تشهد منافسات كأس العالم للسباحة التي تقام بمجمع حمدان الرياضي بدبي يومي الأحد والاثنين المقبلين، مشاركة قياسية، بعدما كشفت اللجنة المنظمة عن مشاركة 232 سباحاً وسباحة من مختلف دول العالم، يتنافسون في 36 سباقاً متنوعاً.
وتلقت اللجنة المنظمة طلبات مشاركة قياسية على مدار الفترة الماضية، وذلك في ظل تطلع مختلف السباحين حول العالم للوجود بالجولة التي تقام سنوياً في دبي، وأصبحت تحظى بشعبية واسعة بين نجوم اللعبة، خصوصاً أن قائمة المشاركين العام الحالي زاخرة بالأسماء اللامعة، ومنها البطل التونسي أسامة الملولي والجنوب أفريقي تشاد لي كلوس الذي يقود مشاركة كبيرة لبلاده التي يمثلها 16 سباحاً وسباحة، تليها البعثة النمساوية التي تضم 15 سباحاً فيما تشارك الصين بـ15 سباحاً من أبرز نجومها،
وتضم البعثة الأميركية 8 سباحين، وتتوزع بقية المشاركات ما بين 6 من سويسرا و5 من المجر وأستراليا، و4 من كل من روسيا وصربيا وألمانيا وسنغافورة واليابان، وسط حضور عربي لافت من عُمان وسوريا والسودان.
وتعد المشاركة الإماراتية الأكبر على الإطلاق بالمنافسات بمشاركة 85 سباحاً يمثلون المنتخب وأندية الدولة، بواقع 50 سباحاً مواطنا، و24 سباحاً وافدا مقيما بالدولة و11 سباحة مقيمة بالدولة.
وستكون الأنظار خلال المنافسات مسلطة على نجمة السباحة المجرية كاتينكا هوسزو، التي واصلت هيمنتها وتألقها في ميادين السباحة الدولية بعد العروض الرائعة التي قدمتها في بطولة أوروبا للسباحة التي استضافتها العاصمة الألمانية برلين الأسبوع الماضي.
ونجحت هوسزو في ترسيخ مكانتها عالمياً كسيدة حديدية في عالم السباحة، نظراً لتمتعها بلياقة عالية قادتها لانتزاع ثلاث ذهبيات في سباقات 200متر و400 متر فردي متنوع، و100متر ظهر، وتُوجت بفضية 200 متر حرة، وبرونزية 200 متر فراشة في برلين، وجاء فوزها الثالث على التوالي في الحدث في سباق 200 متر فردي متنوع، وسجلت زمناً ممتازاً وضعها على قمة الترتيب العالمي في 2014.
يذكر أن الأداء الذي ظهرت به النجمة المجرية هوسزو صاحبة 25 عاماً في كأس العالم الماضي، أمتع الجماهير وعزز مكانتها كواحدة من أقوى المنافسات اللواتي نافسن في الحدث، وفازت خلاله بـ 32 سباقا، وفرضت هيمنتها على سباقات 200 متر و400 متر، مسجلة في طريقها 6 أرقام قياسية عالمية جديدة، وأنهت مشوارها في كأس العالم الماضي متقدمة على أقرب منافساتها، صاحبة المركز الثاني، بفارق 537 نقطة، لتُتوج بكأس العالم للسباحة للسنة الثانية على التوالي.
وتحمل هوسزو في جعبتها أيضاً ألقاب بطولة العالم في سباقي 200 متر و400 متر فردي متنوع في الأحواض الطويلة، ولقب 200 متر فراشة و100متر فردي متنوع في الأحواض القصيرة، ويزدحم جدول مشاركتها في جولة دبي أكثر من أي متنافسة أخرى في السلسلة.
ويعود الظهور الأول لهوسزو في المنافسات الدولية إلى العام 2014 عندما شاركت في أول أولمبياد في مسيرتها، وتُوجت بأول لقب لها في سباق 400م فردي متنوع في بطولة العالم التي استضافتها روما في 2009، وكان عليها الانتظار بعد ذلك حتى 2013 لتضيف المزيد إلى سجل انتصاراتها.
وشأنها شأن الكثيرات ممن وصلن إلى ذروة النجاح ووجدنا مهمة الاحتفاظ بهذه المكانة أصعب من الوصول إليها، إذ واجهت بعض الصعوبات عقب فوزها بلقبها العالمي في 2009 حيث أخفقت في الفوز بأية ميدالية في منافسات السباحة الثلاث الكبرى، وهي بطولة العالم في الأحواض القصيرة بدبي 2010، وبطولة العالم في شنغهاي 2011، وأولمبياد لندن 2012.
وبدت هوسزو أكثر تصميماً على تجاوز خيبات الأمل تلك بالعمل الدؤوب على النهوض بقدراتها الذهنية وإمكاناتها البدنية حتى باتت اليوم أفضل سباحة للفردي المتنوع في العالم، وأشارت إلى دور خيبات الأمل التي واجهتها في نجاحاتها قائلة: «أعتقد أنني تعلمت كثيراً من الإخفاقات التي تعرضت لها، بل أكثر ممن تعلمته من نجاحاتي».
وتداركت هوسزو بإرادة قوية إخفاقها في انتزاع أي ميدالية في أولمبياد لندن عندما فازت خلال البطولة الأوروبية للسباحة التي تلت الأولمبياد في 2012 بـ 3 ذهبيات وفضية قبل تألقها الكبير في كأس العالم للسباحة 2012، والذي حصدت فيه 39 ميدالية ذهبية على مدى جولاته الثماني، إلى جانب تربعها على قمة الترتيب العام.
وعوضت هوسزو عن عروضها الهزيلة التي قدمتها في بطولة العالم للسباحة دبي 2010، بعد أن فازت بذهبيتين، وفضيتين، وبرونزية في بطولة العالم للسباحة في الأحواض القصيرة في إسطنبول في ديسمبر 2012، وحققت مزيداً من الإنجازات إثر فوزها بسباقي 200متر و400 متر فردي متنوع في بطولة العالم في الأحواض القصيرة التي استضافتها برشلونا، وقدمت عروضاً مبهرة في كأس العالم 2013 قادتها لتسجيل ستة أرقام قياسية عالمية، وللفوز بالترتيب العام للسنة الثانية على التوالي، وتحتفظ في جعبتها اليوم بالأرقام القياسية العالمية في الأحواض القصيرة في جميع سباقات فردي متنوع الثلاثة.
(دبي - الاتحاد)
عدد اليوم
