الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تعطل إمدادات الغاز الروسي يضع إيطاليا في مأزق

تعطل إمدادات الغاز الروسي يضع إيطاليا في مأزق
27 أغسطس 2014 21:10
ستواجه إيطاليا صعوبات في توفير احتياجاتها من الطاقة في الشتاء، إذا تسبب صراع روسيا مع أوكرانيا في تعطيل إمدادات الغاز وانزلقت ليبيا في الفوضى، وهو ما يشكل خطراً على تعاف اقتصادي هش بالفعل عقب سنوات شهدت ركوداً وتباطؤاً في النمو. وفي ظل وقوع إيطاليا بين مطرقة انخفاض واردات الغاز من شمال أفريقيا وسندان اعتمادها المتزايد على روسيا، تتضمن خطط الطوارئ التي أعدتها روما تحسباً للتوقف التام للتدفقات القادمة عبر الأراضي الأوكرانية، استخدام المخزونات وترتيب شحنات طارئة عالية التكلفة، وإجبار الصناعات الثقيلة على خفض إنتاجها. وتعتمد إيطاليا على الواردات في تلبية احتياجاتها من الغاز الذي تستخدمه في تشغيل نحو نصف محطات الكهرباء، وهو ما يثير مخاوف من أن يؤدي الصراع بين روسيا وأوكرانيا والعقوبات المتبادلة بين الغرب وموسكو إلى تعطيل إمدادات شركة جازبروم لأوروبا. وقال ليوناردو ماوجيري، المدير السابق للاستراتيجية في شركة ايني الإيطالية العملاقة الذي يعمل حالياً بكلية هارفارد كنيدي، «إنها مشكلة. في الأجل القصير لا يوجد أمام إيطاليا بديل للغاز الروسي». وفي عامي 2006 و2009 تسببت خلافات على الأسعار بين روسيا وأوكرانيا - التي تضخ نصف إمدادات موسكو من الغاز إلى أوروبا - في تعطل الإمدادات على نطاق واسع، وهو ما دفع إيطاليا إلى اللجوء لإجراءات الطوارئ التي تضمنت استعمال احتياطيات الغاز الاستراتيجية. وتشكل شمال أفريقيا أيضاً مخاطر بالنسبة لإيطاليا. فبالرغم من ارتفاع إنتاج ليبيا من النفط والغاز في الآونة الأخيرة، يخشى المستوردون الإيطاليون توقف الصادرات مع تصاعد العنف. وتشتد المخاطر هذا العام بعد أن دفع خفض الأسعار إيطاليا لزيادة نسبة الواردات الروسية إلى 49% من إمداداتها في النصف الأول من العام مقارنة مع 41% في 2013 و32% في 2012. وفي الوقت نفسه، دفعت تخمة المعروض من الغاز الروسي المشترين الإيطاليين إلى العزوف عن صفقات بديلة للإمدادات، الأمر الذي قلل الخيارات المتاحة أمام إيطاليا. وعلقت اديسون عقدها مع شركة سوناطراك الجزائرية الحكومية التي تحتكر قطاع الغاز، بينما باعت شركة انيل بعضاً من شحنات الغاز الطبيعي المسال القادمة من نيجيريا إلى مجموعة بي. جي البريطانية، في حين قلصت ايني وارداتها من الجزائر إلى النصف، وقد تتكبد تكاليف إضافية إذا طلبت المزيد من الغاز. وفي ظل الخطر الذي يهدد الواردات الروسية والليبية، صارت الجزائر هي مفتاح تأمين الإمدادات. وقال ماسيمو دي أودواردو، المحلل المختص بشؤون الطاقة لدى وود ماكنزي «إذا أتاح الاتفاق بين سوناطراك وإيني عودة الغاز الجزائري إلى إيطاليا، فإن تعطل الإمدادات الروسية لفترة طويلة لن يكون له تأثير كبير، لكن غياب الإمدادات الجزائرية قد يزيد من المصاعب». وكانت الجزائر أكبر مورد للغاز إلى إيطاليا، لكن تزايد الطلب المحلي وتباطؤ الإنتاج، فضلاً عن جاذبية أسواق الغاز المسال الآسيوية، أدى إلى هبوط إمداداتها لإيطاليا بنسبة 40% في العام الماضي. لكن بعض المحللين يقولون إن إيطاليا تستطيع زيادة وارداتها من الجزائر بسهولة نسبية، إلا أنها ستدفع ثمناً أعلى. ومن بين الإجراءات البديلة الأخرى التي تهدف إلى تجنب أزمة في الإمدادات، الاستعانة بواردات الغاز المنقولة بحراً واللجوء إلى المخزونات، والتحول إلى استخدام مزيد من النفط والفحم. (روما ـ رويترز)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©