الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قنبلة هيروشيما.. شهادات الناجين!

8 أغسطس 2015 22:28
قبل سبعة عقود، أسقطت الولايات المتحدة قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما اليابانية. وفي الحال سوّت معظم المدينة بالأرض وأودت بحياة ما لا يقل عن 140 ألف شخص، وبعدها قامت قاذفة أميركية أخرى بإلقاء قنبلة نووية على مدينة ناجازاكي، لتقتل 40- 80 ألف شخص. وقد أعقبت هذا مباشرة النهاية السريعة للحرب العالمية الثانية. وقد تعمق ذلك الألم في ذاكرة العالم بأسره، فلم تكن الأسلحة النووية قد استخدمت من قبل في أية حرب على مر التاريخ. ولا تزال مبررات هجومي هيروشيما وناجازاكي مصدراً للدراسات التاريخية والنقاشات. وفيما يحتفل العالم هذا الأسبوع بالذكرى الـ70 لذلك الحدث الفاجع، يلوح ميراث ما تم إطلاقه فوق هيروشيما في نقاشات حديثة بشأن نزع السلاح النووي. ولكن ماذا عن الضحايا؟ لقد اختفت مساحات كبيرة من هيروشيما في ومضة خاطفة، على رغم أنه كان هناك ناجون بالفعل. وفيما يلي بعض شهادات شهود عيان حول ما حدث في ذلك اليوم الرهيب من أغسطس 1945: كان «ياسوهيكو تاكيتا» في منتصف طريقه إلى المدرسة، مثل غيره من الكثيرين الذين نجوا من القنبلة النووية في هيروشيما -وناجازاكي- الذين ما زالوا يعيشون حتى يومنا هذا. وفي محطة القطار، بحسب ما ذكر فيما بعد، رأى «وميضاً من الضوء، أكثر إشراقاً من الشمس» وبعد ذلك، سمع «دوياً يصم الآذان»، يليه انفجار زلزالي حطم الزجاج في كل مكان. ويقول «تاكيتا»: «شعرت بسخونة في جبيني، ولمسته بيدي لا شعورياً. وعندما نظرت إلى السماء فوق هيروشيما، رأيت جسماً صغيراً يتلألأ في حجم حبة الأرز، مشوباً بلون أصفر وأحمر، وسرعان ما تحول إلى كرة نارية رهيبة. لقد كانت قادمة في اتجاهي، وشعرت وكأنها ستغمرني». أما «أكيكو تاكاكورا»، التي كانت تبلغ من العمر 20 عاماً في ذلك الوقت، فقد كانت بالقرب من مركز الانفجار النووي. وإليكم وصفها لهذه اللحظة المروعة: «ما شعرت به في تلك اللحظة هو أن هيروشيما كانت مغطاة تماماً بثلاثة ألوان فقط. أتذكر الأحمر والأسود والبني، ولا شيء سوى ذلك. وفي الحال قتل الكثير من الأشخاص، في الحال. فقد اشتعلت أطراف أصابع هذه الجثث وانتشرت النيران بسرعة في سائر أنحاء أجسادهم، بينما سال سائل رمادي فاتح من أيديهم، ليحرق أصابعهم». أما أولئك الذين وجدوا مأوى بعد الانفجار، فقد دخلوا في عالم غريب وبشع، حيث كان شعر الجميع لونه أحمر بفعل النيران وكانت ظلال الإنسان محفورة على الحجر. أما «أكيهيرو تاكاهاشي» الذي كان يبلغ يومها من العمر 14 عاماً، وقد سجل الباحثون شهادته في أواخر ثمانينيات القرن الـ20، فيقول: «شعرت بأن مدينة هيروشيما قد اختفت فجأة»، واستطرد «ثم نظرت إلى نفسي فوجدت ملابسي وقد تحولت إلى خرق بفعل الحرارة. كانت مؤخرة رأسي تقريباً قد احترقت، أما جلد ظهري وذراعي وساقي فقد كان يتقشر ويتدلى فوقي». وبدوره روى «ميتشيكو هاشيا»، الذي كان آنذاك مدير مستشفى في هيروشيما، حالة الذهول والارتباك التي أصابت من ظلوا على قيد الحياة بعد الانفجار. وفي الحال، فقد الكثيرون أعز ذويهم، ومنهم «إيكو تاوكا»، التي كانت تبلغ آنذاك 21 عاماً، وكانت تحمل طفلها البالغ عاماً واحداً وتركب الترام، ولكن الطفل لم ينجُ. وتقول: «أعتقد أن شظايا الزجاج قد اخترقت رأسه. كان الدم يتدفق من وجهه ورأسه، ولكنه كان ينظر إلى وجهي ويبتسم. وظلت ابتسامته باقية في ذاكرتي». وبالنسبة ل«ميو واتانابي»، التي كانت في ذلك الوقت متطوعة في مصنع للصلب، فقد تحملت الانفجار الأولي من خلال الانبطاح على بطنها. وعندما أفاقت، وجدت نفسها تسير وسط خراب فظيع. ووصفت المشاهد المروعة في عنابر المستشفيات المؤقتة، حيث كان جميع الناجين يموتون عطشاً. ويروي الطبيب «هيروشي ساواشيكا» الذي كان في ذلك الوقت يبلغ من العمر 28 عاماً ويعمل طبيباً في الجيش أن إصابات الحروق كانت في كل مكان: «كانت الرائحة قوية. إنها حقيقة مؤلمة أن الرائحة الناتجة عن البشر المحترقين تشبه رائحة الحبّار المشوي»! كان «ساواشيكا» يعتني بمئات المرضى في ذلك اليوم، مع معرفة محدودة لما ينبغي عمله. وفوق كل هذه الفظاعات علينا أن نتذكر أيضاً أن التعرض للإشعاع الذي عانى منه عدد لا يحصى من الناجين سيكون له الكثير من الآثار السيئة في العقود اللاحقة. إيشان ثارور* * كاتب ومحلل سياسي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©