورها، فإن السوق لن يكترث بها كثيراً. واعتبر العلي أن البيئة الاقتصادية في الكويت هي السبب وراء تراجع أرباح الشركات والبنوك، مؤكداً أن “السوق الكويتي لم يعد مغرياً (للمستثمرين)”. ودلل الدويسان على وجهة النظر هذه نفسها بالقول إن أرباح بنك الكويت الوطني هبطت بسبب البيئة التشغيلية في الكويت وليس من نشاطه في الخارج، مشيراً إلى أن البنك حقق زيادة في أرباحه الخارجية بلغت 44% مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي. وقال المحللون إن بورصة الكويت تشهد يومياً عمليات مضاربية تكاد تسيطر على الجزء الأكبر من نشاطها، وهي مرشحة للاستمرار في الفترة المقبلة في ظل عدم وجود حوافز لنشاط التداول الحقيقي وغياب نسبي للرقابة. وانتقد المسباح ما وصفه بغياب الشفافية عن التحقيقات التي تجريها هيئة سوق المال في بعض الممارسات المخالفة للقانون في البورصة. ويقول مراقبون إن هيئة أسواق المال، التي نشأت في مارس 2011، استدعت عدداً من الجهات والأشخاص للتحقيق معهم في ممارسات وصفت بأنها غير قانونية، لكن الهيئة لم تعلن مثل هذه التحركات بشكل رسمي كما لم يتم الكشف عن نتيجة هذه التحقيقات. وتعاني بورصة الكويت حالياً شحاً في السيولة التي هبطت لمستويات تقترب من عشرة ملايين دينار يومياً. وطبقاً للتقرير الأسبوعي لشركة المركز المالي الكويتي، شهدت مستويات السيولة “انحساراً” في الأسبوع الحالي بلغت نسبته 34% عن الأسبوع الماضي، حيث تم التداول خلال الأسبوع على 502 مليون سهم بقيمة 53,8 مليون دينار. وقال المسباح إن السيولة في الأسبوع المقبل سوف تقل عن مستوى الأسبوع الحالي أو تبقى على المستوى نفسه في أحسن الأحوال. وذكر الدويسان أن الأمر سيتوقف على ما ستعلنه الشركات من نتائج فصلية وما ستخلقه هذه الإعلانات من قوة شرائية على بعض الأسهم. وأضاف الدويسان أن الشركات إذا استمرت في إعلان نتائج سلبية، فسوف تكون هناك موجة بيع يقابلها انخفاض في الأسعار، وهو ما قد يشكل حافزاً للمخاطرة بشراء هذه الأسهم، وفي هذه الحالة سترتفع نسب السيولة عن مستوياتها الحالية. وقال العلي إن هناك ثلاثة أسباب لهبوط السيولة في بورصة الكويت، الأول عدم الاستقرار السياسي، والثاني الهدوء المعتاد في شهر رمضان، والثالث يتعلق بنظام التداول الجديد الذي بدأ العمل به في مايو الماضي ولم يعتد عليه المتداولون بشكل كامل. وبدأت الكويت منذ مايو الماضي تشغيل نظام التداول “اكستريم” وهو أحد منتجات بورصة “ناسداك أو.ام.اكس” بهدف تحقيق مزيد من الشفافية والمرونة وإدخال منتجات جديدة مستقبلاً تشمل المشتقات والصكوك. وما زالت هناك بعض المشكلات التي تواجه هذا النظام ولم يتم التغلب عليها حتى الآن، كما أن موقع بورصة الكويت الإلكتروني ما زال يعمل في شكله القديم ولم يتم تطويره ليتواءم مع متطلبات هذا النظام كما كان معلناً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©