تشهد الولايات المتحدة الآن جدلاً محتدماً حول مزايا وسلبيات الصفقة النووية مع إيران التي تم التوصل إليها في الشهر الماضي، إلا أن هذا الجدل لم يعد يقتصر عليها وحدها، ففي إيران أيضاً، يدور جدل مماثل حول الاتفاقية التي تم التوصل إليها في فيينا مع الولايات المتحدة والدول الخمس الكبرى. وفي بعض الحالات، تلقى الصفقة رفضاً مشابهاً لذلك الذي تواجهه في أميركا. ومنذ الإعلان عنها في منتصف شهر يوليو، لم يتوقف الإيرانيون من أصحاب الخط المتشدد عن التعبير عن غضبهم من التنازلات الكثيرة التي أُجبرت طهران على تقديمها للمجتمع الدولي، والتي تجاوزت «الخطوط الحمراء»، بحسب تقديرهم. وتهدف الصفقة إلى تخفيض كبير في طاقة العمل الفعلية للمنشآت النووية الإيرانية، بما في ذلك إزالة عدد كبير من أجهزة الطرد المركزي وتخفيض المخزون من اليورانيوم المخصّب. وعبر آخرون عن استيائهم الشديد من التنازلات الإيرانية لصالح القوى الكبرى، بما فيها الولايات المتحدة التي ينظر الإيرانيون بشكل عام والمتشددون بشكل خاص إلى حكومتها نظرة تفتقر إلى الثقة.
وفي هذا السياق قال فؤاد إيزادي، الناطق باسم المتشددين الإيرانيين، الأستاذ المحاضر في جامعة طهران، خلال لقاء مع ديفيد بلير مراسل صحيفة «ديلي تلغراف»: «يدرك الشعب الإيراني أن إيران تخلّت عن الكثير من الأمور حتى أصبح البرنامج النووي مجرّد رمز للفخر الوطني. والشعب هنا لا يرغب في أن يتم إبرام الصفقة مقابل هذا الثمن الباهظ».
وعقب الإعلان عن الصفقة في فيينا، عقد إيزادي ومجموعة من أصحاب الخط المتشدد، مؤتمراً صحفياً أشاروا فيه إلى ما يعتبرونه عيوباً كثيرة تنتابها. وعلى النمط نفسه الذي سارت عليه حملات انتقادها في واشنطن، قالوا إن كل واحد من التنازلات يمثل في حقيقة الأمر عملاً انهزامياً.
![]() |
|
![]() |
وفي يوم الأحد الماضي، ظهر الرئيس حسن روحاني على شاشات التلفزيون ليتحدث عن الوضع الدبلوماسي، فقال: «إن الفكرة الرائجة بأننا كنا أمام خيارين أمام العالم، فإما أن ننصاع له أو أن نهزمه، هي فكرة تخلو من المنطق لأن هناك خياراً ثالثاً يكمن في التعاون مع العالم..».
![]() |
|
![]() |