الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الأزمات والطوارئ ثقافة = حياة

الأزمات والطوارئ ثقافة = حياة
23 فبراير 2016 02:46
ناصر الجابري (أبوظبي) كثيرة هي الأوقات التي يُجبر فيها الإنسان على التعامل مع اللحظات الطارئة، في تلك اللحظات فعل بسيط قد ينقذ حياة الإنسان كاتقان الإسعافات الأولية، وحسن التعامل مع أجراس الإنذارات، أو التوصل إلى أفضل السبل لمواجهة الأزمات، فهل لدينا ثقافة تؤهلنا للتعامل الصحيح في أوقات الطوارئ والأزمات بحيث نتجاوز حالات الهلع، والخوف، والصدمة إلى فعل إيجابي؟ يرى كثيرون أن فن التعامل مع اللحظة «يحتاج إلى توعية، ودورات إرشادية توجه نحو التعامل الأمثل في أوقات الخطر الحرجة، وهذا بالفعل ما تقوم به الجهات المختصة التي تعمل على تنظيم الدورات، والندوات حول الموضوع، بينما يتحدث آخرون عن عدم كفايتها، وأهمية إدراجها في مساقات التعليم بمراحله الأساسية، والعُليا. «الاتحاد» قامت بالتقرب عن كثب حول مستويات الجاهزية للموظفين، والأشخاص على حد سواء في التجاوب بإيجابية مع كل الظروف، ومدى تهيؤ المجتمع لآليات التعامل. في البداية، قال الدكتور جمال محمد الحوسني مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الأزمات والكوارث «تمكَّنت الهيئة بعد مرور 8 سنوات على إنشائها، من تبوء مكانة رائدة وملموسة ومهمة على الساحتين المحلّية والخارجية، من خلال التعامل المؤثّر مع الأحداث على المستوى الوطني، والتي استلزمت الاهتمام والتنسيق والمتابعة من أجل الخروج منها بسلام وبأقلّ قدر ممكن من الأضرار. ونقوم بتطبيق أفضل المعايير والممارسات العالمية، وذلك من خلال دعم الوزارات والهيئات بإنشاء عدد من مراكز العمليات على درجة عالية من الاستعداد والجهوزية، وفي مختلف الجهات المدنية، سواء على المستوى المحلّي أو الاتحادي». وأضاف: «تهدف الهيئة إلى تحقيق سياسة الدولة فيما يخص الإجراءات اللازمة لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وتعتبر الهيئة الجهة الوطنية الرئيسة المسؤولة عن تنسيق ووضع المعايير والأنظمة واللوائح المتعلقة بإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، ووضع خطة وطنية موحدة للاستجابة لحالات الطوارئ، ومن هنا يقع على عاتقها تطوير وتوحيد إدامة القوانين والسياسات والإجراءات المتعلقة بإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث على المستوى الوطني. وتقوم الهيئة بالإشراف على تطوير قدرات الاستجابة من خلال اقتراح وتنسيق البرامج بين الجهات المعنية على المستويين المحلي والوطني، وتحديثها بشكل دوري، إضافة إلى المشاركة في إعداد سجل المخاطر والتهديدات على المستويين الوطني والمحلي، وتحديثه بشكل دوري بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية». وأشار إلى أن الهيئة تحرص على إيصال المعلومات المتعلقة بحالات الطوارئ أولاً بأول، وقد نفّذت العام الماضي، سلسلة من الأنشطة، في إطار مهامها واختصاصاتها، ففي سياق مواكبتها لتوجُّه الدولة في التحوّل إلى «الحكومة الذكية»، دشَّنت «الهيئة» تطبيقاً خاصاً على الأجهزة الذكية، بهدف تمكين شريحة واسعة من الجمهور من الوصول الفوري والفعّال، عبر أجهزتها الذكية، إلى المحتوى الخاص بـ «الهيئة»، والحصول على كل المعلومات والخدمات التي تقدِّمها، من برامج توعية ورسائل تحذير وتنبيه، دأبت على إطلاقها وتعميمها، لتجنّب المخاطر التي قد يتعرّض لها المجتمع والأفراد، عبر أحدث وسائل الاتصال الداعمة للوسائط المتعدّدة، فضلاً عن أخبار الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها «الهيئة». خطة تدريب سنوية وأكد أنه تم تصميم وتنفيذ خطة تدريب سنوية تخصصية في ادارة الطوارئ والأزمات والكوارث تلبي احتياجات موظفي كل من الهيئة والجهات المعنية، وبلغ إجمالي عدد الموظفين الذين شاركوا في الدورات التخصصية 1186 مشاركاً في 53 دورة تدريبية متخصصة شملت مواضيع مختلفة منها: دورة عن الاستجابة للطوارئ والأزمات والكوارث، ودورة الإدارة المتكاملة للطوارئ والأزمات، ودورة إعداد خطة واستراتيجية استمرارية الأعمال، وإدارة وتقييم المخاطر الخاصة بالطوارئ والأزمات والكوارث، بالإضافة الى إعداد التمارين والتدقيق على برنامج إدارة استمرارية الأعمال، وغيرها. إضافة إلى ذلك، تمَّ إعداد «معيار استمرارية الأعمال»، الذي يُعَدّ الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، والأول باللغة العربية، وقد تمّ اعتماده من جانب حكومة أبوظبي والحكومة الاتحادية. وهو نظام يهتمّ برفع مستوى أداء المؤسسات والشركات، في حال تعرّض مهام أيّ منها لتوقف الوظائف الحيوية لها. وتمّ إصدار «المعيار» بناء على الحاجة لضمان استمرارية الأعمال للخدمات الأساسية في المؤسسات، ما يساعد على استقرار الدولة، ومقدرتها على التعافي أثناء وفي أعقاب حدوث أيّ طارئ، إلى أن يعود الوضع إلى طبيعته. وأعلن إطلاقِ مبادرة «التطوّعُ واجبٌ وطني»، البرنامج الوطني التطوّعي لحالات الطوارئ والأزمات والكوارث، وذلك تحصيناً للمجتمع، عبر الاستمرار في نثر بذور التكافل والتضامن بين أبنائه، من مواطنين ومُقيمين على أن يضمّ في مرحلته الأولى ثلاثة آلاف متطوِّع. إطلاق مبادرة «جاهز» وكشف «للاتحاد» عن عزم «الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث» إطلاق مبادرة وطنية توعوية بعنوان: «جاهز... لمواجهة الكوارث والأزمات في المؤسسات التعليمية»، تستمر لمدة سنتين (2016 – 2017)، وتأتي ضمن مبادرة نشر ثقافة مواجهة الطوارئ والأزمات والكوارث في جميع المؤسسات التعليمية والمجتمعية. وتستهدف المبادرة ترسيخ ثقافة التعامل السليم مع حالات الطوارئ والأزمات والكوارث، لدى المنتسبين إلى المؤسسات التعليمية، من طلاب وهيئات تدريسية وإدارية، والنهوض بجيل واعٍ ومدرك لثقافة مواجهة الأزمات والكوارث، وذلك عبر شرح الخطوات والإجراءات الصحيحة المتوجَّب اتباعها في مثل هذه الحالات، حفاظاً على الأرواح والممتلكات والمكتسبات. وأشار إلى أن الهيئة تحرص على تحديد البرامج التدريبية التخصصية الملائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة والمعتمدة لدى أشهر مؤسسات الاعتماد المهني مثل «سيتي أند جيلدز»، إضافة إلى إمكانية تحويل الساعات التدريبية لساعات أكاديمية لدى بعض الجامعات العالمية ما يمنح مواطني دولة الإمارات ميزة إضافية في المسارين المهني والأكاديمي في إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث. 35 ألف بلاغ بإمارة أبوظبي من جهته، أفاد العقيد زايد الهاجري نائب مدير إدارة الطوارئ والسلامة العامة التابعة للإدارة العامة للعمليات المركزية بشرطة أبوظبي، بأن إسعاف شرطة أبوظبي تعاملت مع 35 ألفاً و478 بلاغاً العام الماضي على مستوى إمارة أبوظبي. وأضاف: «الإدارة تحرص على تقديم أفضل خدمات الإسعاف، والإنقاذ على مستوى الإمارة، وتأمين احتياجات الجمهور، والاستجابة بسرعة مطلقة للبلاغات لإسعاف المصابين، وإنقاذ حياتهم، موضحاً أنها ملتزمة باستقطاب الخبرات، والاستعانة بها لتطوير الطاقم، والتعامل مع أعرق الدول في مجال الإنقاذ، وتنافس الخبرات العالمية، بالإضافة إلى إدخال أحدث الوسائل، والتقنيات، وسيارات الإسعاف من أجل رعاية صحية متميزة للمجتمع». وذكر أن عدد الدورات التدريبية بلغت 355 دورة منها لمنتسبي الإدارة، وجهات خارجية، ويتولى قسم التدريب تنفيذ الدورات، والمحاضرات، وورش التوعية ليبلغ عدد المستفيدين من التوعية 96 ألفاً و291 شخصاً، مشيراً إلى أنها تتضمن موضوعات مختلفة منها كيفية معالجة الحالات المرضية الطارئة مثل الذبحة الصدرية، ومضاعفات الأمراض المزمنة، وبعض الحوادث التي يتعرض لها الأطفال في المنازل مثل الجروح البسيطة والاختناقات، وارتفاع درجات الحرارة، وابتلاع المواد الصلبة، وغيرها. وبين العقيد الهاجري أن التوعية من خلال ورش العمل والمعارض والمحاضرات والزيارات والبرشورات والمطويات التي تتضمن نصائح وإرشادات في الإسعافات الأولية والسلامة العامة تسهم في تعريف الجمهور بطرق الوقاية والحفاظ على سلامتهم والآخرين. إنقاذ حياة من جهتها، تقول شريفة البلوشي قائدة البرنامج التطوعي «ساند» التابع لمؤسسة الإمارات لتنمية الشباب: ما دفعني إلى تعلم مهارات التعامل مع الطوارئ هو حبي الشديد للتطوع، وشغفي بمعرفة كل ما يحيط به، لما له من آثار إيجابية تخدم المجتمع، وبالتالي وجدت في هذا المجال رسالة إنسانية، وهدفاً نبيلاً وددتُ تحقيقه. وأضافت: «تعرفت على البرنامج التطوعي «ساند»عن طريق إعلان نشر في عملي عن طريق دائرة التنمية الاقتصادية، ومنذ اللحظة الأولى لالتحاقي بالبرنامج، تعلمت العديد من المهارات مثل الطريقة المثلى لمعالجة الآخرين، وكيفية التصرف بإتقان في اللحظات الصعبة، كما صقل مهاراتي الشخصية في التعامل مع الأزمات، والحوادث»، مشيرة إلى أن معرفتها بالتصرف وقت الأزمات قبل دخول ساند كان اجتهاداً شخصياً غير منظم. وتروي البلوشي أحد المواقف التي نالت عليها تكريماً من أعلى المستويات، وتقول: «كنت في الطريق السابعة صباحاً حين رأيت تدهور سيارة من أعلى جبل، مشهد سقوط الرجل من تلك السيارة جعل من المحال أن أبقى في مركبتي، فتحركت باتجاه موقع الحادث على عجل». وأوضحت: «بخلاف إصابة الرجل البليغة كان في حال من الصدمة الشديدة، وبرغم عدم وجود معدات الإسعافات الأولية بصحبتي فإنني فكرت في حل سريع ينقذ المصاب، كما توجهت إلى المصاب الآخر، والذي كان في حالة بليغة أيضاً، ووضعته على وضعية الإفاقة، كما استعنت برداءات بعض الشباب الموجودين في المكان لإسعاف المصابين الذين بلغ عددهم أربعة، فقمت بربط أحد المصابين لإيقاف النزيف لحين وصول سيارة الإسعاف التي جاءت للمكان». وتحكي عن قيامها بزيارة للمصابين الأربعة في اليوم التالي، أحدهم فارق الحياة، والآخر في الغيبوبة، بينما كان المصابون الآخرون في حال من الشكر، والامتنان الشديد، والسعادة لشجاعة شريفة التي أثمرت عن نجاحها في إنقاذهما، مما شكل ثناؤهما تشجيعاً، ودافعاً للاستمرار في مجال إنقاذ الناس، وتعليم الآخرين أبرز المهارات في مجال الإسعاف. وتابعت: «تم منح كل متطوع متدرب في المستوى الرابع حقيبة مجهزة للإسعافات الأولية، وهي بادرة ليست مستغربة على قيادتنا الرشيدة التي أثنت على عملي، وتقوم دوما بدعم كل المتطوعين في كل المجالات، وجميع من يقيم في الدولة». الوعي بالإسعافات الأولية وحول الوعي العام بالإسعافات الأولية، أشارت البلوشي إلى أن الوعي جيد، لكن العمل يجري على رفع الثقافة العامة بأمور التعامل مع حالات الطوارئ، والأزمات عن طريق برنامج ساند، فالبرنامج يهدف إلى نشر هذه الثقافة للوصول إلى المستويات المرضية، موضحة أن ساند لا يكتفي بتدريب البالغين، بل توجد برامج مثل «سلامة الطفل» الذي يقوم على تدريب الأطفال حول المساعدات الأولية الطارئة بهدف غرس هذه الثقافة. ورداً حول تعذر البعض بقلة الوقت، أو بعدم أهمية تعلم الإسعافات الأولية، قالت البلوشي «يجب على كل فرد ألا يكتفي بالعلم في إطار تخصصه، بل إن يوسع مدارك فكره لتشمل كل المجالات، وساند يوفر التدريبات الصباحية، والمسائية، ويشكل رافداً للأعمال، ومهارات الأشخاص لا نقيض لها». الاختصاص ولكن ماذا عن البقية؟ هل لدى الآخرين من الإمكانات، والقدرات ما يجعلهم قادرين على التصرف الأمثل في حالات الطوارئ، وهل هناك الحد الكافي من الوعي العام؟ ترى عائشة أحمد- وهي طالبة جامعية- أنه من المهم التنبه إلى ضرورة عدم مساعدة الآخرين في حال عدم الاختصاص، فمحاولات البعض قد تسبب كوارث غير كارثة الإصابة. وتضيف: «من المهم التفريق بين المشاعر الإنسانية التي تفرض الوقوف مع الآخرين، ومساندتهم في وقت المصاعب، والجانب الذي يفرض الحرص على ترك الموضوع لأهل الخبرة، والاختصاص، فالخطأ البسيط في اللحظات الطارئة قد ينجم عنه خطر لا يحمد عقباه، وطغيان الوازع الداخلي على المنطق يجب ألا يكون على حساب صحة الآخرين. وتابعت «شخصيا أمتلك معلومات عامة عن كيفية الإسعافات الأولية، والتصرف في أوقات الحرائق، معتمدة على القراءة، واللوحات الإرشادية في المستشفيات، ولكن لم ألتحق بدورة تدريبية حول الموضوع نظراً لعدم وجود الوقت الكافي، مشيرة إلى أن الوعي المجتمعي بموضوع التصرف في حالات الأزمات كافٍ، وهناك تجارب الإخلاء السريع، وأعتقد أننا في مرحلة مرضية جداً من الثقافة بالموضوع. وتختلف عائشة أحمد مع من يرى بضرورة تدريس الإسعافات الأولية في المناهج الدراسية كمادة أو مساق جامعي، فهي ترى أنه لا حاجة لذلك فعدد سيارات الإسعاف يكفي، كما أن وجود الإعلانات المذكرة بالموضوع يفي بالغرض. وتضيف «البعض يقول إن هناك من يتعامل بسخرية مع إنذارات الحريق، ولكن ما أراه هو الجدية الكاملة، سواء في التعامل مع الإنذارات الوهمية، أو الحقيقية، والدليل النجاح التام لتجارب الحرائق، والتعامل الصحيح مع كل الحالات بكل سهولة، ويسر مما يدلل على قدرة العامة على التصرف». تحوّل موقف ويتفق فيصل الزعابي مع وفاء أن الحل يكمن في تخصيص مساق دراسي لكل طلاب الجامعات يتناول كل النقاط المتعلقة بمهارات الإسعافات الأولية، ويقول «لا أمتلك المهارات اللازمة، ولا العلم الكافي الذي يجعلني مؤهلاً لمساعدة الآخرين في الحالات الصعبة، وفي مشواري الدراسي لم يتحدث أحد عن أهمية الموضوع، ولم تخصص له دروس، أو محاضرات، وبالتالي فاللوم يقع على المدارس التي عليها تعليم الطلبة عن أهمية هذه المواقف». ما دفع الزعابي لاحقاً إلى القراءة حول الإسعاف السريع للأشخاص، هو موقف حدث له خلال المرحلة الجامعية، فصديق له أصيب بإغماءة مفاجئة، جعلت الزعابي يتقدم باتجاه صديقه ليتأكد من حالته، وليقدم له ما يستطيع، يبرر ذلك بالقول: «ما قمت به ربما يعتبر تصرفاً خاطئاً، ولا أعلم إن كان ذلك مفيداً لصحته من عدمها، ولكن كثيراً ما تدفعنا الظروف إلى تقديم المساعدة، وهذا الموقف غير وجهة نظري عن الموضوع، فما رأيته كان درساً لأهمية تعلم الإسعافات. وأضاف «صحيح أن هناك من يتعامل مع تعلم المهارات الإسعافية بشكل ساخر، وذلك يعود لأنه لم يتعرض لموقف أمامه يسبب له الشعور بالعجز أمام الحالات الطارئة لوجود منظومة طبية تسارع في مساعدة الحالات العاجلة، مشدداً على أن دقيقة واحدة من التعامل المرن مع حالات الطوارئ كفيلة بإنعاش الحياة مرة أخرى». إجراءات السلامة أما حمد الهنائي، فمعرفته بالمهارات الإسعافية، والثقافة العامة حول الطوارئ، كما يقول، ضعيفة جدا، فهي تقتصر على بعض الحالات التي سمع عن إنقاذها بشكل عاجل، مؤكداً أنه ينوي الالتحاق بأحد الدورات للحصول على شهادة تؤهله لمساعدة الآخرين بعد أن رأى عدة حالات أمامه لم يتمكن فيها من تقديم العون. ضرورة تخصيص مواد دراسية حول التعامل مع الطوارئ تري وفاء أحمد أن الحل الذي يضمن الوصول إلى أعلى مستويات الوعي بحسن التعامل خلال أوقات الطوارئ والأزمات يكمن في تخصيص مواد دراسية متصلة بالإسعافات الأولية، وأساليب التعامل مع الحالات الطارئة، فالحملات التوعوية، والتجارب الوهمية لم تفلح في الوصول إلى المستوى المطلوب، نظراً لتعامل الكثيرين مع هذه التجارب بسخرية، وقلة مبالاة برغم اهتمام الإدارات بإجرائها. وأوضحت «التأسيس يكمن في تعليم الناشئة حول الموضوع، لا أن يتم تدريب الطلاب في المرحلة الثانوية فقط، والاكتفاء بذلك، ومن وحي تجربتي في كوريا شاهدت تعامل الناس مع المواقف الطارئة عبر الهدوء، والالتزام بالتعليمات، والمسارات الصحيحة التي تضمن الانسيابية في العبور، وذلك يعود لنمط الثقافة الموجود في المنطقة، والحرص على القراءة». وتحكي وفاء عن موقف تعرضت له شخصياً في أحد المراكز التجارية، فبمجرد قرع جرس إنذار الحريق أصيب الناس بالخوف، والهلع، وهذا يوضح وجود نقص في مدى إدراكهم بالتعامل الأمثل، إلا أنها أشارت إلى تمكنها من تفادي الموضوع بهدوء، نظراً لإلمامها الكافي حوله، فهي تحرص على القراءة، والاطلاع رغم عدم التحاقها بأي دورة تدريبية حول الموضوع. وأضافت «أعتقد أن مستوى الوعي لدينا يصل إلى 30%، ولكن أرى أن هناك نسبة جيدة تعرف كيفية إسعاف الحالات البسيطة، وأرى أن تعلم أساسيات التعامل مع الحالات الطارئة يحتاج إلى الإرادة، والرغبة أولا، ومن ثم تثقيف النفس، وصقلها بالمهارات اللازمة». وتابعت «علينا الإدراك أولاً أن بعض الحالات الخطيرة غير قابلة للإسعاف الأولي، فمهما بلغت خلفية الإنسان، ومدى مهارته، إلا أن ذوي الاختصاص هم الأولى، وحدثت مواقف تمت فيها مساءلة المسعف بسبب أن مساعدتهم تسببت بأزمات أكثر خطورة، فمن الأفضل البُعد عن المساعدة في غير موضعها». 16200 متطوع في برنامج «ساند» للاستجابة في حالات الطوارئ يبلغ عدد المتطوعين في البرنامج الوطني التطوعي للاستجابة في حالات الطوارئ «ساند» 16200 متطوعا، وقالت ميثاء الشامسي نائب الرئيس التنفيذي في مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب خلال حوار سابق مع «الاتحاد»، إن عام 2016 سيشهد تركيزاً بشكل خاص على برنامج «ساند»، مضيفة أننا نحن الآن في عالم يعاني تكاثر الأزمات، وعلى المجتمع أن يكون مهيأ، ومستعداً للتعامل مع كافة الأوقات والظروف، ولذلك بحكم ما يجري حولنا في العالم من أحداث، وسنبحث في كيفية غرس ثقافة التصرف في أوقات الطوارئ في المجتمع الإماراتي، وسنعمل على زيادة أعداد المتطوعين فيه، بالتوازي مع تحسين الجودة عبر التدريبات، وتوقيع الشراكات مع الجهات المعنية لتشكيل منظومة تنجز في الوقت المطلوب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©