الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مرعي الحليان: الصحافة غذتني ثقافياً وقربتني إلى الناس

مرعي الحليان: الصحافة غذتني ثقافياً وقربتني إلى الناس
10 أغسطس 2013 19:37
جهاد هديب (دبي)- قال الممثل المسرحي والكاتب مرعي الحليان عن عمله في الصحافة الثقافية اليومية لثلاث وعشرين سنة: «كانت تضعني دائماً على المحكّ تجاه قضايا المجتمع، وجعلتني أقرب إلى الناس في متطلبات حياتهم اليومية، وهي بهذا المعنى قد غذتني ثقافياً ولم تفعل ذلك بي الكتب وحدها أو المسرح بمعزل عما عداه». وأضاف في حديث مع «الاتحاد»: «وبهذا المعنى أيضاً يكون جزء كبير من شخصيتي أنا – مرعي الحليان – بكل تكويني قد تأسس في هذا المجال، وهكذا استفدت من تلك الثقافة في حياتي المسرحية، وفي كتابتي للنصوص المسرحية، وبناء الشخصية المسرحية والمقدرة على التفكير وإنتاج الأفكار حول الواقع عموماً، وما يتصل بالمسرح خصوصاً وكذلك الأسئلة الشخصية والعامة.. كل هذا ما كان من الممكن له أن يتحقق لولا عملي في الصحافة». أنانية الصحافة وقال أيضاً: «غير أن الصحافة كانت أنانية معي فالتهمت من عمري ثلاث وعشرين سنة اضطررت خلالها إلى تأجيل الكثير من المشاريع، مثل الكتابة الدرامية سواء للمسرح أو التلفزيون وكذلك مشاركة زملائي المسرحيين في أعمال كنت شديد القناعة بالأدوار التي كنت سأقدمه فيها، فضلاً عن محوي نصوصاً لا تقع تحت أي تصنيف أدبي كنت أحياناً أكتبها، وقد حدث ذلك بسبب إلحاح العمل الصحفي الذي كان يجعل وقتي ضيقاً جداً إلى حدّ أنه كان «يخربط» عليّ أولوياتي». ويضيف: «لكن لأن المسرحي، كاتباً وممثلاً، الذي فيَّ هو أناني أيضاً فقد قررت التفرغ من العمل في الصحافة الثقافية اليومية والانشغال بمرعي الحليان الآخر، ذلك لأن عشقي الأول هو المسرح وممارسة العمل الصحفي كان نوع من الخيانة له». ثم أوجز: «الصحافة الثقافية لا تزال همومها في صحافتنا هي همومها ذاتها و»بلاويها هي بلاويها»، وإن كنت تعمل في الصحافة الثقافية، لا أعتقد أنك لست بحاجة إلى أن تُحارب كي تُحافظ على جملتك الخاصة وأن تُنجز جملتك الخاصة، لذلك أيضاً قررت التفرغ للمسرح، مع أن العمل الصحفي قد بنى لي اسما في الوسط الثقافي محلياً وخليجياً». الدراما وعن الدراما الإماراتية التي تمّ عرضها في شهر رمضان الفضيل قياساً بسنوات سابقة، قال الحليان: «لقد تراجع الإنتاج الدرامي عموماً لهذا العام قياساً بأعوام سابقة، وباستثناء «القياضة» لم تكن هناك مسلسلات تنتمي للأعمال الدرامية الضخمة ذات الطابع الملحمي، وما عدا ذلك كان أعمال خليجية مشتركة لا تخصّ المجتمع الإماراتي على وجه التعيين». وحول أثر هذا التراجع في الإنتاج على المستوى الفني، أضاف الحليان: «لا يستطيع أي منا الحكم بسهولة على هذا الأمر، لكن الملاحظ هو أن العديد من شركات الإنتاج المحلية إما أغلقت أبوابها أو اتجهت إلى الأعمال الخليجية المشتركة، والملاحظ أيضاً هو تراجع عدد كتّاب السيناريو الإماراتيين، إذ إن الإنتاج الدرامي الإماراتي لهذا العام اقتصر على الكاتبين جاسم الخراز وجمال سالم، ما يشير إلى أن الدراما الإماراتية في أزمة ما تزال مستمرة تتعلق بالافتقاد إلى النصوص كمّاً وكيفاً». وأضاف في الصدد نفسه: «لكن كان هناك ما هو لافت على مستوى التمثيل، وأخصّ بالذكر هنا عبدالله مسعود في «القياضة» الذي كانت الصورة فيه لافتة فنياً. وكذلك الممثلان عمر الملا وملاك الخالدي اللذان حققا قفزة عما كانا قد قدماه في الدراما التلفزيونية سابقاً على مستوى التمثيل». لافتاً الانتباه إلى أنه «مع ذلك وعلى وجه الإجمال كانت هناك ركاكة في التمثيل كارتفاع الصوت أو انخفاضه دون مبررات فنية». ومؤكداً أنه «ليس شرطاً على الممثل في الدراما التلفزيونية أن يكون ناجحاً أولاً في الدراما المسرحية، وهناك ممثلون كويتيون نجحوا تلفزيونياً ولم يحققوا شيئاً في الدراما المسرحية، لكن هذه ليست القاعدة، أما أن يتأسس الممثل في المسرح ويبني خبراته فيه فهذا بالتاكيد هو عصب أي ممثل ناجح في دوره». انشغالات وأخيراً، وعما يقوم به الآن فنياً، وقد تفرغ لفنه، قال مرعي الحليان، الذي شارك بدور شخصية «سالم» في مسلسل «وديمة وحليمة» الذي عرض على شاشة قناة «سما دبي»: «بعدما هجرت الصحافة الثقافية فقد تفرغت فإنني أكتب نصوصاً وأخرج في المسرح كما أشارك في أعمال مسرحية مع أصدقائي وزملائي، وقد انتهيت من المعالجة الدرامية لنص مسرحي موجّه لمسرح الطفل، وأكتب الآن حلقات مسلسل محلي عنوانه مبدئياً: «البراقع»، وهو واحد من المشاريع التي تأجلت لثلاث سنوات بسبب الانغماس بالعمل الصحفي». وبتفصيل أكثر، أوضح الحليان «يلقي المسلسل الضوء على مرحلة هجرة اليد العاملة الإماراتية إلى دول الخليج العربي، وهي مرحلة امتدت طيلة الخمسينيات حتى بداية الستينيات، كما أنها مرحلة مليئة بالحكايا والتفاصيل التي تدور أساساً حول المرأة الإماراتية تلك التي اضطلعت بدور قيادي في المجتمع آنذاك، فكانت عنواناً للقوة ومصدراً للحكمة في آن، هي التي كان الرجال يلجأون إليها آنذاك، ومن طراز هذه المرأة هناك الكثيرات اللواتي ما زالت حكاياهن تُعاد روايتها بفخر حتى اليوم. وشخصياً لا أستطيع أنسى شخصية تلك المرأة التي كانت تدعى «سلامة» في دبي»، ويتابع الحليان: «قليلاً يتطرّق العمل إلى المد القومي العروبي الذي شاع في تلك الفترة، حيث على الرغم من الظروف السياسية الاستعمارية كان يتم تداول العديد من المجلات والكتب والدوريات التي تأتي من القاهرة أو دمشق أو بغداد عبر البصرة، وهي فترة، أي الخمسينيات، لم يتم تناولها درامياً حتى الآن، رغم أنها واحدة من أغنى الفترات، اجتماعياً وثقافياً، التي مرّت بها الإمارات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©