الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موجابي وطوق النجاة الصيني

27 أغسطس 2014 21:50
من المقرر أن يلتقي الرئيس الزيمبابوي «روبرت موجابي» في بكين نظيره الصيني «شي جين بينج» الذي وجه إليه الدعوة لزيارة بلاده، بعد مرور أسابيع من تجاهل الرئيس الأميركي «باراك أوباما» له خلال قمة الدول الأفريقية التي استضافتها واشنطن، الشهر الماضي. وقد يستغل «موجابي»، وهو في العقد التاسع من عمره، دعوة «شي» لطلب مساعدات اقتصادية وحزمة إنقاذ لاقتصاد بلاده البطيء، وتمويل البنية التحتية للجماعة الإنمائية لجنوب أفريقيا (سادك)، وهي كتلة إقليمية يرأسها «موجابي» حالياً. وباعتباره رئيساً لزيمبابوي منذ 34 عاماً، فإن استيلاء «موجابي» على الأراضي التي يملكها المزارعون البيض، إلى جانب سلسلة من الانتخابات التي شابها العنف والمخالفات، قد جعله منبوذاً من قبل حكومات الدول الغربية. كما أنها أيضا قوضت قدرة البلاد على الاقتراض من المؤسسات الدولية. لكن الصين تمكنت من الحفاظ طويلاً على علاقات اقتصادية ودبلوماسية وثيقة، حيث قام نائب رئيس الوزراء «وانج يانج» بزيارة استغرقت يومين للبلاد في شهر مايو، 2013. وتعليقاً على الزيارة، ذكر «مارتن ديفيز»، الرئيس التنفيذي لشركة «فرونتير» الاستشارية التي تقدم أبحاثاً حول الأسواق الناشئة، ومقرها جوهانسبرج، أن «رحلة موجابي إلى الصين تهدف إلى الحصول على حبل النجاة المالي الأخير لنظامه». وفي ظل أن الصين تعكف على إصلاح القطاع المملوك للدولة بها، فإن حزب «موجابي» سيكون «من السذاجة لكي يفترض أنه من السهل الحصول على رأس المال الصيني كما كان الحال في السنوات الماضية». ويسعى «موجابي» خلال رحلته إلى بكين الحصول على حزمة إنقاذ بقيمة 4 مليارات دولار لإحداث حالة من الاستقرار في اقتصاد بلاده المتداعي. وقد زار وزير المالية الزيمبابوي «باتريك تشيناماسا» الصين في شهر يناير الماضي، وطُلب منه أن يطرح خطة عمل قابلة للتمويل لتقديمها إلى السلطات الصينية. يذكر أن اقتصاد زيمبابوي مهدد بالوصول إلى مرحلة الركود حيث أغلقت المصانع، وهبط إنفاق المستهلكين وبدأت البلاد تدخل حالة من الانكماش الاقتصادي. ومن المتوقع أن يصل معدل النمو الاقتصادي، الذي بلغ 10 بالمائة خلال الفترة بين عامي 2009 و2012، إلى 3. 1 بالمائة هذا العام، وفقا لتقارير صندوق النقد الدولي. وموجابي، الذي يخضع لعقوبات الولايات المتحدة، كان واحدا من أربعة زعماء أفارقة لم يوجه «أوباما» إليهم الدعوة لحضور القمة الأفريقية التي عقدت مطلع الشهر الجاري. أما الرؤساء الثلاثة الآخرون فهم الرئيس السوداني «عمر البشير»، المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية لاتهامه بارتكاب جرائم حرب، إضافة إلى قادة إريتريا وجمهورية أفريقيا الوسطى. وفي شهر أبريل، قاطع «موجابي» قمة الاتحاد الأوروبي – أفريقيا بعد منع زوجته «جراسي» من الحصول على تأشيرة لدخول بروكسل. ورغم ذلك، فقد حصل «موجابي» على تأييد من زملائه بدول جنوب أفريقيا هذا الشهر عندما اختير رئيساً لكتلة «سادك» التي تضم 15 دولة، والتي تعتبر الكتلة السياسية الرئيسية في المنطقة. وذكر الرئيس الزيمبابوي الأسبوع الماضي في اختتام القمة السنوية لدول الكتلة والتي عقدت في منتجع «فيكتوريا فولز» أنه بصدد «مناقشة عدد من مشروعات البنية التحتية» مع الصين التي «تضيف قيمة» إلى المنتجات الإقليمية. كما اتفق «موجابي» على أن يرأس الاتحاد الأفريقي الذي يضم 54 دولة اعتبارا من عام 2015. من جانبها، قالت «يون سون»، زميلة في برنامج شرق آسيا بمركز «ستيمسون» ومقره واشنطن، في رسالة الكترونية: الصين طالما كانت ترى «موجابي كزعيم التحرر الأفريقي للدور الذي قام به للحصول على استقلال زيمبابوي، كما أن دعم الديمقراطية على الطراز الغربي في أفريقيا لا يعد هدفا بالنسبة للصين. وقالت الباحثة الصينية إن رئاسة «موجابي» لـ«سادك» تعني أن له نفوذا عظيما على أجندات المنظمات الإقليمية، والتي قد تود الصين قدر الإمكان الاشتراك فيها. وذكر «هه ون بينج»، مدير قسم الأبحاث الأفريقية بالأكاديمية الصينية، والذي زار زيمبابوي خلال شهر مايو، أن «الناس في زيمبابوي يتحدثون عن سياسة التطلع نحو الشرق، وهم لا يبحثون فقط عن المال، بل عن الأصدقاء وتجارب التنمية». يذكر أن زيمبابوي لديها ثاني أكبر احتياطي من البلاتين في العالم بعد جنوب أفريقيا. وقد تشتري شركة استثمارات الطاقة الصينية، منجم «ريو تينتو» للفحم في زيمبابوي وتبني مولدات حرارية من شأنها مضاعفة من قدرة البلاد المتعطشة للطاقة، كما ذكر وزير المالية تشيناماسا في شهر مارس الماضي. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©