الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتعاش «بورصة» الخادمات في رمضان وزيادة الطلب على «الطهاة»

انتعاش «بورصة» الخادمات في رمضان وزيادة الطلب على «الطهاة»
3 أغسطس 2012
شهر رمضان يحدث تغييراً في البرنامج اليومي للأسر، حيث تضطر ربات البيوت إلى المكوث ساعات طويلة في المطبخ لتحضير الوجبات الرئيسية لمائدة الإفطار، التي تضم أنواعاً من المأكولات والمشروبات الرمضانية، تجعل الاستعانة بخادمة أمراً ضرورياً، خصوصا بالنسبة للمرأة الموظفة، التي لا تجد الوقت الكافي للقيام بأشغال البيت، على الرغم من قلة عدد ساعات الدوام خلال الشهر الفضيل. وكشف استطلاع لرأي ربات البيوت، انتعاش «بورصة الخادمات» وزيادة الطلب على الطهاة، خاصة الإندونيسيين منهم، ممن لديهم خبرة بأنواع المأكولات الخليجية. هناء الحمادي (أبوظبي)- أكد عدد كبير من مسؤولي مكاتب جلب الأيدى العاملة زيادة الطلب على جلب خدم المنازل قبل رمضان بأسابيع عدة وخلال الشهر الفضيل، خصوصاً الطهاة المهرة من بعض الدول الآسيوية، وذلك بنسبة تجاوزت 40% من الطلب المعتاد وفق تقديراتهم، باعتبار أن رمضان شهر تكثر فيه عمليات التواصل والتجمعات الأسرية والولائم والعزائم، التي تتنوع فيها موائد الإفطار الرمضانية بمختلف المذاقات والأصناف الرمضانية، وتحتاج إلى مجموعة من الأيدي العاملة لإنجازها، خاصة إن كانت المرأة موظفة، وقد أدى ذلك إلى تنافس الكثير من مكاتب الخدم على جلب الطهاة المهرة، ويصاحب ذلك استغلال الكثير من مكاتب جلب العمالة في الخارج، برفع أسعار عمولتها على مكاتب الخدم الموجودة بالدولة، وبالتالي ترتفع القيمة بالداخل، وعلى الأسر تحمل فرق التكلفة. مكاتب الخدم وتفصيلاً، يقول ضياء الشمري من أحد مكاتب جلب الأيدي العاملة إن طلبات الخدم، التي استقبلها المكتب لم تقتصر على جنسية واحدة بل تنوعت فئاتها، لكن تبقى الجنسية الإندونيسية في صدارة الطلبات لما تملكه من خبرة كافية في إعداد الأكلات الخليجية عامة والمحلية خاصة، وذلك نتيجه لعمل المرأة وضغوط العمل في رمضان ووقوف النساء في المطبخ لإعداد المائدة الرمضانية، التي تحتاج إلى جهد يتضاعف في هذا الشهر الفضيل، فيلجأ الكثير من الأسر إلى جلب الخادمات والطباخات، لمساعدة ربة البيت في بيتها ومطبخها. وأوضح أن هناك قائمة طلبات تجري تلبيتها في المكتب، لمساعدة معظم الأسر سواء الإماراتية أو المقيمة في تجهيز الولائم الرمضانية، حيث تتفنن كل سيدة بيت في تزيين مائدتها بكل أصناف الطعام الشرقية والغربية، وبالتالي يحتاج هذا المجهود إلى أكثر من خادمة لمساعدة ربة المنزل في ذلك، كما يلجأ كثير من أفراد الأسر إلى التفرغ للعبادة في هذا الشهر الكريم أو الخروج للعمرة، وهو ما يتطلب وجود خادمة لرعاية شؤون البيت وإعداد الطعام. في المقابل، يذكر سامي أحمد مدير أحد مكاتب جلب الأيدي العاملة والتوظيف أن فترة شهري شعبان ورمضان تعد من أفضل المواسم لمكاتب الخدم، إضافة إلى مناسبة دخول المدارس، مؤكداً أن تلك الفترات يزداد الطلب فيها على خدم المنازل بشكل كبير ولجنسيات مختلفة، وتشهد زيادة بنسبة 30% عن المعدل الطبيعي، فيما وصلت نسبة الزيادة على الطهاة الرجال والنساء وفق تقديره في رمضان إلى 40%. وفي السياق ذاته، يؤكد أن تأخر المكاتب الخارجية التي يتم التعامل معها في إنهاء المعاملة يسبب إرباكا كبيرا لهم، حيث إن الأسر تترقب وصول الكثير من الطهاة قبل رمضان بعدة أيام، للمساعدة في الاستعداد للشهر الكريم، موضحاً أن بعض الوكالات الأجنبية رفعت عمولاتها نتيجة زيادة الطلب، وهو ما أدى ببعض مكاتب الخدم داخل الدولة إلى تحميل الكفلاء هذه الزيادة، وتالياً ارتفاع قيمة تلفة جلب العمالة من الخارج. كما أوضح أن الطلبات تتركز على بلدان معينة مثل إندونيسيا والفلبين، والزيادة الحالية في طلبات جلب الخدم، تتكرر سنوياً، مشيراً إلى أن تكلفة الخادمة الإندونيسية تبلغ 9 آلاف درهم، والفلبينية 8 آلاف درهم، والإثيوبية ألفي درهم، في حين الهندية والسيريلانكية من 3 إلى 6 آلاف درهم. ونوه إلى أن أغلب العملاء يفضلون الخادمة التي تتقن الأكلات الشعبية مثل الهريس والثريد واللقيمات، وغيرها من الأكلات التي لا تخلو منها موائد الأسر في شهر رمضان. ربات البيوت حاجة الكثير من الأسر للخدم أصبحت مطلباً أساسياً، لكن في الشهر الفضيل يختلف الوضع عن بقية الشهور الأخرى، فمع العزائم والولائم تحتاج ربة المنزل في الغالب إلى أيد عاملة تساعدها في الطبخ والنفخ، وهذا ما فعلته خلود جابر الأحمدي 39 عاماً، التي قالت: لدي خادمتان في المنزل وكل واحدة تقوم بدورها على أكمل وجه، لكن عدد أفراد أسرتي كبير، وهذا يحتاج إلى مضاعفة الجهد والعمل في الأيام العادية، لكن في رمضان فالوضع يختلف، حيث يطلب كل فرد من الأسرة صنفاً معيناً من الطعام، وهذا ما يزيد الضغط عليّ في رمضان، فتلبية رغباتهم مطلب أساسي، إضافة إلى ذلك وجود الطهاة النساء في المطبخ يساعدني في إعداد أصناف متنوعة من الحلويات والوجبات التي تتنوع ما بين الدسمة والخفيفة، وهذا الأمر يشكل عبئاً وجهداً مضاعفاً على الكثير من ربات المنازل، اللاتي يحتجن المساعدة خلال هذه الأيام، لذلك لجأت إلى أحد المكاتب المتخصصة بجلب الأيدي العاملة قبل رمضان بشهرين، لمساعدتي في أمور الطبخ وقد وصلت الطباخة قبل بداية الشهر. وتتفق في الرأي شمسه حميد ربة منزل، مع خلود بقولها: خلال شهر رمضان الكريم لا يتم إعداد صنف واحد من الطعام، بل يجب أن تتضمن مائدة الإفطار أصنافاً عدة، كما يتم إعداد الطعام بكميات كبيرة حتى تكفي الأهل والأصدقاء، وأوضحت أن طلب الكثير من العائلات خادمات طباخات قبل رمضان يزداد بكثرة، والسبب هو زيادة الأعباء المنزلية في رمضان من بين إعداد الفطور والغبقة إلى السحور إلى طبخ مختلف الأصناف والأطباق التي تزين المائدة الرمضانية والتي تتنوع فيها المأكولات والحلويات، وأوضحت أنه رغم استغلال الكثير من مكاتب جلب الخدم الحاجة في رفع أسعارهم بشكل مبالغ فيه وجنوني، إلا أن الكثير من الأسر تضطر لأن تضاعف عدد الأيدى العاملة قبل رمضان أو خلاله، إذ إنه لا بديل يذكر أمام ربة المنزل، وهناك من يعتمد على الخادمات اللاتي يعملن بنظام الساعات وهن أقل تكلفة ورغم عدم قانونية هذا الفعل إلا أنه أحد الحلول التي يتم اللجوء إليها. الأجور مرتفعة إن أجور الخادمات باتت مرتفعة جداً في ظل الطلب المتزايد عليهن، خاصة خلال شهر رمضان الذي يعد موسماً خصباً لدى مكاتب الخدم التي تتحكم في الأسر وترفع الأجور كما يحلو لها، وعن ذلك يشير خليفة الزرعوني«رب أسرة مكونة من 6 أفراد» إلى أن تزايد المناسبات والولائم وتنوع أطباق الطعام جعل لرمضان مذاقاً آخر، فأصناف الطعام التي تعد طوال شهور السنة تختلف نوعا ما عن شهر رمضان، فهناك أكلات لايحلو تذوقها إلا في رمضان، وهذا بالطبع يحتاج إلى أيد عاملة تصل إلى حدود طاهيتين مع ربة المنزل لإعدادها، والمرأة سواء كانت ربة بيت أو موظفة، بالطبع لاتستطيع أن تلبي رغبات وطلبات أفراد الأسرة، فكل واحد منهم يفضل تناول صنف من الطعام يختلف عن الآخر، وهذا بالطبع يضاعف من مشقة وجهد ربات البيوت. وأكد أن هذا ما يبرر طلب الكثير من العائلات الخدم في رمضان رغم ارتفاع أسعارهم بشكل كبير، حيث أصبحت الأيدي العاملة أمراً لابد منه، وأن وجود أكثر من خادمة داخل الأسرة الهدف منه قيام كل خادمة بمهمة محددة، فهناك من تقوم بتربية الأطفال ومن تعد الطعام ومن تنظف، و«سائقة» المنزل. ويتابع: عبدالله الرضوان رب أسرة: في رمضان أصبح شعار ربات البيوت «خادمة للخادمة»، فعلى الرغم من وجود طباخة في المنزل، إلا أن المرأة في رمضان تريد طباخة أخرى تساعد الطباخة الأولى فى إعداد الطعام للوجبات الرمضانية، وقد تلجأ إلى الاستعانة باستقدام خادمة عن طريق أحد المكاتب التي توفرها بالساعات أو بالشهر مقابل مبلغ من المال، لذلك يجد البعض من سيدات المنازل الاستعانة بجلب خادمة بدوام كامل، وعلى مدار اليوم أقل تكلفة من جلب خادمة جديدة وخاصة في الشهر الفضيل. الأيدي العاملة وبالاقتراب من الخادمة الإندونيسية سيتي رايان في أحد مكاتب الخدم، التي تنتظر قدوم كفيلها لأخذها، وبسؤالها عن الخبرة التي تمتلكها في الطهي قالت مبتسمة: لدي خبرة 5 سنوات في الطبخ، حيث أتقن الكثير من الأكلات الخليجية من البرياني والمجبوس والمحمر والهريس والمرقوقة والمكرونه والشوربات والمقبلات والحلويات، ورغم علمي بالجهد الكبير في رمضان عند العائلات الخليجية لقيامها بالكثير من العزائم، التي يتعدد فيها مختلف أصناف الطعام والوقوف لساعات طويلة متواصلة في المطبخ لإعداد وجبة الإفطار أو السحور، إلا أنني جئت من أجل اكتساب المال، وإرسال الراتب نهاية الشهر لأبنائي الثلاثة، والطبخ ليس بجديد علي فخبرتي أفادتني كثيراً في ذلك. وتشاركها في الرأي الطباخة ناني بات سليمان التي أخذت إجازتها قبل رمضان بشهر ورجعت للأسرة التي تعمل لديها، وتقول: رغم بعدي عن أسرتي وشعوري بالحنين لهم، إلا أن الوضع في رمضان له طعم مختلف، خاصة أيام الولائم التي يجتمع فيها كل أفراد الأسرة، وأيضا نحن الخادمات فكما يجتمع أفراد الأسرة مع بعضهم البعض فنحن أيضا نعيش أجواء رمضان مع بقية الخادمات الأخريات، نتناول الإفطار مع بعضنا البعض وسط مجموعة من الأكلات الشهية الرمضانية، التي تتنوع فيها مختلف الأطباق، لافتة إلى تتضاعف الجهد في رمضان ما بين طبخ وتنظيف ومساعدة ربة المنزل في تجهيز الكثير من أصناف الطعام. إضاءة أوضح عبدالله الرضوان «رب أسرة» أن سبب زيادة الطلب على الخدم خلال شهر رمضان، هو إقامة بعض الأسر خياماً رمضانية ومآدب بشكل يومي، إضافة إلى لجوء الأسر التي هربت خادماتها أو انتهت خدمتهن إلى جلب خادمة جديدة للمساعدة في الأعمال المنزلية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©