الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دارفور··· أزمة تزداد حدة

16 فبراير 2008 00:34
بعد مد وجذب، وبعد ضغط ومقاومة استمرت لفترة طويلة، تمكن أخيراً التوصل إلى اتفاق بين حكومة السودان ومنظمة الأمم المتحدة على كل ما يختص بالقوة المشتركــة -المؤلفة من قوات تابعة للاتحاد الأفريقي وأخرى تابعة للمنظمة الدولية- من تولي أمر تحقيق السلام في إقليم دارفور والحفاظ عليه، كان هذا في الأسبوع الأول من فبراير الحالي، ورغم هذا الإنجاز والترحيب به في السودان وفي أروقة الأمم المتحدة، فإنه سرعان ما تبين أن ما حدث لا يكفي لمواجهة الموقف في دارفور، لأن هناك خلافاً جوهرياً بين ما تراه حكومة السودان، وبين تقديرات الأمم المتحدة وتقييمها للموقف· لم تمض إلاّ أيام ثلاثة على توقيع الاتفاق المشار إليه، حتى وقع ما كشف القناع عن ذلك الخلاف، فقد قامت قوات الجيش السوداني بهجوم كاسح على عدد من القرى الواقعة في الإقليم الغربي من دارفور، وقتل من المدنيين في ذلك الهجوم ما يقدر عددهم بالمئات، فيما اضطر بضعة آلاف من سكان تلك القرى هجرانها، فاتجهوا صوب تشاد التي أعلنت على لسان رئيس وزرائها، أنها لن تستقبل أولئك اللاجئين (12 ألف مواطن)، وأن على السودان والأمم المتحدة أن يبحثا لهم عن مكان يلجأون إليه غير تشاد· وأمام احتجاج الأمم المتحدة على ذلك الهجوم لقوات الحكومة، كان رد الخرطوم، أنها كانت تلاحق قوات من المتمردين دخلت إلى تلك القرى، وأن من حق حكومة السودان أن تمارس سيادتها في أية بقعة في السودان، وهكذا فقد تدهور الموقف الأمني في دارفور، وعاد القلق إلى مجلس الأمن بعد أن تلقى تقريرين أحدهما من مبعوثه الخاص لدارفور، والثاني من قائد قوات الأمم المتحدة في دارفور؛ إن التقريرين يؤكدان على أن الموقف في دارفور على وشك أن ينتقل إلى حرب شاملة، كما قال المبعوثان الدوليان إنه بعد ما حدث في غرب دارفور من هجوم لقوات الجيش السوداني على عدد من القرى، فإنه من العسير على القوة الهجين مهما كان عددها أن تؤدي واجبها وسط أجواء قتال محتوم· باختصار، الآن في دارفور ثلاث قوات عسكرية، هي قوات الجيش السوداني، وقوات المتمردين التي ما زالت تسيطر على عدد من الجيوب هنا وهناك، وقوات الأمم المتحدة المشتركة مع القوات التابعة للاتحاد الأفريقي· لهذا فإن من المستحيل أن تقدر القوات المشتركة على تحقيق سلام، لأنه لا وجود لسلام يحفظ، وبالتالي لا تجد تلك القوات الدولية ما تحفظه أو تحافظ عليه· إن هذا الموقف المعقد، يقود إلى حقيقة مفادها، أنه لا حل لهذه المعادلة إلاّ بوصول المتمردين إلى اتفاقية لوقف إطلاق النار مع حكومة السودان، أو أن تمتنع قوات الحكومة عن أيّ نشاط عسكري ويترك أمر تحقيق الأمن للقوات المشتركة، وواضح الآن أن الحكومة لا تقبل بهذا الخيار الثاني، وترى أن تضاعف المساعي من أجل الوصول إلى اتفاق لوقف القتال مع كل فصائل التمرد· إن كل المحاولات السابقة لإقناع الفصائل المتمردة بالوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لم تنجح، وكانت آخرها في طرابلس بليبيا وبوساطة ليبية، ولكن المساعي لتحقيق ذلك الغرض لم تتوافق، وهي التي يرتكز عليها وحدها تحقيق الأمن في دارفور الذي سيتبع بمفاوضات سياسية للوصول إلى اتفاق ينهي الأزمة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©