الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المُسِنّ

11 أغسطس 2011 22:12
يقول الله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ). يخبرنا الله تعالى في الآية السابقة مراحل حياة هذا الإنسان، وكيف ينتهي به الحال إلى مرحلة الشيخوخة إذا العظام قد وهنت والقوة قد ضعفت. في هذه المرحلة يحتاج المسن إلى قدر من الرعاية والاهتمام، لضعفه ولما بذله في حياته من خير وبر، ولذا نرى في ديننا الحنيف دين الرحمة والعطف دين الإنسانية الحقة، كيف راعى هذا الشيخ الكبير في تيسير العبادة له، ففريضة الصلاة هو يؤديها حسب استطاعته، والحج إن كان عاجزاً عن أدائه يجب ألا يقوم به، وأما الصوم فيقول سبحانه: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ...). وكلام أهل العلم هنا أن المقصود هم الذين تقدم بهم العمر وضعف حالهم عن الصيام فلا يقدرون على الصيام، فإن الله تعالى قد وسع لهم في أن يدفعوا فدية عن كل يوم بدل صيامهم، إن كانوا قادرين على بذل الفدية، أو أنهم معفون عنها. وكذلك نرى في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم الحث على توقيره واحترامه، فمن تلكم الأحاديث، عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله: «إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم...»، رواه البخاري. وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا)، الترمذي. وأخرج الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال: جاء شيخ يريد النبي صلى الله عليه وسلم فأبطأ القوم عنه أن يوسعوا له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا)، رواه الترمذي، روى كعب بن مرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة)، رواه الترمذي. وقال صلى الله عليه وسلم: (ما شاب رجل في الإسلام شيبة إلا رفعه الله بها درجة، ومحيت عنه بها سيئة وكتبت له بها حسنة)، رواه أحمد. وبعد ذكر هذه النصوص التي تدل ما للمسن من قدر كبير ومنزلة منيفة، بقي أن نعلم أن الخيرية في ما قدمه الإنسان في حياته من خير وبر ومعروف، عن أبي بكر أن رجلاً قال يا رسول الله أي الناس خير؟ قال: من طال عمره وحسن عمله. قال: فأي الناس شر؟ قال: من طال عمره وساء عمله، رواه الترمذي. المسن قد يكون قريباً أو بعيداً فعلينا أن نعرف قدره ومكانته في تعاملنا معه لا نبتدئ بكلام أو خطاب قبله ولا نتقدم عليه بعمل، ونعينه في شأنه كله، إجلالاً له وتقديراً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©