إعداد - أيمن جمعة: هل تفكر أحياناً في قضاء عطلاتك في لندن أو بفيلا بجنوب فرنسا أو على أحد الشواطئ الساحرة في منطقة الكاريبي؟ يؤكد لك خبراء العقارات أن الأمر سهل وله العديد من المزايا•• لكن بشرط أن ترتب جيداً لمثل هذه الصفقة• وتشير مجلة ''فوربس'' في تقرير بعنوان ''دليلك إلى شراء العقارات الدولية'' الى انه عندما يقدم أحدهم على شراء منتجع في الخارج، فانه يحصل على أكثر من مجرد مكان خلاب للاستجمام•• وتضيف ''إضافة إلى الرمز الاجتماعي الواضح لمثل هذه الصفقات فإنها أيضا أفضل طريقه للانتقال إلى أسلوب حياة جديد ينتشلك من الحياة الروتينية•'' وربما يكون هذا هو الدور الذي تحاول بعض الفنادق الفاخرة جدا أن تلعبه، لكن الأمر يصبح أكثر واقعية عندما تعيش وسط مجتمع مختلف تماما•
ويمكن أن نضيف إلى قائمة الفوائد•• الفرصة لتنويع المحفظة الاستثمارية، وأيضا إمكانية الحصول على إيراد جيد من خلال عرض عقارك الخارجي للإيجار في الأوقات التي لا تكون مقيماً فيه• ولعل هذه الأسباب وغيرها تفسر سبب زيادة عدد من قرروا ''فتح عقولهم ومحافظهم'' أمام تملك العقارات الأجنبية، حيث تظهر الإحصائيات أن سوق العقارات الدولي شهد خلال العامين الماضيين قفزة كبيرة وسط مؤشرات باستمرار هذا التيار• وتقول خبيرة العقارات ديلوريس كونواي ''بالنسبة للبعض فإن امتلاك منازل في الخارج جزء من أحلامهم الرئيسية على أساس انه يقدم فرصة معايشة نمط جديد تماما من الحياة''• ولا يقتصر تحقيق هذا الحلم على دول الغرب فقط•• ويشير خبير العقارات الدولية ايان بايني الى أن شراء عقارات في الأسواق الناشئة يمكن ان تكون له عوائد مجزية جدا مضيفا ''فهناك على سبيل المثال تايلاند التي تنعم بمظاهر طبيعية خلابة وتشهد نموا استثنائيا•'' ومن جانبه يؤكد الخبير الكسندر في جي كرافت أنه مقارنة بأسعار العقارات الاميركية فإن غالبية الأسواق الأوروبية تقدم فرصا مغرية موضحا ''لا تستطيع أن تشتري منزلا فاخرا بمليون دولار في أميركا لكنك تستطيع بالمبلغ نفسه أن تجد منزلا يرضي طموحاتك في غالبية الدول الأوروبية''• وعلى الرغم من كل هذه المزايا فإن الأمر قد ينطوي على خطورة إذا لم تقم بعمل دراسة جيدة للدولة التي تريد شراء منزل بها بما يجنبك أي مفاجآت غير سارة• وينصح الخبراء باتباع عدة خطوات رئيسية قبل ان تقرر توقيع عقد شراء منزل بالخارج••
أولا: الاتصال بوكيل عقارات محلي في تلك الدولة، وذلك لان الأنظمة القانونية للعقارات تختلف بشدة من دولة لأخرى وتبدو أحيانا محيرة للغاية• وهذه نقطة مهمة خاصة في الدول التي تجهل لغتها• ولا تفترض أبدا أن إجراءات البيع هي واحدة في كل دول العالم، ففي المكسيك على سبيل المثال يحظر الدستور على الأجانب الملكية المباشرة للعقارات على مسافة معينة من الحدود الاميركية أو الساحل•
ثانيا: التأكد من نظام الضرائب الخاص بعمليات شراء وبيع وتأجير العقارات قبل اتخاذ قرار الشراء• فقوانين الضرائب متنوعة جدا بين دولة وأخرى بل وداخل مناطق الدولة الواحدة•
ثالثا: دراسة أوضاع السوق المحلية فالاعتقاد لوهلة أن منطقة ما جيدة للشراء فيها لا يعني أنها كذلك بالفعل•• على الأقل ليس من وجهة نظر مالية• ومن المهم هنا للغاية معرفة معدلات نمو سوق العقارات هناك وزياداته السعرية حتى لا تفاجأ بعد ذلك بأنك اشتريت في موسم الذروة بلا داعي•
رابعا: تعرف إلى تقلبات العملة المحلية في الدولة التي تريد الإقامة فيها ومستقبل سعر صرفها لأن هذه التحركات ستؤثر بشدة على قيمة استثماراتك•
خامسا: شراء وحدة عقارية قبل اكتمال المبنى قد يكون له ميزة اقتصادية وقد يكون أمراً خطيراً• فكثيراً ما حدث أن ضخ مستثمرون أموالاً ضخمة في مشاريع قبل أن تعلن الشركات القائمة عليها إفلاسها• لذا كن متأكدا من مصداقية وثقل الشركة المطورة والمساهمين فيها وسمعتها في السوق•
سادسا: تعرف إلى قوانين البناء في تلك الدولة، وما يمكنك وما لا يمكنك عمله في العقار بعد شرائه• ويقول خبير دولي ''كثير من المآسي تحدث لأن المشترين لا يحصلون على ما يعتقدون انه قاموا بشرائه• وفي بعض الدول قد تشتري مكانا لطيفا في الريف ثم تفاجأ بأنه لا يوجد ما يمنع تشييد مصنع بجوارك''•
سابعا: كن مستعدا لمواجهة الاختلافات الثقافية، فلا تتوقع أن تفعل في منزلك الخارجي نفس ما تفعله في بلدك• وتذكر انه ''عندما تكون في روما فافعل ما يفعله الرومان•• وإذا لم تفعل فلا تلومن إلا نفسك''• وأخيرا: كن واقعياً بالنسبة لميزانيتك، ولا تغامر بالدخول في صفقات تزيد كثيراً عن قدراتك المادية، مع مراعاة انه عادة ما تكون هناك نفقات فرعية قد لا تنتبه لها لكنها ترفع قيمة الصفقة كثيراً، مثل تكاليف التأمين والضرائب وعمولة السمسار وما إلى ذلك• وللإفلات من هذا الفخ فان الخبراء يقدرونها بما يتراوح بين 10 و15 % من سعر العقار•
عدد اليوم
