السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مبعوث ليبيا لدى باريس: الكتاب الأخضر سيجد طريقه لسلة المهملات

11 أغسطس 2011 01:18
بعد أكثر من 4 عقود على فراره من ليبيا إثر تولي معمر القذافي السلطة، لا يزال منصور سيف النصر مبعوث المعارضة الليبية لدى باريس يحلم ببلدته سبها جنوب غربي ليبيا. يقول الدبلوماسي (64 عاما) بلسان المعارض لتعيينه في باريس لقد “قلت إنني سأقوم بهذه المهمة حتى تحقيق النصر.. بعدها أرغب بالتقاعد في سبها”. وقضى سيف النصر الـ42 عاماً الماضية متنقلاً بين فرنسا والمغرب وتشاد ونيجيريا والولايات المتحدة، كأحد أعضاء المعارضة الليبية”. ويقول بامتعاض “كنت أحد الكلاب الضالة”، مقتبساً المصطلح الذي كان يطلقه القذافي على خصومه المنفيين، الذين طاردهم حول العالم ونجح في اغتيال أعداد كبيرة منهم. والآن القذافي هو من يتعرض للهجوم حيث يقاتل الثوار للإطاحة به صاروا الآن على مسافة قريبة من العاصمة، كما أن المجمع الذي يقيم فيه قرب طرابلس بات هدفاً لغارات حلف شمال الأطلسي. وسيف النصر هو من يتعامل مع الدبلوماسيين الغربيين في العاصمة الفرنسية، حيث تولى شؤون السفارة الليبية رغم أن القذافي جرده من الجنسية الليبية. وفي قاعة الاجتماعات بالسفارة جلس سيف النصر على مقعد وثير مكسو باللون الأخضر لون القذافي الأثير، وبدت على وجهه ملامح عدم الارتياح بشكل واضح، ووقع نظره على خزانة بها عدة نسخ من الكتاب الأخضر وقال “علينا أن نقوم ببعض أعمال النظافة الشاملة”. وبالأسفل كان هناك من يتولى أمر الدعاية بالفعل. فقد علقت صورتان لضحايا التعذيب على أحد جدران البهو، إحداهما لرجل مصاب في رأسه والأخرى لرجل بترت ساقيه بشكل وحشي. وقال سيف النصر إن الصور التقطت في بنغازي وعلقت هنا بعدما طردت فرنسا دبلوماسيي القذافي في مايو الماضي. وقتها كانت فرنسا أعلنت بالفعل اعترافها بأن المجلس الوطني الانتقالي هو الممثل الشرعي للشعب الليبي وأطلقت الرصاصة الأولى في الحملة المناهضة للقذافي. كان ذلك قبل 5 أشهر، ومنذ ذلك الحين والثوار الليبيون منهمكون في قتال شرس مع قوات القذافي، ما أثار مخاوف من طول أمد الصراع. وقال سيف النصر مقارنا بين الاضطرابات في ليبيا والثورتين اللتين أطاحتا بالرئيسين التونسي والمصري في يناير وفبراير الماضيين “كنا نعرف أن الأمر سيكون بالغ الصعوبة لأن القذافي رجل ذو عقلية دموية”. وقال سيف النصر، الذي نشأ في سبها إحدى معاقل قبيلة القذاذفة، إن التقارير التي تتحدث عن وحشية القذافي كانت شائعة حتى قبل أن يقود الانقلاب العسكري ضد الملك إدريس السنوسي عام 1969 وإعلان الجمهورية. وتابع أحداث عام 1984 الدامية كانت تأكيدا على قسوة القذافي ووحشيته، 12 رجلا شنقوا علانية في أرجاء ليبيا، بعضهم شنق خلال شهر رمضان، عقب الهجوم على مجمع باب العزيزية الذي يقيم فيه القذافي، وخططت له الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، وكان سيف النصر أحد أعضائها. ويقول سيف النصر بقدر من الاشمئزاز “فتح الناس نوافذهم ليروا ما إذا كان الوقت قد حان للإفطار ليروا الرجال مشنوقين”. ذكريات كهذه وغيرها هي ما تجعل سيف النصر يشعر بالغضب إزاء مقترحات الغرب بأن يبقى القذافي في ليبيا إذا ما وافق على التنحي. وتساءل “كيف تريدون أن يبقى في ليبيا بعد كل ما اقترفه؟” معتبرا أن أي اتفاق في هذا الصدد “غير وارد بالمرة”.
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©