الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مطبوعات غرف الانتظار.. وسيلة فعالة لنقل الجراثيم

مطبوعات غرف الانتظار.. وسيلة فعالة لنقل الجراثيم
25 يناير 2014 22:11
تعد المجلات والصحف الموجودة بأماكن الاستقبال في العيادات والمراكز الطبية المختلفة أحد مسببات الأمراض التي تحيط بنا من كل جانب ولا نعرف عنها شيئاً، وما يثير الدهشة والدعوة إلى الحذر هو أن يكون مكان العلاج والاستشفاء هو ذاته مصدراً للإصابة بالميكروبات والأمراض المختلفة على الرغم من الاحتياطات الكبيرة التي يتخذها المسؤولون عن هذه الأماكن والرقابة الدقيقة على كل أنشطتها. أحمد السعداوي (أبوظبي) - هذا هو حال بعض المراكز والمنشآت الطبية التي ربما تكون وبشكل غير متعمد وسيلة لنقل عدد من الأمراض المعدية عبر المجلات والصحف، التي توفرها في أماكن الاستقبال لديها، وتبقى أسابيع وربما شهوراً دونما تغيير، ما يجعلها سبباً لتجمع الميكروبات والجراثيم وانتقالها من شخص إلى آخر من المترددين على تلك العيادات والمراكز الطبية، خاصة وأن هناك عادة سيئة لدى الكثيرين، تتمثل في استخدام الأصابع المبللة بشكل تلقائي في تقليب صفحات المجلات والكتب، ما يسهم في نقل العدوى مباشرة، والإصابة بأمراض متنوعة. خدمات راقية تقول حمدة الرئيسي، ربة منزل وأم لخمسة أبناء في مراحل التعليم المختلفة، إنها لم تفكر من قبل في كون هذه المجلات والمطبوعات التي توفرها المراكز الطبية للمترددين عليها لقراءتها خلال انتظار الموعد مع الطبيب، ستكون سببا لانتقال الأمراض، وأقصى ما كانت تفعله وتوصي به أبناءها هو غسل أيديهم بالمعقمات الموجودة بالعيادات المختلفة، غير أن وجود هذه المجلات والمطبوعات فترات زمنية طويلة بالفعل يحمل خطراً على صحة الأفراد الموجودين بالعيادات الطبية، وهو ما ينبغي أخذه في عين الاعتبار سواء من جانب المسؤولين عن إدارة هذه المنشآت الطبية أو المرضى وذويهم، خاصة وأن المنظومة الطبية في دولة الإمارات بصفة عامة وأبوظبي بصفة خاصة، تقدم خدمات راقية، ولا يجب أن نقلل من مقدار هذا الجهد عبر التهاون في مثل هذه الأمور البسيطة التي يمكن تخطيها عبر مزيد من الوعي بالعادات الصحية السليمة، وعدم ترك هذه المجلات والصحف في أماكنها فترات زمنية طويلة، وتغييرها باستمرار كل أسبوع على أقصى تقدير، حتى لا تكون هناك فرصة لتراكم الميكروبات والجراثيم والملوثات المختلفة نتيجة إمساك الكثيرين بها، ومنهم من قد يحمل أمراضاً معدية للغير. من ناحيته، يورد صالح إبراهيم، الموظف بإحدى البنوك في أبوظبي، أن وجود المجلات والصحف أمر طبيعي في أماكن الاستقبال ليس في العيادات والمراكز الطبية فقط، بل في سائر المنشآت والمصالح العامة، والدور الرئيس في تجنب الميكروبات والجراثيم العالقة بها، يكون على المترددين على هذه الأماكن، حيث ينبغي أن يكون على درجة من الوعي تكفل له العيش بشكل سليم وخالٍ من الأمراض المعدية بقدر المستطاع، وعلى أي شخص استخدم أي أداة أو وسيلة شك أنها تحمل ملوثات أو ميكروبات سواء مجلات أو غيرها، عليه بغسل يده جيدا قبل مغادرة هذا المكان، خاصة وأن جميع المنشآت والمؤسسات العامة في الدولة وعلى رأسها المنشآت الطبية، مجهزة بخدمات على أعلى مستوى ومنها دورات مياه غاية في النظافة والرقي تضاهي أحياناً ما توفره الفنادق الفخمة. ويلفت إلى ضرورة قيام أصحاب ومسؤولي المراكز الطبية المختلفة التي توفر صحفاً ومجلات في أماكن الاستقبال، بتغيير هذه المجلات باستمرار وعدم إبقائها في أماكنها لفترات كثيرة، حتى لا تكون مرتعاً للجراثيم ووسيلة فعالة لنقل الأمراض المعدية، خاصة وأنه من الطبيعي أن يحمل بعض المرضى ميكروبات وفيروسات مختلفة، وإلا ما جاءوا إلى العيادات والمستشفيات طلباً للعلاج. مبادئ صحية يبين قاصد الدليمي، اختصاصي التطوير الوظيفي بإحدى المؤسسات الحكومية بأبوظبي، أهمية التعرف على مبادئ الحياة الصحية السليمة، وتعويد الجميع عليها من الصغر والابتعاد عن كل ما يضر بصحتنا من عادات سيئة، ومنها استخدام الأصابع المبللة في قراءة الكتب والمجلات والصحف، كون جميع هذه المطبوعات يستحيل غسلها وتنظيفها بعدما تناولتها كثير من الأيادي، ولذلك فمن الطبيعي أن تحمل أنواعاً مختلفة من الميكروبات والجراثيم، وعلى من يستخدمها أن يفكر في ذلك جيداً، وألا تغيب هذه الحقيقة عن ذهنه، ومن ثم يعمل على غسل يده جيداً بعد قراءتها، وهو ما كان يفعله البعض قديماً عندما يقرأ أنواع صحف تترك أحبار طباعتها آثارا على اليد فيسارع بغسلها بعد الانتهاء من القراءة، والأولى أن يغسل يده ويطهرها بالمعمقات الموجودة في المستشفيات والمراكز الطبية قبيل مغادرتها. ومن واقع خبرتها العملية، تقول الدكتورة رنا النابلسي، استشارية ضبط الجودة والسلامة في المختبرات الاحترافية المركزية بأبوظبي، إن وجود المجلات والصحف وحتى لعب الأطفال والدمى في أماكن انتظار الطوارئ والعيادات الطبية وعيادات الأسنان ومراكز الأشعة أو المختبرات الطبية من الممكن أن تكون وسيلة ضرر أكثر من كونها وسيلة تسلية، حيث إنها تعد ناقلاً مناسباً للجراثيم مثل الفيروسات والبكتيريا الضارة، حيث يكثر تداولها بين أيدي المرضى والأصحاء سواء أطفالا أم كبارا. وتضيف أن الملصقات والكتيبات الإرشادية والتوعوية الموجودة وألعاب الأطفال والدمى في هذه العيادات قد تكون موجودة لأوقات طويلة نسبياً في هذه الأماكن. وكان الجدل قد أثير حول تلوث المطبوعات وألعاب الأطفال للجراثيم والبكتيريا لأنها لا تخضع للتنظيف، ولا يمكن فعلياً تنظيفها والتأكد من خلوها من هذه الآفات على حسب قول خبراء الصحة، الذين طالبوا في حالة عدم التخلص منها في كل أسبوع إخضاعها للفحص لضمان عدم حملها لأي من هذه الميكروبات، التي من الممكن أن تكون مصدراً لأمراض كثيرة. طرق عديدة حول أهم طرق نقل العدوى، توضح النابلسي أنها تتمثل في الاتصال المباشر، ونقل الجراثيم المحمولة جوا، أو الاتصال غير المباشر عبر السطوح كالمجلات والنشرات التوعوية، وبعض قطع الأثاث في العيادات خصوصا إذا تلوثت بالإفرازات حديثا والتي تحتوي على هذه الفيروسات. كما أن الأغشية المخاطية في الفم تحتوي على العديد من الجراثيم، والتي يمكن أن تتسبب في أمراض مثل الالتهاب الرئوي، والتهابات الأذن، التهاب الحلق، والقروح الباردة (فيروس الهربس)، ويمكن نقل هذه الجراثيم عبر السعال والعطس، وبعد ذلك، بدوره، أن تنتقل إلى أشخاص آخرين عن طريق ملامسة الجلد أو نقلها إلى أسطح المجلات والألعاب والدمى المتواجدة في غرف الانتظار، بالإضافة إلى ذلك قد تتواجد البكتيريا المعوية والتي تنتقل من على الجلد، لافتة إلى أن إهمال غسل الأيدي بعد استخدام الحمام يمكن أن يسبب انتشار الجراثيم مثل البكتيريا القولونية والروتا فيروس خصوصا من المرضى الذين يعانون من التهاب المعدة والأمعاء، فيما إفرازات المخاط التي تنبعث في الهواء عن طريق السعال أو العطس هي قطرات ثقيلة نسبيا، وتبقى معلقة في الهواء لفترة طويلة من الزمن، ونتيجة لذلك يمكن أن تنتشر ما يصل إلى 3 أقدام. وتوضح أن «هذه القطرات تحتوي على الجراثيم التي عادة تنتشر العدوى عن طريق الاتصال المباشر وهي وسيلة في انتشار البكتيريا مثل الالتهاب الرئوي، والتهابات الأذن، واحتقان الحلق، والتهاب السحايا». وتشير النابلسي إلى أن بعض الفيروسات والبكتيريا يمكن أن تعيش ساعتين وأكثر على الأسطح مثل الطاولات ومقابض الأبواب والمكاتب والمجلات والألعاب. وفي دراسة واحدة، تم العثور على فيروسات الأنف من السطوح في غرفة الفندق لمدة تصل إلى 24 ساعة، بعد أن تم لمسها من الضيوف المصابين بالفيروسات، مشيرة إلى أن ربطة العنق، التي يحرص الأطباء على وضعها كرمز للوجاهة، تتدلى على الموائد وعلى الكثير من الأشياء الملوثة فتلتقط الميكروبات الضارة التي يمكن أن تجد طريقها إلى المرضى عندما يفحصهم هؤلاء الأطباء. وتوضح «صحيح أن الأطباء يهتمون جداً بغسل أيديهم بعد الكشف على أي مريض، بيد أنهم غالباً ما يلجأون إلى تعديل ربطة العنق الأمر الذي يعرض أيديهم مجدداً إلى التلوث بالجراثيم العالقة بها، خصوصاً أن ربطة العنق نادراً ما يتم غسلها». دمى الأطفال عن العلاقة بين دمى الأطفال في العيادات الطبية (خصوصاً اللينة منها) والأمراض المعدية، كشفت دراسة نيوزيلاندية نشرت في الدورية الطبية البريطانية للطب العام، أن 90 في المائة من الدمى اللينة في العيادات التي شملتها الدراسة كانت ملوثة بالجراثيم، كما وجدوا أنه من الصعب تطهير هذه الدمى، وأنه، حتى لو نظفت جيداً، فإنها سرعان ما تتلوث من جديد. وذكرت الدراسة أن غالبية الأطفال الذين يزورون العيادات يلهون بالدمى الموجودة في غرف الانتظار، بل ويضعونها في أفواههم، وإذا كان هؤلاء مصابون بأمراض معدية فهم حتماً سينقلونها إلى غيرهم من الأطفال الأصحاء عندما يعبثون بها. وفي بريطانيا عمدت عيادات طبية كثيرة، ليس فقط إلى إزالة ألعاب الأطفال نهائياً من غرف الانتظار، بل منعت المجلات أيضاً، وذلك للوقاية من خطر العدوى وانتشار الميكروبات. وسائل لمنع انتشار العدوى تقول الدكتورة رنا النابلسي، استشارية ضبط الجودة والسلامة في المختبرات الاحترافية المركزية بأبوظبي، إن أهم الوسائل لمنع انتشار العدوى في غرف الانتظار هو نظافة اليدين، وتتم عن طريق غسل اليدين بالصابون السائل والماء، أو باستخدام الكحول مع فرك اليد. كما أن تثبيت معقمات الكحول على الحائط عند مدخل المكتب أو غرف الانتظار في العيادات والطوارئ أصبح ضروريا لتفادي نقل العدوى. بالإضافة إلى تزويد مرافق الحمام بالصابون السائل مع الإرشادات الصحيحة لتعقيم اليدين حسب توصيات منظمة الصحة العالمية. وتشير إلى أن الحد من تواجد المجلات الطبية والنشرات وألعاب الأطفال والدمى في غرف الانتظار واستبدالها بوسائل ترفيه أخرى لا تتطلب لمس السطوح يعتبر من أهم الوسائل للحد من نقل العدوى، وكذلك نشر الوعي بخطورة تناول الطعام والمشروبات في غرف الانتظار والحذر من استعمال الأكواب نفسها في قاعات انتظار المرضى في المستشفيات والمراكز الطبية. دعوة إلى الاستغناء عن المطبوعات تدعو ثريا درويش، الطالبة بجامعة خليفة، إلى الاستغناء من الأصل عن المطبوعات والمجلات كافة، وأحياناً الدوريات الطبية الموجودة في قاعات الاستقبال بالمستشفيات والمراكز، واستبدال ذلك بأجهزة التلفاز المختلفة التي تذيع برامج مفيدة أو نصائح طبية يستفيد منها المترددون على العيادات والمستشفيات، لتلافي انتشار الأمراض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©