الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاطمئنان وعدم الخوف من الإسلام

الاطمئنان وعدم الخوف من الإسلام
9 أكتوبر 2006 22:23
الاتحاد - خاص: بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر أخطأت كثير من الدوائر الغربية في فهم الاسلام• ورأى البعض أن العالم الاسلامى هو العالم العربى، واعتقد آخرون أن الاسلام لا يتفق مع الديمقراطية ويتناقض مع الحداثة وحقوق المرأة• وهكذا ظهرت قراءات مختلفة • هناك فئة ذهبت الى أن المسلمين في مواجهة دائمة مع الغرب• ويعد الجهل بالإسلام وتعاليمه وأخلاقياته السبب الرئيسي للخوف منه• فمن الطبيعي أن الإنسان دائما عدو أو يخاف ما يجهله• يرى الدكتور سعيد اللاوندى مؤلف كتاب ''الاسلاموفوبيا'' أن ظاهرة الخوف المرضي من الاسلام حصيلة مقدمات وأحداث متراكمة جعلت من يدين بالاسلام مجرما وارهابيا ومن ثم يتعين الحذر منه والابتعاد عنه• وهكذا بدا العالم خصوصا في أوروبا وأميركا كأنه مصاب بلوثة عقلية جعلته يكره العرب والمسلمين ويراهم أقواما من الأشرار والفوضويين•ورصد في كتابه بعض الوقائع، منها هجمات 11 سبتمبر التي خلطت الأوراق في الأجواء المشحونة بالعداء للعرب والمسلمين• وكانت كل السبل تصب في مجرى الخوف من الاسلام مشيرا الى أن غالبية مواطني دول الاتحاد الاوروبي يشعرون بعدم الأمان على أنفسهم بسبب وجود أكثرمن خمسة وعشرين مليون مسلم في بلدانهم• ويبدو شعور الاوروبيين أشبه بحال من يترقب لحظة وقوعه في الأسر الاسلامي•مؤكدا أن الغرب ليس كتلة واحدة متجانسة• فهناك من يدعو الى إزالة الآثار التاريخية لحقبة الحروب الصليبية وما تلاها من فترات استعمار للعالم العربي لانهاء ''الريبة المتبادلة التي تؤدي الى التصادم ''على حد قول لوسيان بيترلان رئيس جمعية الصداقة الفرنسية العربية• وأشار اللاوندى الى أن أغلب رجال السياسة والفكر والاعلام في فرنسا يتعاملون مع الاسلام وهو الديانة الثانية في البلاد بعد المسيحية الكاثوليكية باعتباره ظاهرة أجنبية وعابرة ويزعمون أن مبادئ الاسلام تتعارض مع مبادئ الجمهورية وأن ثقافته تهدد ثقافة فرنسا• والخلط واضح بين الإسلام والواقع الذي يعيشه غالبية المسلمين، فهناك دول إسلامية اجتاحها شبح المجاعات وافترس وحش الجوع مئات الآلاف من أبنائها، بل إن هناك أكثر من نصف مليار مسلم يعيشون تحت خط الفقر بسبب انتشار الفساد وسوء الإدارة واختلال العدالة في توزيع الموارد والثروات• وعلى الرغم من أن تلك الأخلاقيات مرتبطة بالممارسات التي ينتهجها من يحسبون على الإسلام وهو من سلوكياتهم براء، إلا أنها أصبحت تهمة في حق الإسلام نفسه كدين من جهة الغرب• وبالتالى فالخوف من الإسلام أمر واقع في المجتمع الغربي من وجهة نظرهم التي دائما وأبدا• على مدى التاريخ تأبى إلا أن تضع الإسلام والمسلمين في قفص الاتهام• ولفرية خوف الغرب من الإسلام (الشبكة الاسلامية على الانترنت) آثار سلبية كثيرة على المسلمين عامة وعلى من يعيشون في تلك المجتمعات من المسلمين خاصة• ومن أبرز آثارها الحيلولة دون تحقيق التعاون الحقيقي بين المسلمين وغيرهم من الديانات الأخرى• هذا التعاون الذي يمكن أن يساعد على توفير حل مشترك لقضايا المجتمع الإسلامي المستعصية• كما أن من شأن التخوف من الإسلام أن يحطم العلاقات الدولية والدبلوماسية والتجارية وغيرها بين دول العالم الإسلامي وغيرها من دول الغرب• كما أنه يمثل بالنسبة للمسلمين في الغرب تهديدًا خطيرًا وارتفاعًا في نسبة البطالة• وإنكارا للحقوق المتساوية في مدارسهم والتفرقة على أسس دينية وعنصرية والمضايقات والعنف والقيود على الحرية الشخصية والإحساس بالانتماء الذي يتعرض له المسلمون في الغرب لا لجريرة ارتكبوها، بل فقط لأنهم مسلمون ينتمون للدين الإسلامي• كما يحرمهم من القيام بدورهم البارز في السياسة الوطنية لتلك البلاد•ووصل الأمر بسبب التخوف من الإسلام إلى التحريض وإثارة الأحقاد الدينية والذي يمكن أن يشمل إهانة وتدنيس المقدسات الإسلامية وانتهاك الحرمات الدينية، والتي تمثلت في انتهاك حرمة الاسلام والنبي الكريم في مرات كثيرة• والمشهد المخيف لعموم المجتمعات المسلمة من تطبيق الحكم الشرعي الإسلامي، خاصة أنهم يتناولون جانب تطبيق الحدود• وكذلك جانب تصوير أن إقامة الحكم الإسلامي سيجعل المجتمع المسلم، الذي يقام فيه هذا الحكم، مجتمعا ضيقا في علاقاته، عدائياً في معاملاته، بل بدائيا في بعض أفكاره، وهذا التأكيد يبدو واضحا في كثير من المقولات التي تعالج أو تنتبه إلى هذا الموضوع• وهناك مجموعة كبيرة من النصوص• وفي هذا السياق يقول الدكتور محمد عمارة: إن أحداً لن يستطيع الزعم بأن الشريعة يمكن أن تبقى كما كانت في عهد النبي ونستطيع أن نطبقها اليوم في هذا الجانب• ثم تصوير الشريعة بأنها نوع من السيطرة والقهر• وكثير من أصحاب الفتاوى دخلوا في كلامهم على أنهم من المفسرين، وأنهم من الفقهاء المجتهدين، وأنهم أصحاب علم بأصول الفقه، وغير ذلك• ولذلك يقول محمد خلف الله: إن القرآن الكريم كان يلفت ذهن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ليس على الناس بوكيل، أو مسيطر، أو جبار، أو ما إلى ذلك من كل ما هو من شؤون الحكم والرئاسة• وهذا هو التفسير عنده لـ (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِر) أي فيما يتعلق بشؤون الحكم والسياسة• ويتركز النقد لهذه الظاهرة في نقد المنهج والصور التي يتشبث بها المسلم الواعي ويرتبط بها• ومن أقرب الأمثلة كلام الإسلاميين عن الخلافة العثمانية وما كان لها من دور وأنها كانت نموذجًا لوحدة الأمة الإسلامية، نجد أن الطعن في هذا الجانب في الدراسات التاريخية والمنهجية كثير جدا مما يؤكد أن هناك تخوفا من أن تكون حكومة، أو من تطبيق للشرع الإسلامي بتكامله المنهجي• وكالة الاهرام للصحافة
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©