السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

انطلاق الحملة الإعلامية لاستفتاء جنوب السودان

انطلاق الحملة الإعلامية لاستفتاء جنوب السودان
7 نوفمبر 2010 23:05
انطلقت رسمياً أمس في أنحاء السودان كافة الحملة الإعلامية للتنوير والترويج لخياري الوحدة والانفصال، والمقرر لها أن تستمر لشهرين لتوقف قبل 24 ساعة من بدء الاقتراع حيث يحظر بعدها أي عمل إعلامي يروج لأي من الخيارين أثناء وبعد بدء الاقتراع، انتهاءً بتاريخ الفرز والعد وإعلان نتائج الاقتراع. وقال الأمين العام للمفوضية القومية لاستفتاء جنوب السودان محمد عثمان النجومي إن المفوضية حددت ضوابط الحملة الإعلامية وسمت 7 من الرموز الوطنية لتولي الحملة من شمال وجنوب البلاد، وذكر منهم الخبيران الإعلاميان علي شمو والطيب حاج عطية. وأكد النجومي التزام المفوضية بإتاحة توفير الفرص المتساوية للترويج للخيارين، داعياً مؤيدي الخيارين لضبط النفس والبعد عن العدائيات والمشاكسات والالتزام بالأطر القانونية المتفق عليها لإنجاح عملية الاستفتاء. وفي السياق نفسه، كشف رئيس اللجنة السياسية للاستفتاء بجنوب السودان بحزب المؤتمر الوطني المهيمن على الحكم في الشمال على تميم فرتاك لـ”الاتحاد” عن أن وفوداً تضم مستشارين ووزراء وقادة الأحزاب السياسية سيتوجهون فور انطلاق الحملة التعبوية للاستفتاء إلى ولايات الجنوب كافة للتبشير بالوحدة. وقال فرتاك (وهو جنوبي مسلم) إن الزخم الكبير من المسؤولين والقيادات السياسية في الجنوب سيساهم بشكل فاعل في الحفاظ علي تماسك وحدة البلاد وقال إنه لا يتوقع أن تتعثر عملية التبشير بالوحدة بالجنوب، مؤكداً أن أي اعتراض على نشاط هذه الوفود سيطعن في نزاهة الاستفتاء ويقدح في نتيجته. لكنه أبدى خشيته من حدوث احتكاكات بين مؤيدي الخيارين، مشيراً إلى أن الحرية يجب أن تتاح أمام الجميع بعدالة لإنجاح الحملة. من ناحية أخرى دخل السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأميركي في اجتماعات مكثفة مع عدد من المسؤولين المتنفذين في الدولة لتجسير هوة الخلافات بين شريكي الحكم وإزالة العقبات من أمام الاستفتاء وترسيم الحدود وأبيي. وأجرى كيري محادثات مع نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه بحضور إسكوت جرايشن المبعوث الأميركي للسلام في السودان، حول تطورات عملية السلام في السودان بالنظر إلى الاستعدادات الجارية لإجراء الاستفتاء وجهود حل القضايا العالقة في اتفاقية السلام الشاملة والعلاقات السودانية الأميركية. كما أجرى كيري محادثات مع غازي صلاح الدين العتباني مستشار رئيس الجمهورية ومسؤول ملف دار فور الذي قال إثر الاجتماع إن قضية أبيي تشكل محوراً رئيسياً في تحقيق السلام ، مشيراً إلى أنها تحتاج إلى أن ينظر إليها بموضوعية مع مراعاة حقوق المواطنين كافة وعدم تعميق الانقسام الداخلي في المجتمع من خلال قرارات غير مدروسة. وأضاف أن جون كيري تطرق إلى قضية أبيي، وأوضح أنها قضية رئيسية وتقف عقبة في طريق السلام ونحن أيدناه في ذلك. وقال العتباني إنه أطلع كيري وجرايشن على حقيقة الأوضاع بالسودان وما تبقى من إنفاذ اتفاقية السلام، مشيراً إلى أن اللقاء تطرق إلى ضرورة اتباع الإدارة الأميركية الخط الصحيح في دعم السلام في السودان ولا سيما فيما يطرح من قبل الجانب الأميركي في توثيق العلاقات بين البلدين. من جانبه قال كيري إن اللقاء تطرق إلى عدد من القضايا، بما فيها مسألة الاستفتاء في جنوب السودان وتحقيق السلام في دار فور، واصفاً المباحثات بانها جيدة مبدياً سعادته بالتحليل والآراء التي عبر عنها العتباني، وقال إن هذه التحليلات ستساعد الإدارة الأميركية على مواجهة الموضوعات التي طرحت والموضوعات التي ستطرح في المستقبل. كذلك اجتمع كيري وجرايشن مع محمد إبراهيم خليل رئيس المفوضية القومية للاستفتاء الذي قال في تصريحات عقب الاجتماع إن كيري تساءل عن إمكانية قيام الاستفتاء في التاسع من يناير، وأبلغناه بأنه من المستحسن إعطاء العملية وقتاً كافياً لتكون خالية من العيوب، وتابع: أوضحت له (كلما كان الوقت ضيقاً يحتمل وقوع أخطاء في العملية)، وأشار إلى أن كيري أبدى تفهماً للموقف. وقال خليل إن واضعي الدستور يعتقدون أن عملية الاستفتاء تحتاج إلى (3) سنوات، وأضاف: هذا ليس عبثاً لكون العملية تحدد تاريخ السودان، وزاد: هم قرروا أن العملية تحتاج إلى ثلاث سنوات. إلى ذلك أعلن خليل أن المفوضية تحتاج إلى تعيين (7500 موظف لعملية الاستفتاء في الجنوب، و450 في الشمال). وفي السياق أكد كيري أن المجتمع الدولي يقف وراء المفوضية ويقدم لها السند لإنجاز العميلة التي وصفها بـ”الصعبة”، وقال إنه يتفهم الصعوبات التي تواجه المفوضية في إجراء الاستفتاء. ووعد كيري في حديثه للصحفيين عقب لقائه رئيس المفوضية بإجراء اتصالات مع المجتمع الدولي والمانحين من أجل الإيفاء بما وعدوا به من أموال لإجراء الاستفتاء. إلى ذلك، بحث كيري مع الفريق أمن مهندس محمد عطا المولى عباس المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني مجمل القضايا السياسية بالتركيز على ما تبقى من إنفاذ بنود اتفاقية السلام الشامل، من ترتيبات خاصة بالاستفتاء، بالإضافة إلى الحراك المكثف لحل قضية أبيي، والجهود الحكومية المبذولة لطي ملف دارفور. «الشعبية» تشكك في حيادية واشنطن تجاه قضية أبيي الخرطوم (الاتحاد) - أعرب قيادي في الحركة الشعبية لتحرير السودان، الحاكمة في جنوب السودان، عن مخاوفه من أن تفقد واشنطن الثقة والثقل السياسي في مساعدة الطرفين على حل القضايا العالقة في نيفاشا، وعلى رأسها مسألة أبيي بسبب ما أسماه «المواقف المهزوزة والمتباينة وغير المتسقة لأميركا».وأكد وزير شؤون مجلس الوزراء، لوكا بيونق، حق مواطني أبيي من دينكا نقوك في تقرير مصيرهم حال عدم بث تطمينات بشأن الوصول لحلول حول المنطقة، ونفى تماماً اتجاه الحركة لاتخاذ قرار أحادي بضم أبيي للجنوب. وأبدى عدم تفاؤله بنجاح أميركا في إحداث أي اختراق في المفاوضات التي انطلقت أمس بشأن أبيي، وقال «لدى واشنطن مواقف متباينة وغير متناسقة، خاصة فيما يتعلق بأبيي، وهي تعاني ربكة كبيرة وهزة فيما يتعلق بسياساتها الخارجية تجاه السودان». وأشار إلى أن ذلك يقلل من الثقل الأميركي لمساعدة الشريكين لحسم القضايا العالقة وعلى رأسها أبيي. وأضاف «الحركة غير مرتاحة للتدخل الأميركي المتسم بالتناقض الواضح، خاصة بشأن أبيي، كما أن المؤتمر الوطني لا يثق فيها، لذا أخشى أن تفقد أميركا الثقة والثقل السياسي في هذا الوقت الحرج». ورأى بيونق أن تمديد واشنطن لعقوباتها المفروضة على السودان، في هذا التوقيت « الذي يوجد فيه كبار الساسة الأميركيون بالخرطوم لتسهيل مهمة الطرفين، يقلل من التأثير الأميركي في المفاوضات المقبلة»، وشدد على حاجة الشريكين لمساهمة أميركية مركزة.
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©