الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سِدرَة الحارة

سِدرَة الحارة
8 أغسطس 2015 22:39
تأتيهُم أرزاقهُم على ظهرِ طيرٍ كُل صباح، وإذا صافَحَتنا الأقدارُ بخيرِها استهمّوا.. وحملوا على عاتقِهِم ما لا تُطيقُ نفوسهُم.! طيري أتاني مُتأخِراً بعدَ عناءِ السفرِ في هذهِ الدُنيا.. أتاني بأشهى الثمَر بعد صبرٍ ورباطةِ جأشْ.! أفبعدهُ ترمونَ طيري؟! وتنسونَ سنين صبري.! عجيبٌ جداً ما يسودُ في أذهانِ الكثيرين مِنا، تقديمُ تفاسير باهِظة الذنب يأكُل مُنفقوها أطباقاً بائسة من الحسد.. صاحِبُ الشركة الفلانية حصل على دعم استثنائي ما قادهُ للوصول لهذه الثروة، وصاحب المزرعة الفلانية يُعتبر فاشلا في المجال الاجتماعي.. ناهيك عن عدد أبناء فُلان الذي لديه أربع من النساء.! لكن.. لعلي أُنوّهُ للمُثمِرَةِ أشجارهُم، اليانعة بالخير أرزاقهُم أنهُم بعد فضل الله وصلوا واقتنوا مِن الخير كُله ثٌم لسعيهم وجُهدهم الخالص في الوصول لما تصبوا إليه نفوسهُم، الوصيةُ المُثلى تكمُن في وصية زايد رحمهُ الله حين أوصى ذوي الأرزاق على أوطانهم وإنفاقهم من أموالهم في كفالة يتيم أو خدمة مريض (و أهل الخير يعداهم القصور). أما ذاك الذي يرمُقكم بسهامِ الحسد.. فنَل مٌبتغاك كما نال غيرُك، اسعَ لزراعةِ أرض تسكُنُها تجني ثمرَها طيّباً شهيّاً تأكل منه وتُرسلُ خيره لجارك وعيالك ووالديك وأهلك، احمد الله على الخير الذي ينعمُ به وطنك وتنعمُ فيه بأمن وأمان تنل رِضاً واطمئنانا، كفى ما أتلفتَ من أرزاق، قُم نافِس العُظماء واحجز لكَ مِقعداً للوصول كما بادر من قد بدأ مِن الصفر أذكرُ على سبيل الذكر لا الحصر منهم: رجل الأعمال (جمعة الماجد) الذي بدأ تاجِراً مَدّ يد العطاء لأهل وطنه المُحتاجينَ آن ذاك للتعليم حيثُ انصب اهتمامهُ في خدمة العِلم وحِفظ الكِتاب، فلمّا أحسَّ بحاجة المرأة للتعليم أنشأ كلية الدراسات الإسلامية والعربية لتسهيل وصول المرأة إليها، كما أنشأ المدارس الأهلية وتكفّل بتعليمِ أبناء الوافدين المُلتحقين بها. وعلى سبيل ذكر الدعم، فإنهُ لا يأتي من قادتنا المُخلصين إلا لمن يستحقهُ، كما أشاد في ذلك سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حول ما قدمه رجل الأعمال (عبدالله الغرير) الذي أوقف ثلث ثروته (?4.2? مليار درهم) لدعم التعليم. أمثالُ هذا العظيم يستحقون الثناء والدعم والتكريم.. والأسماء كثيرة تستحق منك البحث والاطلاع والسير حذوهم. لكن.. يبقى البعض خليطاً ممزوجاً قولاً ينقُصهُ الفعل والعمل الدؤوب (بصَمت وعَمى). يآااااااه.. نسيتُ أنكم بشر ترمُقونَ ما بأيدي الآخرينَ ولا تقنعون، بل كما قيل (لا يملأُ أعينكم إلا التُراب)، وتعجبونَ مِن الأرزاق المُتأخِرَة كيف تأتي، ونسيت.. نسيت.. نسيت.. أنكم تتغنون بما لا تُتقنون وتقولون ما لا تفعلون?! مُحدثتكم.. شجرَة سِدرٍ أينعَت وحانَ قِطافُها، فقُلِعَت مِن جذورها.! نوف سالم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©