الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حسان البلعاوي يقرأ بالفرنسية دور القطاع في الحركة الوطنية الفلسطينية

حسان البلعاوي يقرأ بالفرنسية دور القطاع في الحركة الوطنية الفلسطينية
25 فبراير 2009 23:59
أهدى الصحفي الفلسطيني حسان البلعاوي كتابه ''غزة: في كواليس الحركة الوطنية الفلسطينية'' كتابه الأول إلى ذكرى والده فتحي البلعاوي الذي عاش في غزة مطلع الخمسينات وشغل منصب نقيب المعلمين الفلسطينيين وتميز بكونه اطارا جماهيرياً ضم القوى السياسية الرئيسية في ذلك الحين: جماعة الاخوان المسلمين، الحزب الشيوعي الفلسطيني في القطاع، التيار القومي· وقد قادت نقابة المعلمين التحركات الجماهرية الكبرى ضد مشاريع توطين إسكان اللاجئين الفلسطينيين في صحراء سيناء· يتوزع الكتاب الذي صدر باللغة الفرنسية نهاية العام الماضي في باريس، والذي وقع في مائتي صفحة من القطع المتوسط وأصدرته دار نشر ''دونويل'' المرتبطة بمجموعة ''غاليمار'' الشهيرة ومن كبريات دور النشر الفرنسية، على تسعة فصول تبدأ من تاريخ غزة القديم منذ فترة الكنعانيين وصولا إلى أعتاب العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، وقد لاقى رواجا في أبرز المكتبات الفرنسية وتغطية إعلامية واسعة خصوصاً مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، وتعتزم دار النشر ترجمة الكتاب الى عدة لغات منها العربية· وقائع بلا سرد يتناول الكتاب الموقع الاستراتيجي الهام لغزة كمنطقة تواصل بين قارتي آسيا وأفريقيا لموقعها جنوب البحر الأبيض المتوسط، والتي قال عنها القائد الفرنسي نابليون بونابرت بأنها بوابة آسيا وجسر أفريقيا· كانت أول مركز اداري للكنعانيين في فلسطين، وقلعة متقدمة للفراعنة في مصر تصد الغزوات القادمة من آسيا، وغزة من أقدم مدن العالم كما أظهرت حملات تنقيب الآثار الاوروبية التي بدأت العام 1894 بفريق سويسري مرورا بالبعثات البريطانية خلال الانتداب البريطاني، وصولا للبعثات الفرنسية مع إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية والتي اشارت لوجود مدينة رومانية في مخيم الشاطئ· يستعرض الكتاب سريعا الحقبات التاريخية التي مرت بها غزة من فترة حكم الامبراطور الاسكندر المقدوني وقيام مدارس فلسفية وجامعة، مرورا بالحقبة المسيحية والتي تركت عدة كنائس وآثار تاريخية هامة ما زالت قائمة حتى اليوم، وانتهاء بالفتح الإسلامي الذي شيد مساجد غنية بالمستوى المعماري، ومنها مسجد السيد هاشم، جد رسول الله محمد ''صلى الله عليه واله وسلم'' والذي اعطى المدينة اسم غزة هاشم، وصولا لحقبة الحروب الصليبية أو حروب الفرنجة التي شهدت صلح الرملة بتوقيع القائد صلاح الدين الأيوبي مع ملك الفرنجة ريتشارد قلب الأسد· يستعرض الكتاب مرحلة النكبة وأثرها في التغير الجذري لغزة من زيادة سكانية تقدر بنحو 300% نتيجة لتدفق اللاجئين وما فرضه ذلك من وقائع جديدة، ووقائع عقد أول مجلس وطني فلسطيني برئاسة مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني مطلع اكتوبر 1948 في مدرسة الفلاح الذي اعتمد العلم الفلسطيني الحالي، كما دعم إنشاء حكومة عموم فلسطين كأول محاولة كيانية فلسطينية ونالت اعتراف الجامعة العربية انذاك، وكانت تصدر جواز سفر خاص بها ولديها وزراء ومبعوثون تجولوا في العالم لشرح القضية الفلسطينية بما في ذلك الجمعية العامة للامم المتحدة· تناول البلعاوي الأسباب التي جعلت من جماعة ''الإخوان المسلمين'' الأكثر تاثيراً في القطاع، والتي خرجت من رحمها الطلائع الأولى المؤسسة لحركة ''فتح''، كما تناول تأسيس رابطة الطلاب الفلسطينيين في القاهرة مطلع الخمسينات لتشكل إحدى الحاضنات الرئيسية لولادة الفكرة الوطنية الفلسطينية باسناد التحركات الجماهرية التي قادتها نقابة المعلمين كائتلاف بين تياري الاخوان المسلمين والحزب الشيوعي وعدد من الشخصيات المستقلة في افشال مخطط التوطين· كما استعرض مرحلة الاحتلال الإسرائيلي الأول للقطاع إثر العدوان الثلاثي على مصر العام 1956 مركزا على تجربة المقاومة الشعبية وعلى الرفض الشعبي لتدويل قطاع غزة طبقا لمشروع طرحة وزير الخارجية الكندي انذاك، متناولا بروز الشخصية الوطنية الفلسطينية ببعدها القومي ودعوة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر لتأسيس الاتحاد القومي ثم المجلس التشريعي العام 1962 وصولا لإنشاء منظمة التحرير الفلسطينية· المشروع الوطني قدم الكاتب قراءة لتطور المشروع الوطني الفلسطيني بقيادة حركة ''فتح'' عبر مراحل متعددة بدءا من معركة الكرامة 1968 مرورا بخروج المقاومة الفلسطينية من لبنان العام 1982 والذي دفع لعودة الثقل النضالي الفلسطيني للداخل المحتل واشتعال الانتفاضة الأولى من مخيم جباليا أواخر العام 1987 وما صاحب ذلك من ''هجوم السلام'' الفلسطيني والذي تجسد بدورة الاستقلال في المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر العام 1988 وصولا لحرب الخليج الثانية وما نتج عنها من مؤتمر مدريد للسلام قاد الى اتفاق اوسلو العام ·1993 ويقدم الكتاب قراءة للمعادلة الصعبة التي حكمت النظام الفلسطيني الوليد بمحاولة الانتقال من حركة تحرر وطني إلى بناء مؤسسات دولة في ظل تجربة فريدة من نوعها في تاريخ الشعوب الواقعة تحت الاحتلال تتمثل في إنجاز مهمتين في آن واحد: البناء واستكمال مهام التحرير· ويبرز الكاتب نهج ''المدرسة العرفاتية'' نسبة للرئيس الراحل ياسر عرفات في قيادة الشعب الفلسطيني الى بر الامان بكل الطرق والوسائل وضمن خيارات وآليات سياسية يصعب فهمها ضمن منطق معيار الإدارة الدولية· تناول الكتاب اندلاع الانتفاضة الثانية العام 2000 والتغير الجذري الذي فرضته، مرورا بحصار الرئيس ياسر عرفات واستشهاده وأثر ذلك على مجمل النظام الفلسطيني، ثم انتخاب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير محمود عباس رئيساً وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة وصولا الى فوز حركة حماس في انتخابات الدورة الثانية للمجلس التشريعي مطلع العام ·2006 شرح البلعاوي طبيعة وأسباب أول فوز للحركة الإسلامية في المشرق العربي وأبعاده مرورا بالتجربة القصيرة لحكومة الوحدة الوطنية، ثم الانقلاب العسكري لحماس على الشرعية الفلسطينية في غزة، تبع ذلك إعلان إسرائيل للقطاع ككيان معادي وصولا للمرحلة التي سبقت العدوان الاسرائيلي ثم توقعه كنتيجة للوضع القائم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©