الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الرئيس اليمني يوافق على إحياء المبادرة الخليجية

الرئيس اليمني يوافق على إحياء المبادرة الخليجية
12 أغسطس 2011 00:34
وافق الرئيس اليمني علي عبدالله صالح على إحياء المبادرة الخليجية من أجل إنهاء الأزمة المتفاقمة في بلاده، منذ يناير الماضي، جراء استمرار الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط النظام الحاكم، على غرار الثورتين التونسية والمصرية اللتين أطاحتا نظامي الرئيسين زين العابدين بن علي وحسني مبارك مطلع العام الجاري. ونقلت وكالة (رويترز) عن مسؤول بالحكومة اليمنية قوله إن الرئيس اليمني، الذي يتعافى حاليا في المملكة العربية السعودية من إصابته في هجوم غامض استهدف مجمعه الرئاسي بصنعاء مطلع يونيو الماضي، وافق على النظر في إحياء المبادرة الخليجية لحل الأزمة في بلاده وضمان الانتقال السلمي للسلطة. وظهر صالح (69 عاما) صباح أمس الخميس على التلفزيون اليمني الحكومي للمرة الثالثة منذ إصابته في الهجوم الذي وقع داخل المسجد الرئاسي وأسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة أكثر من 180 آخرين، بينهم خمسة من كبار المسؤولين في الدولة، وقد بدا الرئيس اليمني في حالة صحية أفضل مما كان عليه عندما ظهر للمرة الأولى، وقد زالت آثار الحروق من وجهه، في حين غطى كفيه بضمادات طبية. وقد تعمد التلفزيون اليمني الحكومي إظهار صالح وهو يمشي على قدميه برفقة كبار المسؤولين في الحكومة اليمنية وحزب المؤتمر الشعبي الحاكم، الذين زاروه بمقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض، كما ظهر في لقاء صالح مع كبار المسؤولين اليمنيين، رئيس البرلمان يحيى الراعي ورئيس الوزراء علي محمد مجور، وذلك للمرة الأولى منذ إصابتهما في الهجوم على مسجد القصر الرئاسي بصنعاء، وقالت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية “سبأ” إن الرئيس علي عبدالله صالح نافش مع المسؤولين الذين زاروه “الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في البلاد” التي تشهد اضطرابات وأعمال عنف متصاعدة على خلفية الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام الحاكم. كما ناقش صالح مع كبار مساعديه المواقف العربية والدولية إزاء الأزمة اليمنية، وبيان مجلس الأمن الدولي، الصادر ليل الثلاثاء الأربعاء، والذي دعا إلى “عملية تحول سياسي شاملة ومنظمة يقودها اليمنيون وتحقق مطالب وآمال الشعب اليمني في التغيير”. وجدد الرئيس اليمني التزام حزبه الحاكم بـ”البحث عن حلول للقضايا وحل الخلاف مع المعارضة”، مشددا على أهمية “الاستمرار في التعامل الإيجابي مع المبادرة الخليجية”، و”البحث عن آلية مناسبة لتنفيذها تكفل انتقالاً سلمياً وسلساً للسلطة وفقاً للدستور”، وجدد صالح تقديره وامتنانه لموقف خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي تكفل بعلاجه وعلاج كبار المسؤولين المصابين في الهجوم على القصر الرئاسي. وأعرب عن اعتزازه بمواقف مؤيديه الذين رفضوا “العنف والخروج على الشرعية الدستورية”، في إشارة إلى أحقيته في استكمال ولايته الرئاسية حتى سبتمبر 2013، وقد حضر اللقاء المستشار السياسي للرئيس اليمني، عبدالكريم الارياني، ووزير الخارجية أبو بكر القربي، ورئيس جهاز الأمن القومي علي الأنسي، وقيادات بارزة في حزب المؤتمر الحاكم، وقال مسؤول بالحكومة اليمنية لوكالة (رويترز) إن صالح اتفق مع كبار مساعديه “على بحث سبل إحياء مبادرة مجلس التعاون الخليجي وإيجاد الآلية التي تضمن الانتقال السلمي للسلطة”، وأوضح المسؤول اليمني أن صالح وافق على العمل مع أحزاب المعارضة الرئيسية وجماعات يمنية أُخرى ومع هيئات دولية والدول المعنية من اجل التوصل إلى طريقة لإنهاء الأزمة. ويقف اليمن على شفا حرب أهلية منذ ستة أشهر، شهد خلالها احتجاجات شعبية تطالب برحيل صالح. وظلت المبادرة التي طرحها مجلس التعاون الخليجي معلقة بعد أن رفض صالح التوقيع عليها ثلاث مرات، كان آخرها في 22 مايو الماضي، وحاولت كل من الولايات المتحدة والسعودية - اللتين كانتا هدفا لهجمات فاشلة من جناح القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقرا له- تسهيل خروج صالح من السلطة من خلال المبادرة الخليجية، وخرج صالح الأحد من مستشفى بالرياض كان يتلقى فيه العلاج منذ نقله إلى السعودية في الرابع من يونيو الماضي، وقالت مصادر دبلوماسية إن الولايات المتحدة حثت صالح على عدم العودة إلى اليمن، إلا أن الرئاسة اليمنية أعلنت أن صالح سيعود إلى البلاد بعد أن يقضي “فترة نقاهته المحددة من الأطباء”. ويوم الاثنين الماضي، أعلنت المعارضة اليمنية 17 أغسطس الجاري موعداً لانعقاد الاجتماع التأسيسي للجمعية الوطنية التي ستختار مجلسا وطنيا لقيادة الاحتجاجات الشعبية المناهضة للرئيس صالح. وفي هذا السياق، حذرت الحكومة اليمنية المعارضة من إعلان مجلسها الوطني، باعتباره “انقلابا على الشرعية الدستورية وتغليبا لإرادة هذه الأحزاب على إرادة الشعب”. وقال نائب وزير الإعلام اليمني عبده الجندي، في مؤتمر صحفي الليلة قبل الماضية، إن هذا المجلس “إما أنه سيولد ميتا كما سبقه أو أنه سيكون دعوة للحرب”، معتبرا أن إعلان المعارضة مجلسا وطنيا يعني “تمردا على المؤسسات الدستورية وتطاولا على القوات المسلحة وعلى الشعب”. وأضاف:”الأحزاب التي ستشكل هذا المجلس ستجعل من نفسها السلطة العليا وليس الشعب، وهذا اتجاه خطير قد يؤدي إلى الدخول في حرب مع المؤسسات الدستورية القائمة فهي ستسعى لإنشاء دولة داخل دولة وهو إلغاء للدستور”. وحذر حزب الإصلاح الإسلامي، أكبر أحزاب المعارضة في اليمن “من العواقب الوخيمة للجوء إلى مثل هذه الأعمال”، مشيرا إلى أن حزب المؤتمر الحاكم مستعد لنقل السلطة بالطرق السليمة والديمقراطية و”بعيدا عن الأساليب المتعنتة”، إلى ذلك دعت ما تسمى بـ”اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية والشعبية” في اليمن، أنصارها إلى الخروج في تظاهرات حاشدة اليوم الجمعة، فيما أسمته بجمعة “منصورون بإذن الله”، وذلك في سياق الفعاليات الاحتجاجية الأسبوعية المطالبة بإنهاء حكم الرئيس علي عبدالله صالح.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©