الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الراوي: العلوم العصرية أثبتت تسبيح كل المخلوقات لله وفق منظومة متكاملة

9 أكتوبر 2006 22:27
دبي - سامي عبدالرؤوف: هل تعلم ان العلوم العصرية اثبت ما أورده القرآن الكريم منذ أكثر من 1400 سنة بأن الكون كله -من الذرة إلى المجرة- يسبح لله وفق منظومة إلهية محكمة•• وهل تصدق ان الدخول في العبادة وخاصة الصلاة يدخل الإنسان في ملكوت آخر وفضاء غير المعلوم للإنسان• وهل تصدق ان الطيور المهاجرة تلتزم في مسيرتها بتعاليم الله سبحانه وتعالى وتخضع لقوانين إلهية•• ولكن ماهي الدلائل العلمية على ذلك ما هي أفضل السبيل لإنجاز ثورة تكنولوجية نجمع فيها بين الآيات الربانية والعلوم العصرية، وما هو الرابط بين التقوى والاختراعات•• هذه الأسئلة وغيرها يجيب عليها الحوار التالي: في البداية قال العالم الكيميائي العراقي الدكتور أنيس الراوي عميد كلية العلوم للبنات في بغداد وأستاذ الإعجاز العلمي: إن العالم يشهد تحولات مهمة ومتعددة خاصة في باب التقنية الحديثة واستخدام الأقمار الصناعية، وهو ما يمكن ان يساعد على اكتشاف أهمية التسبيح في حياة العالم بأسره خاصة في ظل تصاعد البعد المادي في البشر، مشيراً إلى انه عندما يبدأ الإنسان في النظر في أعماق الكون فعليه ان يطرح أسئلة عن منظومة الحياة باعتبار ان التفكير في الأسئلة تمثل 30 بالمئة من الوصول إلى الحقيقة• وأفاد الدكتور الراوي ان إدراك معاني التسبيح ضرورة ملحة لمعرفة قيمته والاستمتاع به، فمثلاً عندما يقول المسلم ''الله اكبر'' نكون قد دخلنا في فضاء غير الفضاء الإنساني لأننا بهذه الكلمة نكون بدأنا حوارا مع الله، وأيضا يجب ان نعرف معنى وأسرار سورة الفاتحة ونستشعر عند قراءتها أننا نخاطب الحق سبحانه وتعالى، مشيراً إلى أن الصلاة تعتبر رابطة من روابط التسبيح، كما ان قراءة القرآن من أعلى وارقي أنواع التسبيح• ودعا الدكتور المسلمين إلى قراءة القرآن بصورة مختلفة تقوم على فهم حروف القرآن وليس فقط كلماته أو آياته، لأن لكل حرف معنى وسر يجب الوقوف عليه، لافتاً إلى أن القراءة الاستنتاجية للقرآن أمر يجب ان يتدرب عليه المسلم، مقتدياً في ذلك بقصة سيدنا إبراهيم في التعرف على الله حيث استعمل العقل واستخدم العين في الوصول إلى الحقيقة، ويصور ذلك المشهد قول الله تعالى: ''فلما جنّ عليه الليل رأى كوكباً، قال هذا ربي، فلما أفل قال لا أحب الآفلين''• وأكد الراوي ان كل التساؤلات لها إجابات في القرآن الكريم والسنة النبوية• الكون يسبح وأخذ أستاذ الإعجاز العلمي يستعرض الدلائل على تسبيح الكون وفق منظومة علمية متكاملة، مشيراً إلى أن الكون بدأ بأجسام صغيرة ''البروتونيات'' و''الإلكترونيات'' ثم بدأت تتركب فيما بينها وأخذت الالكرونيات تدور حول نواة الذرة، وكانت هذه الحركة دائرية من اليسار إلى اليمين، لافتاً إلى أن تكوين الإنسان انطلق بنفس الكيفية مدللاً على ذلك بان البويضة تخرج من المبيض وتنتقل في السائل بحركة دورانية من اليسار إلى اليمين وكذلك الحال بالنسبة للحيوان المنوي• وأشار العالم الكيميائي العراقي أن حركة جميع المخلوقات تتم من اليسار إلى اليمين وينطبق ذلك على الأرض وكل الكواكب التي تدور حول الشمس، بل ان المجرة التي تحتوي على المجموعة الشمسية تدور حول نفسها من اليسار إلى اليمين، لافتاً إلى أن هذه الحركة تتسق مع حركة الحجاج الذين يلفون حول الكعبة من اليسار إلى اليمين ويكونوا في حالة تسبيح لله، مما يعني ان كل هذه المخلوقات تنسجم وتعمل وفق محرك واحد ومدبر واحد هو الله، مصداقاً لقوله تعالى: ''وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم''• ولفت أستاذ الإعجاز العلمي إلى أن علم الإنسان قاصر على إدراك تسبيح المخلوقات الأخرى باعتبارها من علوم الغيب، مشيراً إلى أن علم الغيب هو علم قائم بذاته يحتاج إلى كثير من العلوم التي لم يصل إليها حتى الآن الإنسان، منوهاً أن هذه القضايا توضح لنا أن ما يقوم به الكون يشابه ويتطابق مع ما يقوم به الإنسان من تعاليم لأن خالق الجميع واحد، كذلك نرى الكون في تناسق تام• صناعة الحضارة وأكد عميد كلية العلوم للبنات في بغداد ان التسبيح بالنسبة للمسلم يسند على الطاعة لله وكذلك المشاركة في صناعة التاريخ والحضارة، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما بنى الحضارة الإسلامية وجاء بعدها الخلفاء الراشدون والدول الإسلامية لتكمل مسيرة العمران الإسلامي للكون، مشيراً إلى ان المسلمين يعيشون في محنة، حيث يتلقون كثيرا من الأشياء عن طريق الآخرين وهو ما يعنى إننا لا نشارك في صناعة التاريخ والحضارة الحديثة، مشدداً على ان الإسلام هو دين العمل والرقي والعطاء حتى انه جعل العمل وبذل الجهد من أعظم أنواع التسبيح لله• وطالب الدكتور الرواي المسلمين ان يطبقوا المعنى الصحيح للتسبيح وهو المعنى المنطلق من العطاء الإنساني والطاعة والانقياد الكامل لله سبحانه وتعالى• وانتقد العالم الكيميائي العراقي الفهم الخاطىء لدى بعض المسلمين بشأن التقنية، مشيراً إلى أن البعض ينظر لها وكأنها شيطان، وعلى الطرف الآخر هناك من ينظر لها على أنها كل شيء في الحياة حتى أنسته قدرة المولى عز وجل، مشيراً إلى أن المنهج الصحيح في هذا هو استخدام الوسائل الحديثة في بناء نهضة المجتمع وصناعة الحضارة وفي نفس الوقت الارتباط القوي والكامل برب الكون، مشدداً على انه لا يمكن تحقيق التقدم ما دام المسلمون لا يشاركون في صناعة التقنية• تصحيح المفاهيم وعن السبيل المناسب لإنجاز ثورة تكنولوجية، أشارعميد كلية العلوم للبنات في بغداد إلى أن هذا الأمر وارد وليس بمستحيل لكنه لا يتم إلا من خلال شروط مهمة يأتي على رأسها الامتثال لقول الله تعالى: ''واتقوا الله ويعلمكم الله''، على أن يتم ذلك وفق معادلة ربانية تحمل شعار ''اقرأ باسم ربك الذي خلق••••''، وكذلك استخدام العقل والإيمان معاً في صناعة التقنية والتعامل معها، مؤكداً انه في حالة توفر هذه الشروط سيتمكن المسلمون من تحقيق أمرين في وقت واحد هما اختراع التقنيات وتحقيق الإيمان• وأضاف الدكتور الراوي ان استكمال معاني التقوى يستلزم إيجاد شروط التي تضمنتها سورة البقرة في قوله تعالى ''ألم، ذلك الكتاب لا ريب فيه، هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون''• وأشار إلى أن بناء العقيدة وإيجاد رابطة قوية مع الحقل تمثل حجر الأساس لصناعة إي حضارة متوازنة وأيضا الانشغال بذكر الله تنفيذاً لقوله تعالى: '' آلا بذكر الله تطمئن القلوب'' وكذلك إقامة نظام اقتصادي بالإضافة إلى إيجاد منظومة اجتماعية صحية•
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©