شرف العين الكرة الإماراتية، وعاد من السعودية ببطاقة التأهل إلى «مربع ذهب دوري أبطال آسيا، بعد أن نجح بجدارة واستحقاق في التغلب على مضيفه اتحاد جدة، والفوز عليه بثلاثة أهداف مقابل هدف، في إياب ربع نهائي البطولة مساء أمس الأول ملعب «الشرائع» بمكة المكرمة، وسجل الثلاثية التاريخية، الغاني أسامواه جيان و«الموهوب» عمر عبدالرحمن و«البديل» إبراهيما دياكيه، بيمنا سجل إسماعيل أحمد بالخطأ في مرمى زميله الحارس خالد عيسى هدف «العميد» عندما حاول إبعاد التسديدة التي لعبها البرازيلي ماركينو أمام المرمى.
وجرت المواجهة في غياب تام لجماهير الفريقين، بعد القرار الذي أصدرته لجنة الانضباط بالاتحاد الآسيوي في مايو الماضي، والذي قضى على حرمان جماهير الاتحاد من حضورهم لقاء الإياب، عقب أعمال الشعب المتكررة التي قامت بها في مباريات دور المجموعات والأدوار التالية من المنافسة، وآخرها في مباراة ربع النهائي أمام الشباب السعودي، وانسحب القرار أيضاً على جماهير العين بدون سبب واضح ، وربما جاء ذلك بسبب خوف الاتحاد الآسيوي من تسلل جماهير «الاتي» إلى مدرجات الملعب، من خلال البوابات المخصصة لدخول جماهير«الأمة العيناوية».
وكان «الزعيم» تفوق أيضاً على منافسه في لقاء الذهاب الذي شهده ستاد هزاع بن زايد بمدينة العين يوم الثلاثاء الماضي، بالفوز عليه بهدفي إسماعيل أحمد وأسامواه جيان، ويأتي اللقاء الأول في مرحلة نصف النهائي، بعد أربعة أيام فقط من مباراة كأس السوبر التي تجمع العين بطل كأس صاحب السمو رئيس الدولة، والأهلي بطل دوري الخليج العربي.
ومن المقرر أن يلتقي العين منافسه الهلال السعودي في نصف نهائي البطولة، بعد أن تأهل «زعيم» الكرة السعودية أيضاً إلى دور الأربعة إثر تغلبه على السد القطري ذهاباً بالرياض بهدف سلمان الفرج، وتعادله معه سلبياً أمس الأول، ويستضيف الهلال فريق العين في الذهاب 16 سبتمبر المقبل بالرياض ويحل عليه ضيفاً في لقاء الإياب الذي يشهده ملعب هزاع بن زايد 30 من الشهر نفسه.
ولم يخيب العين ظن جماهيره به بعد أن قدم عرضاً فنياً متميزاً في مواجهة أمس الأول أمام الفريق المضيف أكد به علو كعبه على الاتحاد السعودي الذي لم يظهر بالمستوى المتوقع، وجاء أداؤه بعيداً عن مستواه المعروف، ومخالفاً تماماً لما سبق المباراة من إرهاصات وتصريحات نارية من مسؤولي ومدرب الفريق ولاعبيه وجماهيره، أشارت إلى جاهزية فريقهم بتخطي عقبة العين والفوز عليه بجدارة وحصد بطاقة التأهل، ولكن لاعبيه خيبوا ظن جماهيرهم، وظهروا بمستوى متواضع للغاية، خاصة الخط الخلفي الذي برزت من خلاله جملة من الثغرات، كان من الممكن أن يستثمرها العين ويرفع بها غلته من الأهداف، ولكن لاعبيه أضاعوها بسبب التسرع وعدم التركيز، وأبرز الفرص الضائعة من نصيب الفرنسي كيمبو إيكوكو وأحمد برمان وعمر عبدالرحمن الذين فشلوا في التسجيل، رغم أن المرمى كان مفتوحاً أمامهم في الحالات الثلاث، ونجح العين بعدها في التفوق الواضح على الاتحاد، رغم تسجيله هدف السبق بـ «نيران صديقة»، ليعود بعدها «الزعيم» للعب بأريحية، وتسجيله هدف التعادل، ليشدد بعدها من قبضته على مجريات اللعب ليضيف في الشوط الثاني هدفين قضى بهما على كل أحلام وآمال الفريق السعودي.
ومن ناحيته، عبر الكرواتي زلاتكو داليتش مدرب العين عن سعادته البالغة بالوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا، وتأكيد التفوق الذي حققه في الذهاب بثنائية نظيفة، مؤكداً أهمية الفوز الذي تحقق بمجهود جميع اللاعبين على أرضية الملعب واصفاً إياهم بالأبطال.
وقال: «أشكر الفريقين على هذه المباراة الممتعة، بعد أن قدم اللاعبون مستوى فنياً متميزاً، أكدوا به على التنافس الكروي المحتدم بين الطرفين، دون النظر إلى حسابات التأهل والخروج ومن دون تحفظ من الفريقين.
وأشار المدرب إلى أن العين جاء إلى السعودية لتحقيق الفوز، وتأكيد التفوق وهو ما حدث بالضبط في المباراة، رغم الهجمات الاتحادية الخطيرة والمباغتة على المرمى العيناوي، خاصة تلك التي شهدها الشوط الثاني، كما أن هجمات الفريق المضيف، رغم ندرتها في الشوط الأولى، تسببت في تسجيله هدف السبق بخطأ دفاعي، غير أن نتيجة التأخر بهدف لم تزعزع ثقة الفريق بنفسه، ليبادر بعدها مباشرة بتسجيله هدف التعادل عن طريق أسامواه جيان ومن ثم التقدم بالهدف الثاني لعمر عبدالرحمن، وتأمين النتيجة والفوز بالهدف الثالث الذي حمل توقيع إبراهيما دياكيه.
وأضاف: «أضعنا العديد من الفرص في الشوط الأول، وهي فرص حقيقية للتسجيل، وتمكنا من أختراق الدفاعات الاتحادية في أكثر من مرة ليضيع المهاجمون ثلاث فرص متتالية، كانت كفيلة بإنهاء اللقاء في الشوط الأول، وبعد تقدم «العميد» بهدف لم يخيب اللاعبون ظني بهم وثقتي الكاملة فيهم، حيث نجحوا في إعادة المباراة مرة أخرى إلى نقطة الصفر بتسجيلهم هدف التعادل، وحاول الاتحاد بطبيعة الحال، وكما هو متوقع الهجوم منذ البداية، وحتى بعد التأخر بهدفين، غير أن الهدف الثالث أعلن تأهل «الزعيم» رسمياً، وتوقف أحلام الاتحاد في بلوغ نصف النهائي .
وحول تفضيله للتدريب في مدينة جدة، بدلاً من ملعب المباراة كما حدث في التدريب الأخير، قال: «مهمتي هي تقييم حالة اللاعبين، والمحافظة على تركيزهم وطاقتهم، وهو ما رأيته ضرورياً بعدم الذهاب إلى ملعب المباراة الذي يبعد قرابة الساعتين عن فندق البعثة، وشخصياً لا أعطي التدريب الأخير أي أهمية، لأننا قادمون من العين بكامل جاهزيتنا الفنية والبدنية والمعنوية، وعادة الهدف من التدريب الأخير، التعود على أرضية الملعب والجو، إلا أن اللاعبين خاضوا من قبل مباراة على ملعب «الشرائع» قبل أشهر عدة، مما يعني أنهم يعلى دراية تامة بالملعب وأرضيته، وكذلك فإن عامل الجو لا يفرق بين جدة ومكة، وأخيراً فإنني فضلت إراحة اللاعبين وإعفاءهم من إرهاق المسافة الطويلة الذي يصيبهم في حالة التوجه إلى ملعب المباراة والعودة مرة أخرى إلى الفندق، ومن ثم الذهاب في اليوم الآخر إلى الملعب لخوض المباراة في أقل من 24 ساعة، وهو الأمر الذي يؤثر كثيراً على مردود اللاعبين داخل الملعب.
وعن التأهل إلى نصف النهائي ومواجهة الهلال، قال زلاتكو: إنني في غاية السعادة للوصول إلى هذه المرحلة والوجود ضمن صفوة الفرق الأربعة الكبار في القارة الآسيوية، وهو أمر يعطي اللاعبين دفعة معنوية كبيرة لتقديم الأفضل في المواجهات القادمة، من أجل التقدم بشكل أكبر ومواصلة مشوار النجاح في البطولة، والهدف الحقيقي هو الوجود في النهائي، وتحقيق اللقب للمرة الثانية في تاريخ نادي العين وليس التأهل في نصف النهائي فقط.
وأضاف: «في هذا الدور سنواجه الهلال السعودي، وهو أحد أقوى الفرق في هذه البطولة، وأنا سعيد لمقابلة فريقي السابق الهلال، بعد أن دربته سابقاً، ولهذا ستكون مواجهة ممتعة وقوية بين الفريقين، وأنا في قمة التفاؤل باللعب في السعودية، حيث بدأت فيها مسيرتي بمنطقة الخليج، وكذلك مسيرتي مع العين، كانت بدايتها بالسعودية في أول مباراة واجهنا فيها الاتحاد في دور المجموعات ونسعى لترجيح كفتنا في المباراة المقبلة والخروج منها بنتيجة إيجابية وتحقيق الهدف المرسوم والمنتظر».
عدد اليوم
