الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المعايدات الإلكترونية تهدد التواصل الأسري والاجتماعي

9 أغسطس 2013 22:50
لكبيرة التونسي (أبوظبي) - تتصدر الزيارات العائلية وصلة الأرحام وتبادل الزيارات عناوين العيد العريضة، لكن هذه المظاهر والطقوس باتت تتراجع، مقابل اكتساح مواقع التواصل الاجتماعي وتدفق رسائل المعايدات، التي حلت محل التخاطب المباشر والحضور بشكل شخصي لمجالس العيد وتبادل التهاني والسلام والعناق التي تشعر الإنسان بحرارة اللقاء وتنشر فرحة العيد، ورغم ما يزال يحتفظ به البعض من عادات وتقاليد فإن هذا الجيل أصبح يستغني عن هذه العلاقات المباشرة، بتواصل افتراضي، وصفة بعض المتخصصين بأنه يهدم العلاقات الاجتماعية ويضعفها. يوضح المستشار الأسري بدائرة قضاء أبوظبي أشرف العسال أن العيد اختلف عما كان عليه في السابق من حيث قوة العلاقات الاجتماعية، ويعزي ذلك إلى انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وإحجام البعض عن تبادل الزيارات الشخصية، موضحاً أن الإنترنيت لها سلبيات، كما لها إيجابيات، فسلبياتها من الناحية الاجتماعية أكبر بكثير من إيجابياتها. هناك إيجابيات الإنترنت ومواقع التواصل ووسائلها، وهناك سلبيات كبيرة ناجمة عن عدم استخدامها الصحيح أو سوء استخدامها، أما إيجابياتها فهي تتمثل في أنها بحر من المعلومات والمعارف والإحصائيات والتكنولوجيا والأخبار والأفلام، تسهل اتصال الأسر والتواصل بين الأقارب عبر البريد الإلكتروني، التعليم عن بعد والتدريب الثقافي والعلمي، الاجتماعات التي تتم عن طريق الوسائل المرئية، التطبيقات البنكية، التسوق عبر الإنترنت، إدارة الأزمات والطوارئ والبحث عن فرص العمل والعمل عن بعد». ويضيف العسال:« إن هذه الإيجابيات سهلت الحياة المعيشية للناس وقلصت الفوارق الزمنية بين الناس والمسافات، أما سلبيات الإنترنت ومواقع التواصل ووسائلها فإنها تساعد على نشر مفاسد كثيرة، وتضعف العلاقات الاجتماعية، وتسبب الانطوائية والعزلة وتؤدي إلى تراجع الأداء الفردي من حيث التواصل الاجتماعي والمهارات السلوكية، ويضيف في ذات سياق العيد والمعايدات الإلكترونية وتأثيرها على العلاقات الاجتماعية، ففي السابق كانت العلاقات الاجتماعية في العيد أقوى بكثير مما هي عليه الآن، سواء على مستوى الإخوة أو الأخوال والأعمام أو الجيران، بحيث كانت المعايدات حية، بينما تشهد العلاقات الاجتماعية اليوم تراجعاً كبيراً ولعل أهم أسباب ذلك وسائل التقنية والاتصال التي ساعدت على التواصل وتقريب البعيد، لكنها من الناحية الأخرى عملت على إبعاد المتقاربين وفرقت بينهم، بحيث كادت أن تصبح المعايدات الشفهية نادرة، وأصبح البعض يكتفي بكبس زر وإرسال رسالة مباركة العيد لجميع القائمة المسجلة في هاتفه النقال». يوجه أشرف العسال رسالة لكل الآباء والأمهات والأزواج، ويقول يجب إغلاق الرسائل النصية، وخاصة أيام العيد، بمعنى ألا يتم الاتصال إلا لقول أننا قادمون للزيارة، وتحديد موعد لذلك، موضحاً أن أحلى هدية يمكن أن يتلقاها أي إنسان هي التي تتعلق بصلة الرحم، مؤكد أن الحضور الحي لا تعادله أبداً إرسال رسالة نصية مهما احتوت على كلمات حب وأدعية خير. يقول معتز كوكش خبير تقنية المعلومات أن تعدد وسائل التكنولوجيا الحديثة أظهر ما بات يعرف بـ «العيد الإلكتروني» أو «المعايدة الإلكترونية»، التي حلت محل المعايدة التقليدية في السنوات الأخيرة، وبدلاً من الزيارات والعناق والمصافحة لتبادل التهاني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©