الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بغداد: زيارة أوغلو إلى كركوك انتهاك للسيادة

بغداد: زيارة أوغلو إلى كركوك انتهاك للسيادة
3 أغسطس 2012
(عواصم) - اتهمت بغداد أمس وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو بانتهاك الأعراف الدبلوماسية والتدخل في شؤونها والاستهانة بسيادتها، بعدما قام بزيارة مدينة كركوك في محافظة التأميم دون موافقتها. واتفق أوغلو مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارازني، حيث يقوم بزيارة رسمية، على مواجهة أي محاولة لاستغلال الفراغ في السلطة في سوريا من قبل “جماعات متشددة”. وقال البيان الذي نشرته وزارة الخارجية العراقية على موقعها، إن زيارة أوغلو إلى كركوك جرت “من دون علم وموافقة وزارة الخارجية، ومن دون اللجوء إلى القنوات الرسمية والدبلوماسية”. وأضافت أن “هذه الزيارة نوع من الانتهاك الذي لا يليق بتصرف وزير خارجية دولة جارة ومهمة مثل تركيا، وهو يشكل فضلاً عن ذلك تدخلاً سافراً بالشأن الداخلي العراقي”. وفي خطوة مفاجئة ونادرة لمسؤول تركي، زار داود أوغلو كركوك أمس بعد زيارته أربيل، حيث التقى أمس الأول بارزاني. واجتمع داود أوغلو في المدينة الغنية بالنفط بالمسؤولين المحليين فيها، وسط إجراءات أمنية مشددة نفذتها عناصر من الشرطة وقوات الأسايش الكردية. ورأت وزارة الخارجية العراقية أنه “ليس من مصلحة تركيا أو أي جهة أخرى الاستهانة بالسيادة الوطنية وانتهاك قواعد التعامل الدولي وعدم الالتزام بأبسط الضوابط في علاقات الدول والمسؤولين”. كما استغرب في الوقت ذاته “موقف حكومة الإقليم التي سهلت هذه الزيارة دون علم الحكومة الاتحادية”، معتبرة أنها “تخالف بذلك مسؤولياتها الدستورية”. وأكد البيان أنه “على تركيا تحمل نتائج هذا العمل أمام الشعب العراقي وما يمكن أن يفرزه من آثار سلبية على العلاقات بين البلدين وعلى عموم الشعب العراقي وأهالي كركوك خصوصاً”. وذكرت مصادر صحفية في كركوك أن أوغلو قد يشارك في صلاة الجمعة اليوم في كركوك. وقال أوغلو للصحفيين في بداية الزيارة التي أوردت قناة “العراقية” الحكومية خبراً عاجلاً حولها، “كنت منذ مدة طويلة أنوي زيارة كركوك، لكنني اخترت شهر رمضان لأنه شهر مبارك”. وأضاف أن “كركوك بتاريخها العريق ووضعها الحالي الخاص تشكل نموذجاً للشرق الأوسط، قوتها تكمن في التعايش السلمي منذ عقود بين العرب والأكراد والتركمان”. وتابع أوغلو “نحن نرى أن كركوك غنية بثرواتها وتنوعها، لذا، فإنها ستكون من المدن الرائدة في الشرق الأوسط، ونحن كأتراك مستعدون لخدمة كركوك والعراق، فصداقتنا أبدية ودائمة”. وأعلن عن توأمة قريباً بين كركوك ومدينة كونيا التركية، مسقط رأسه، قائلاً إن “اليوم تتحقق توأمة بين كركوك وكونيا التي أنتمي إليها، هذه المدينة المشهورة بالتصوف، ولذا أدعو إدارة وجميع أعضاء مجلس المحافظة إلى الاحتفال بالمناسبة في كونيا”. وكان أوغلو قد التقى بارزاني وناقش معه الأزمة السياسية العراقية، بالإضافة إلى الوضع السوري. وذكر بيان نشره موقع رئاسة الإقليم الكردي أمس أن أوغلو وبارزاني اتفقا أيضاً على “التعاون والتنسيق في جهودهما” لمساعدة الشعب السوري “لتحقيق تطلعاته المشروعة لسوريا ديمقراطية حرة وتعددية”. وقال البيان الذي صدر حسب الموقع بعد لقاء أوغلو وبارزاني في أربيل بإقليم كردستان أمس الأول، إن الجانبين أعربا عن “قلق عميق إزاء عدم الاستقرار والفوضى التي تعم سوريا”. وأضاف البيان أن أوغلو وبارزاني شددا على أنه “سيتم النظر في أي محاولة لاستغلال الفراغ في السلطة من قبل أي جماعة أو تنظيم متشدد، وأن أمراً كهذا يعتبر تهديداً مشتركاً وينبغي معالجته بتنسيق مشترك”. وتابع “يجب أن تكون سوريا الجديدة خالية من المجموعات والمنظمات المتشددة والإرهابية المتطرفة”. وكانت أنقرة أكدت الأحد أنها ستتخذ “ الإجراءات كافة” لمنع تمركز “خلايا إرهابية” في المناطق الحدودية مع سوريا، حيث تتهم تركيا النظام السوري بتسهيل تمركز انفصاليي حزب العمال الكردستاني المتمرد. وجاء ذلك في وقت أعلن فيه حزب بارزاني أن قوات كردية قامت بتدريب أكراد سوريين في مخيمات كردستان العراق “لملء أي فراغ أمني بعد سقوط النظام السوري”. ورأى أوغلو وبارزاني أن “الوضع في سوريا خطير وكارثي وتصرفات النظام السوري وسياسته في إثارة الصراع الطائفي والعرقي في تصاعد مستمر، والمستجدات في سوريا تمثل تهديداً للأمن والاستقرار الإقليمي”. كما أكدا “التزامهما بالانتقال السلمي السياسي في سوريا” واتفقا على “التعاون والتنسيق في جهودهما بغية مساعدة الشعب السوري من أجل تحقيق تطلعاته المشروعة لسوريا ديمقراطية حرة وتعددية”. وأجرى بارزاني محادثات مع كل من زعيم القائمة العراقية أياد علاوي ورئيس حزب المؤتمر الوطني أحمد الجلبي في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة الراهنة. ووصل علاوي والجلبي إلى أربيل في وقت سابق بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية التركي. وجاءت زيارة الزعيمين العراقيين بينما تصاعدت حدة الخلافات بشكل غير مسبوق بين أربيل وبغداد آخرها على خلفية نشر قوات عسكرية في مناطق متنازع عليها. وقالت رئاسة إقليم كردستان في بيان إن المجتمعين بحثوا “آخر المستجدات السياسية والتحركات والمشاكل التي تواجه العملية السياسية”. وقال البيان إن الزعماء الثلاثة اتفقوا “على بذل الجهود لإيجاد الحلول المناسبة التي تعبر عن الشراكة الحقيقية التي نص عليها الدستور العراقي”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©