إسلام أباد، كابول (وكالات) - سقط 38 قتيلا و55 جريحا على الأقل امس بهجوم انتحاري استهدف مديرية شرطة كويتا بإقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان، خلال تشييع ضابط الشرطة مهيب الله الذي قتل في أول أيام عيد الفطر مع نجليه وسائقه عندما اطلق عليهم رجل مسلح النار. في وقت سقط فيه 14 قتيلا نصفهم من النساء والنصف الآخر من الأطفال بانفجار في مقبرة بإقليم ننجرهار شرق أفغانستان المجاورة.
وكان عدد كبير من الصحفيين يغطون جنازة مهيب الله وشاهدوا جثثا ممزقة على الأرض، بعد الانفجار العنيف الذي وقع خارج المسجد الصغير الملحق بمديرية الشرطة. وقال شرطي من شهود الحادث “كنت داخل الجامع نقف صفا لأداء صلاة الميت عندما سمعت صوت انفجار قوي، وعلى الفور خرجت من الجامع ورأيت جثثا مبعثرة على الأرض”.
وقال شاهد آخر لشبكة تلفزيون محلية “إن معظم الجثث كانت في حالة لا يمكن معها التعرف على أصحابها بينما تناثرت الأشلاء والدماء في كل مكان”. وقال رجال شرطة إن عضو قيادة العمليات التكتيكية والتحقيق في شرطة كويتا فياض سومبال الذي أبلغ في وقت سابق بمقتل مهيب الله، قتل بدوره في الهجوم الانتحاري وهو يشيع زميله.
وتجول رجال الشرطة الذين كانوا يبكون وسط الدماء وأشلاء القتلى بحثا عن زملائهم، أو جلسوا يعانون من صدمة في صمت وسط الأحذية والمتعلقات الأخرى المتناثرة. وقال عضو في فريق إبطال مفعول القنابل إن المهاجم الانتحاري كان يرتدي سترة محشوة بكريات حديدية وشظايا. وقام بتفجير المتفجرات خارج المسجد بينما اصطف كبار الضباط للصلاة على زميلهم.
وفي أفغانستان المجاورة، أدى انفجار في مقبرة بإقليم ننجرهار إلى مقتل 14 شخصا نصفهم من النساء والنصف الآخر من الأطفال. وكان هؤلاء في زيارة لقبر زوجة الزعيم القبلي حاج غالب الموالي لحكومة كابول والذي قال معلقا “اشعر بصدمة تعجزني عن الكلام”، موضحا أن الانفجار وقع بينما كانت النساء يقرأن آيات قرآنية حول ضريح زوجته. وقال أحمد ضياء عبد الزاي المتحدث باسم حاكم الولاية “قتل سبع نساء وسبعة أطفال”، مشيرا إلى إصابة أربعة أشخاص آخرين في هذا الانفجار.
إلى ذلك، حث الرئيس الأفغاني حامد كرزاي حركة “طالبان” على وقف القتال لتحقيق الاستقرار في البلاد مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة في أبريل المقبل وانسحاب قوات الحلف الأطلسي. وطلب في نقد ظاهر لباكستان من عناصر طالبان أن يدافعوا عن بلدهم أفغانستان وليس عن الأجانب، وقال “أنتم تعملون لحساب آخرين والأسلحة الخارجية الموضوعة على أكتافكم تقتل أفغانا أبرياء.. كفوا عن ذلك، كونوا أفغانا”.
من جهة ثانية، أعلنت السويد أنها ستزيد مساعداتها لأفغانستان بحوالي 40% خلال الفترة الممتدة من 2015 ولغاية 2019. وقالت الحكومة في بيان “سيتم منح أفغانستان ما بين 4 و4,25 مليار كورون (ما بين 460 و490 مليون يورو) في الفترة الممتدة من 2015 ولغاية 2019، وبالمقارنة مع المستويات الحالية للمساعدات والبالغة 600 مليون كورون سنويا فهذا يعني أن الزيادة كبيرة”.
عدد اليوم
