الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بازار مدرسي» يؤهل الطالبات للانخراط في سوق العمل

«بازار مدرسي» يؤهل الطالبات للانخراط في سوق العمل
25 يناير 2014 22:10
أزهار البياتي (دبي) - وقفت كل من حمده وشهد ومريم ذوات الـ 16 ربيعاً، بكل رشاقة وثقة خلف مشروعهن الصغير، ترتسم على ملامحهن أمارات الترحيب والحبور، وعيونهن تبتسم لجمهور الحاضرين، يستعرضن عبره مهاراتهن اليدوية، وبراعم ما يمتلكنه من موهبة وإبداع في فن الخياطة والتطريز، عكستها منتجات فنية جميلة صنعتها أياديهن الفتية، تحت مظلة «البازار السنوي الرابع» لمدرسة واسط النموذجية للتعليم الثانوي في الشارقة. «أصالة، قيادة، عطاء» تحت شعار هادف جسد معاني لمفردات «أصالة، قيادة، عطاء»، رفعته المدرسة صرحاً علمياً ملأه الأمل والطموح، ليزخر بتصميم وعزم مجموعة من الطالبات الواعدات، انخرطن جميعاً بسوق شعبي من نوع خاص، كانت بطلالته المواهب الغضة لفتيات متميّزات، قدّمن أنفسهن بشكل حضاري، جديد، وواثق، مستعرضات جملة من الأفكار، والفنون، والمهارات، وفي مختلف الحقول والمجالات. وتشير إلى هذا المعنى مديرة المدرسة والمشرفة على مراحل المشروع ليلى القصير، لتقول: «للسنة الرابعة على التوالي نحتضن من خلال مدرستنا الجميلة هذا البازار الممّيز، والذي يعد مشروعاً طلابياً متكاملاً، صمم ليبرز المواهب الطليعية الشابة من البنات، فيؤطر جزءاً من أفكارهن، إبداعهن، وطموحهن في غد واعد، محتضنا كل تلميذة في المرحلة الثانوية تتقدم بمبادرة أو فكرة أو مشروع تجاري من المشاريع الصغيرة، بحيث يتم استثمار هذه الطاقات الكامنة في الجيل الجديد، ليتعلم دروساً وقيماً في فضل العمل والإنتاج والتنمية، فيساهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني، ويأخذ دوره المنوط به في رسم آفاق المستقبل». تعزيز الهوية الوطنية وتعبر مريم إبراهيم إحدى المدرسات المشرفات على البازار، عن سعادتها بنجاحه، موضحة: «هي تجربة رائدة لطالبات الثانوية، تنسجم مع مبادئنا التربوية ونظرتنا المتقدمة في تطوير المواهب الشابة، فيها تعزيز للهوية الوطنية، وتأطير للعلاقات الإنسانية والاجتماعية بين التلميذات، وتنطوي بلا شك على جملة من الأهداف والفوائد التي تصب في صميم مصلحة فتياتنا الطموحات، حيث إنها تعزز فيهن مبادئ حب العمل والاعتماد على الذات، كما تدعم لديهن معاني الثقة بالنفس والشعور بالمسؤولية وتحمل الأعباء، وهي تمنحهن أيضا فرصا سانحة للتطوير، الابتكار، والحلم، بحيث نهيئ لهن وعبر هذا المشروع المدرسي الرائد، البيئة الحاضنة والمناخ المناسب الذي يترجم مشاريعهن الصغيرة ويحييها على أرض الواقع، لترى النور وتتنفس بوادر العطاء والنجاح». ومن خلال خمسين مشروعا صغيرا وبمساهمة فعالة لما يربو على الـ300 تلميذة، توسدت أكشاكهن الخشبية ساحة المدرسة، فقد تمكنت الدورة الرابعة «للبازار السنوي» من رسم ملامح أفكار العديد من الطالبات، وطرح رؤى طامحة لمختلف المشاركات، من اللواتي عملن بروح الفريق، معتمدات على مهارتهن الشخصية وقدراتهن الذاتية، ليقتحمن سوق العمل ويمتهن عالم الأعمال والتجارة، عبر سوق شعبي متطور ومنوع، أشرفت على تنظيمه مجموعة من المدرسات التابعات لمدرسة واسط، من المتخصصات في المواد الاجتماعية وتقنية المعلومات، متقاسمات المهام وموزعات فيما بينهن الأدوار، لتأخذ كل واحدة منهن على عاتقها مسؤولية جزء من «البازار»، وتشرف على مراحل عمله وارتقائه حتى نهاية المشروع. مبادرة طموح من جهة أخرى، ثمن العديد من أولياء الأمور قيمة هذه المبادرة الطموح، مثنين على جهود كل القائمين على احتضانها ونجاحها من إدارتي المدرسة والمنطقة التعليمية، وتنوه لهذا الأمر ولية الأمر نوال محمد، قائلة: «أعجبتني فكرة سوق الطالبات هذا، وبصفتي أماً لتلميذة في المرحلة الثانوية، فأنا أريد لابنتي أن تتعلم مهارات مختلفة إلى جانب الدراسة والتعليم، وأن تكتسب العديد من الخبرات، أتمنى لها أن تثق أكثر بإمكانياتها وتكسر حواجز التردد والخجل، وأن تختبر تجارب جديدة وتتعرف بمزيد من الوجوه وتوثّق الكثير من الصداقات، ومن وجهة نظري، فإن مثل هذه المشاريع لا تقتصر على تعليم النشء أمور البيع والتجارة فقط، بل تتعداها لتبث فيهم طاقة العمل وروح المبادرة، مع متعة الانفتاح على الآخرين من خلال الاختلاط وتوطيد العلاقات، كما أن لها دوراً في غرس سلوكيات تربوية سليمة، وتقويم أخرى سلبية، ولذا يجب أن تعمم هذه الفكرة على بقية المدارس والمؤسسات التعليمية، نظراً لما تحققه من مكتسبات ونتائج طيبة، وما تزرعه في نفوس أبنائنا وبناتنا من سمات القيادة والتعاون والعطاء». أجواء ممتعة للطالبات تصف الطالبة مروة الرئيسي، في المرحلة الـ 11، تجربتها مع السوق، معبرة عن غبطتها بما حققته من ربح ونجاح، فتقول: «عملت مع بقية زميلاتي الأربع كفريق، وتقدمنا معا بفكرة ألمعية لمشروعنا اللافت، لنختار له صفا من صفوف المدرسة ونغلف جدرانه وسقفه بالكامل بأكياس القمامة البلاستيكية السوداء، ونزخرفها بنقشات وديكورات فسفورية مضيئة، مقدمات من خلال هذه الأجواء المعتمة منتجات متنوعة من الأكسسوارات والأعمال اليدوية المشعة بالألوان، مع ركن خاص بالمشروبات والعصائر المثلجة، فنستضيف عبره زوار معرضنا الصغير وبأسلوب مثير ومبتكر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©