دشن وزير النقل المصري المهندس هاني ضاحي، ووزير الطرق والجسور السوداني عبدالواحد يوسف، أمس، أول معبر بري بين البلدين الجارين.
وجاء تدشين التشغيل التجريبي لمعبر (أشكيت- قسطل) الذي يعد المعبر الأول الرابط بين البلدين، بعد أن طال أمد انتظار افتتاحه، إذ تأجلت مواعيد افتتاحه لمرات عديدة لأسباب غامضة.
وجرى احتفال التدشين بحضور وزير التجارة والصناعة منير فخرى عبدالنور، ووالي الولاية الشمالية في السودان إبراهيم الخضر، واللواء مصطفى يسري، محافظ أسوان، والسفير المصري بالسودان، وعدد من القيادات العسكرية والتنفيذية بالبلدين، وسط حشد شعبي من السودانيين والمصريين.
وخاطب الاحتفال وزير الطرق والجسور ممثل رئاسة الجمهورية ورئيس الجانب السوداني، مشيداً بهذا الإنجاز، وأكد أن هذا المعبر سيتيح آفاقا جديدة في مسيرة العلاقات المتميزة بين السودان ومصر، مبيناً أن الفترة المقبلة ستشهد إكمال كافة الجوانب للاحتفال الرسمي بهذا المعبر، الذي سيفتتح رسميا أمام المركبات السفرية التجارية والناقلة للمواطنين بين البلدين بعد ثلاثة أشهر.
من جانبه أشاد وزير المصري بأزلية العلاقات التي تربط شعبي البلدين وقال: إن هذا المعبر سيسهم كثيرا في تقوية العلاقات وتبادل المنافع والمصالح المشتركة بين البلدين، كما خاطب الاحتفال والي الولاية الشمالية في السودان، معبراً عن سعادة أهل الولاية الشمالية بالتشغيل التجريبي لهذا المعبر، معدداً الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لهذا المشروع.
وفي تصريحات منفصلة قال وزير الطرق والجسور السوداني: إن الخطوة تعد كبيرة في تقدم وتطور العلاقات بين مصر والسودان، خاصة في المجالات الاقتصادية، باعتبار أن معبر أشكيت يعد من المعابر الرئيسة على الطريق القاري ما ستكون له آثار إيجابية على الأرض.
وأكد اكتمال الإجراءات على المعبر الذي يوفر كل خدمات الجوازات والهجرة وخدمات الجمارك والمواصفات والمقاييس، وقال: إن الطريق القاري بين الخرطوم والقاهرة سيسهل كثيراً من حركة التنقل والسفر بين البلدين للأغراض المختلفة.
وأعلن أن الوزارة ستشرع في المرحلة الثانية للعمل في الطريق الغربي لتكتمل الحلقات، بجانب إنشاء معابر أخرى في الناحية الشرقية عند منطقة حلايب.
من جهته، أكد الأمين العام للغرفة القومية للبصات السفرية بالسودان عوض عبدالرحمن، اكتمال كافة الترتيبات المتعلقة بإجراءات الحجز بالتنسيق مع إدارة الجوازات والجهات ذات الصلة، معلناً عن انطلاق الرحلات إلى مصر فور افتتاح الطريق.
وقال عبدالرحمن: إن فئة التذكرة تتراوح ما بين 400 إلى600 جنيه، وفقاً للمكاتب المخصصة بالمدن المختلفة، موضحاً أن المكاتب تم تخصيصها بالتنسيق مع الجهات المختصة.
وكان وزير النقل المصري قد أكد فى تصريح سابق أن افتتاح ميناء قسطل البرى سيزيد حركة التبادل التجارى بين البلدين الشقيقين التى تبلغ حاليا 5 مليارات جنيه بنسبة 14% فى أقل من عام من التشغيل.
وحسب الإعلام المصري، يساهم الميناء الذى تم إنشاؤه في الجانب المصري (قسطل) على مساحة 60 ألف م2، وتصل تكلفته لحوالى 47 مليون جنيه، فى إحداث نقلة كبرى فى دفع حركة التبادل التجارى على الجانب الأفريقي، كما سيفتح معه أسواقا جديدة للصادرات المصرية مع تسهيل حركة السفر حتى جنوب أفريقيا، كما سيتم تشغيل عبارة نيلية بين مدينة أبو سمبل السياحية وقسطل خلال شهر، حيث تصل حمولتها إلى 100 طن وتستوعب 100 راكب و8 سيارات لتسهيل حركة النقل النهرى فى الاتجاه نفسه مع عبارة أخرى لجزيرة هيسا بتكلفة إجمالية 7 ملايين جنيه من الاعتمادات الذاتية لصندوق الخدمات بالمحافظة، وذلك ضمن خطة المحافظة لتجديد منظومة النقل النهرى التى شملت 11 عبارة جديدة سعة 100 راكب، و4 لنشات كبيرة سعة 80 راكبا، بتكلفة إجمالية بلغت 40 مليون جنيه لتغطي 8 نقاط بطول 470 كم للحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين وتخفيف المعاناة عنهم.
ومن جهته، أكد اللواء مصطفى يسري، محافظ أسوان، أن ميناء قسطل البري سيساهم في إحداث نقلة هائلة في حركة التجارة والاستثمار بين البلدين بإضافة سوق حرة جديدة تعمل على تنمية حركة الصادرات والواردات للبضائع والثروة الحيوانية، علاوة على حركة المسافرين والبضائع بين شطري وادي النيل.
وأشار إلى أن الميناء الجديد يضم العديد من المنشآت والمبانى الإدارية الخاصة بالجوازات والجمارك والمرور والحجر الصحى والبيطرى والرقابة على الصادرات والواردات، وخاصة أن هذه المنشآت مزودة بأحدث الأجهزة المتطورة فى التفتيش والوزن، بجانب 3 مولدات كهربائية طاقة كل منها 500 ك/وات، بالإضافة إلى ساحة لانتظار الحافلات وسيارات النقل الثقيل، علاوة على طريق ترابي خاص بمرور الجمال بطول 280 م، وعرض 6 م.
وأشار المحافظ إلى أنه سيتم إنشاء نقاط إسعاف على طريق قسطل- حلفا لتقديم كافة الخدمات الصحية والإسعافات الأولية السريعة لحركة النقل على الطريق، والعاملين فى المنطقة، مع توفير الأمصال واللقاحات الطبية وفى مقدمتها أمصال العقارب والثعابين، بجانب إنشاء محطات للوقود، وغيرها من الخدمات اللوجستية التي تساهم بشكل مباشر في دفع حركة الاستثمار بين البلدين الشقيقين.
ولفت يسري إلى أنه يجري حالياً إنشاء المجزر الآلي الواقع على طريق قسطل- حلفا بمسافة 20 كم من المرسى الشرقي، والذى تبلغ مساحته حوالى 120 ألف م2 كمرحلة أولى، كما تقدر تكلفته الاستثمارية بـ15 مليون جنيه تساهم فيها استثمارات مصرية تركية، كما أن طاقة المجزر الآلي تصل إلى ذبح 250 رأس ماشية يومياً في الفترة الأولى له، وهو مزود بأحدث وسائل وأجهزة الذبح والسلخ والتقطيع الآلي، علاوة على أنه مزود بأربع ثلاجات تبريد سعة ألف رأس ماشية .
(القاهرة، الخرطوم- وكالات)
عدد اليوم
