تعكف مجموعة من الفنانين الإماراتيين منذ شهر يونيو الماضي وإلى نهاية الشهر الجاري، على عدد من الورش التدريبية في التلوين والرسم والنحت والتصميم والتصوير، وهي مخصصة للأطفال (6 ـ 18 سنة)، وتنشط في مركز الطفل بمغيدر في منطقة الطلاع بالشارقة، وتجيء في إطار الاستعداد للدورة الرابعة من بينالي الشارقة للأطفال، الذي ينظمه المجلس الأعلى لشؤون الأسرة تحت رعاية كريمة من قرينة حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، بالتعاون مع إدارة متاحف الشارقة، وتتوزع فعاليات البينالي، الذي ينطلق مطلع ديسمبر المقبل ويختتم في فبراير 2015.
وقال الفنان ناصر نصرالله، وهو القيّم العـام علـى بينالـي الشارقـة للأطفـال 2014، لـ «الاتحاد» إن العديد من الأنشطة التجهيزية تسبق انطلاقة الدورة الجديدة وذلك حرصاً على تقديم نسخة مختلفة من هذا المنشط الفني الدولي الذي يوشك على إكمال سنته العاشرة، مشيراً إلى أن أسماء فنية عديدة تشارك في تدريب وتعليم الاطفال وتحفيزهم على المزيد من الإبداع، مثل نجاة مكي، خليل عبد الواحد، هدى سيف، ناصر عبدالله، بدر العوض، ووفاء إبراهيم وسواهم.
وقسمت الورش بحيث تناسب الفئات العمرية الثلاث؛ فثمة ورش لمن هم بين 6 و9 وأخرى بين 10 و13 وثالثة لمن هم بين 14 و18، وأوضح نصرالله أن الهدف من الورش تمليك الأطفال المهارات الأولية في الرسم والتلوين والتصوير، وإرشادهم إلى الإجابة عن ثيمة الدورة الجديدة للبينالي، وهي «أسئلة».
وقال شارحاً: عُرف عن الأطفال، سواء في الثقافة العربية أو الثقافات الأخرى، طرحهم الأسئلة، وأسئلتهم دائماً ما تكون متعلقة بمشاهداتهم أو مسموعاتهم، وبعض هذه الأسئلة قد يتصل بالعلوم وبعضها الآخر بالعادات والتقاليد، وثمة أسئلة دينية، إلخ.
.
ويحاول البينالي هذه السنة أن يحث الأطفال على طرح أسئلتهم رسماً وتلويناً وتصويراً».
وانتج نصرالله (من مواليد الشارقة عام 1984) في السنوات الأخيرة خطاباً فنياً موجهاً بكليته إلى الأطفال، انطلاقاً من دار نشره الموسومة «المرسم الصغير للنشر»، حيث أنجز عدداً من الإصدارات التي تمزج الرسومـات بالنصـوص الطفوليـة، ونلفـت هنا تحديداً إلى كتابيه المصحوبين بالرسومات «رحلة الشمس» و«أبجد هوز فنان» حيث ركز فيهما على توجيـه معلومـات تقنية مهمة حول طرائق وعناصر الفن التشكيلي، إلى الأطفال، وجاءت في لغة سهلة وأشكال مبدعة.
وذكر الفنان الذي يحمل صفة «سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لمجلس كتب اليافعين أنهم وجهوا دعوات المشاركة لفنانين أطفال في مختلف أنحاء العالم من خلال السفارات، إضافة إلى استعانتهم بمؤسسات فنية عرف عنها اهتمامها بهذا الجانب، مشيراً إلى أن البينالي أحرز سمعة طيبة خلال سنواته الماضية وشكل قاعدة واسعة للمعلومات ساعدتهم كثيراً في إعداد المراحل الأولية لدورة البينالي الجديدة.
ويحمل نصرالله شهادة في هندسة الإتصالات من جامعة خليفة في الشارقة، ولكنه التحق بالعديد من الدورات الفنية في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، كما شارك في معارض فنية داخل وخارج الدولة ومن بينها المعرض السنوي لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية وبينالي الشرقة للفنون وآرت دبي وبنيالي القاهرة، وغيرها، وهو ينظر إلى تخصيص البينالي لهذه الورشات بثقة عالية في مردودها الآني والمستقبلي، إذ يقول: لو نجحت ورشة عمل واحدة في توجيه طفل إلى الطريقة المثلى في النظر إلى الألوان والأشكال فإن ذلك يعتبر مكسباً مهماً لساحتنا الفنية في المستقبل كما ان تنظيم هذه الورشات في فترة محدودة ومحددة يحدث تغييراً وتنويعاً في البرنامج اليومي لهؤلاء الأطفال، وهذا مهم أيضاً لنفسيتهم ونشاطهم الذهني وغير ذلك».
وقال نصرالله إنهم شكلوا لجنة اختيار ستقوم بانتقاء الأعمال الفنية المستحقة للعرض ضمن فعاليات البينالي التي تستمر لمدة شهرين وتنشط في متحف الشارقة للفنون إضافة إلى عدد من المراكز الثقافية والتعليمية في مدن الشارقة الأخرى.
عدد اليوم
