«جزر الفن»..تسلية أكثر..معرفة أكبر في «صيفنا مميز»

أحمد السعداوي (أبوظبي) «جزر الفن».. واحدة من أهم الفعاليات التي يتضمنها مشروع «صيفنا مميز 2015» لهذا العام، وذلك لإسهامها في إفراز مواهب جديدة، والكشف عن قدرات واعدة يمتلكها كثير من الطلاب المشاركين في أنشطتها المتنوعة التي انطلقت مع بداية فعاليات البرنامج في 26 يوليو الماضي وتنتهي في الثالث عشر من أغسطس الجاري، تحت شعار «تسلية أكثر.. معرفة أكبر». ينظم «صيفنا مميز» مجلس أبوظبي للتعليم بالتعاون مع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وشركة أبوظبي للإعلام، ويشتمل البرنامج على 13 فعالية متنوعة تستهدف كل شرائح المجتمع، غير أن «جزر الفن» احتلت مكانة متميزة كونها فتحت الباب لأول مرة للأطفال من سن 4 سنوات للمشاركة بفاعلية ضمن مناشط المبادرة التي أقيمت في أنحاء إمارة أبوظبي، لتقدم خدمة جديدة للمواطنين والمقيمين وأطفالهم ممن فضلوا قضاء العطلة الصيفية في العاصمة الإماراتية للاستمتاع بالزخم الهائل من الفعاليات الترفيهية والثقافية التي تشهدها أبوظبي هذه الأيام. الخطوات الأولى تقول، ملك معتز، مدربة الفنون التشكيلية التي رافقت الأطفال في أولى خطواتهم في عالم الفن التشكيلي بألوانه المختلفة، إن «جزر الفن» شهدت إقبالا كبيراً من الأطفال وذويهم، خاصة أنها شملت صوراً فنية مختلفة استطاع الصغار من خلالها التعبير عن أنفسهم وقدراتهم، إضافة إلى اكتساب مهارات جديدة متعلقة بعالم الفن بصوره المختلفة سواء من ناحية الألوان وكيفية التعامل معها، أو المشغولات اليدوية وكيفية إنجازها بصورة جميلة يمكن الإفادة منها لأغراض الديكور، وغيرها من المناشط التي ميزت جزر أبوظبي، وجعلتها قبلة لزوار «ياس مول» منذ بدأت فعالياتها التي تستمر يومياً من الساعة الثانية ظهراً وحتى العاشرة مساء طوال أيام الأسبوع، وخلالها تقام دورات وورش عمل تدريبية حول إعادة التدوير والرسم في المجالات الفنية المختلفة، تحت إشراف مدربين متخصصين، لإكساب الطلبة المهارات الفنية في المجالات المختلفة من خلال التعبير عن هواياتهم الفنية مما ينمي لديهم روح الإبداع والخيال الفني، والعمل على إنجاز العمل الفني خلال يوم واحد. تنمية المهارات وتضيف: ومن أبرز الأهداف العامة من وراء تنظيم فعالية «جزر الفن»، لفت انتباه الطلبة لاستغلال أوقات الفراغ لديهم بما يفيدهم ويقوي شخصياتهم، بالإضافة إلى تنمية المهارات الفنية لديهم، وتشجيعهم على الإبداع والابتكار عبر إتاحة الفرصة لهم لممارسة هواياتهم وتطويرها على أيدي مشرفين متخصصين ومؤهلين، مبينة أن الفئات المستهدفة من وراء هذه الفعالية هم تلاميذ رياض الأطفال من 5 إلى 6 سنوات، والحلقة الأولى من 7 إلى 12 سنة، وتوضح أنه لمن أراد أن يلتحق بأنشطة «جزر الفن» المتنوعة ويرغب في تنمية مهاراته الفنية من أطفالنا الصغار عليه أن يذهب إلى مركزي «ياس مول»، و«بوابة الشرق» في أبوظبي. و«مركز العين» في مدينة العين، ومركز «سيتي مول» في مدينة الغربية. وتتابع ملك معتز: تعتبر «جزر الفن» تجربة فريدة بالنسبة لأعمارهم الصغيرة، لما تقدمه لهم من مجال واسع للتعرف على كيفية استخدام الألوان وتكوين الأشكال المختلفة حسب رؤيتهم وأفكارهم وخيالهم، وهذا بالطبع ينمي الروح الإبداعية لدى الصغار التي تنمو معهم بمرور الوقت، فيصبحوا قادرين على الإبداع سواء في مجال الفن أو غيره من المجالات التي سيعملون فيها مستقبلاً. استخدام الألوان وتقول شهد فارس، الطالبة في مدرسة عبدالله بن عتبة في أبوظبي، وإحدى المشاركات في الفعاليات ، إنها تأتي باستمرار إلى «ياس مول» منذ نحو أسبوع برفقة الأهل، حيث تعلمت كثيرا من مهارات الأشغال اليدوية، وصناعة أشكال متنوعة من الخوص، وكيفية إعادة تدوير المواد التي يتم الاستغناء عنها في المنزل أو البيئة المحيطة. وأبدت فاطمة علي الحمادي «12 سنة»، الطالبة في الصف الثامن في مدرسة الطويلة، سعادتها الكبيرة بالمشاركة في «جزر الفن»، موضحة أنها تعرفت على كيفية الاستخدام الأمثل للألوان، وبعض الأشغال اليدوية التي يجب على كل فتاة أن تكون على دراية بها، حتى لو لم تمارسها وذلك كي تدرك الأساليب المتبعة في الديكور والمعتمدة على خامات بسيطة مثل الخيوط الملونة وسعف النخيل، وهي مهارة جديدة جعلتها تعرف أن هناك أشياء أخرى ممتعة ومفيدة بعيدا عن عالم الكمبيوتر والإنترنت وما فيه من ألعاب وأنشطة ربما لا يتناسب غالبيتها مع ثقافاتنا وعاداتنا. وترى عائشة حسن الحمادي، أن «جزر الفن»، تعتبر من أفضل الأنشطة التي شاركت فيها هذا الصيف، كونها تمت في جو جميل وبإشراف مشرفين كانوا يتعاملون مع المشاركين بمنتهى الرقي، وفي الوقت ذاته كانت هناك فرصة لأولياء أمورهم لمشاركتهم فرحة اللعب والمرح من خلال متابعة ما يقومون به أثناء تواجدهم داخل ساحة الفعاليات. ورش فنية حازم محمد، 8 سنوات، طالب في إحدى مدارس أبوظبي، عبر عن فرحته بالمشاركة في «جزر الفن» بقوله إنها من أجمل المفاجآت التي عاشها هذا الصيف، كونه عرف عنها مصادفة خلال زيارته «ياس مول»، وبعدها قرر الالتحاق بورش العمل الفنية هناك حتى يتعرف أكثر إلى الفن ويقضي أوقاتا ممتعة، وفي الوقت نفسه يمكن لوالديه التسوق وإنهاء ما لديهم من إشغال داخل المركز التجاري. كادر الترفيه والتثقيف أشاد علي أحمد الحمادي، «ولي أمر»، بالمبادرات المتنوعة التي يقوم بها مجلس أبوظبي للتعليم، لإفادة الطلاب بأقصى قدر من الناحية الترفيهية والتثقيفية، خاصة وأن كل الفعاليات تحمل ثقافة حقيقية للصغار وتقدم إليهم بشكل جذاب ومحبب إلى نفوسهم، وتفتح لهم آفاقاً للفكر والثقة بالنفس وتجعلهم دوماً يفكرون في أشياء مفيدة، ويستغلون أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالنفع، وعلى تكوين شخصيتهم بنواح إيجابية عديدة يحتاجونها في هذه المرحلة العمرية. كادر الخامات البسيطة تؤكد ملك معتز، مدربة الفنون التشكيلية أنها تعمل على تدريب الصغار على أساليب الأشغال اليدوية، مثل تشكيل الدمى باستخدامات الخامات البسيطة وبتقنية القص واللصق، بحيث تحاول أن تجعلهم يكتسبوا هذه الخبرة بأنفسهم وتقوم فقط بمساعدتهم عند الحاجة، مشيرة إلى أن كثيراً من هؤلاء الأطفال يأتون إلى «جزر الفن» بشكل يومي، بصحبة أولياء أمورهم لما يجدونه فيها من متعة كبيرة، إضافة إلى مجانية المبادرة والرعاية الفائقة التي يلقاها الأطفال.