الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إذا عرف السبب بطلت الرائحة

7 أكتوبر 2006 22:20
يعتبره البعض كارثة، ويجهل الكثيرون أبجديات التعامل معه، ومن يعرف التعامل معه ينجو بشخصيته من الانتقادات الخفية· إنه العرق، هذا السائل الملحي الذي يعد إحدى وسائل الجسم للتخلص من السموم والأملاح، يزداد صيفاً بفعل الحرارة، ويؤدي تمازج البكتريا به للروائح المزعجة، التي تزعج الناس وتنفر الأصدقاء· فتحية البلوشي: من الناحية الطبية، يقدر الأطباء حجم العرق الذي يفرزه الجسم بنصف لتر يومياً، وقد تزداد الكمية إلى أكثر من لتر لأسباب مختلفة أهمها: ارتفاع درجة حرارة الجو أو الجسم، وممارسة التمرينات الرياضية بمختلف أنواعها، وتناول الأطعمة الحارة، والإرهاق البدني والذهني، والضغط العصبي، والتوتر· وتنضم إلى القائمة السابقة مسببات مرضية عديدة منها: فرط نشاط الغدة الدرقية والغدة النخامية التي تعد من الأسباب الأساسية لزيادة الإفرازات العرقية في الجسم بشكل عام· كما أن تغيير هرمون الجسم عند بلوغ سن اليأس يسبب زيادة إفراز العرق لدى السيدات، وزيادة الوزن والسمنة أيضا يصاحبها إفراز العرق الغزير· ماهو العرق؟ تقول الدكتورة رانية أسعد أصيل اختصاصية الأمراض الجلدية: ''هناك نوعان من الغدد المسؤولة عن إفراز العرق؛ غدد Eccrine التي تعتبر المصدر الرئيسي لإفراز العرق الذي هو مجرد ماء بلا رائحة أو لون، وغدد Apocrine التي تفرزسائلا لبنياً من جذور الشعر، ليس له رائحة هو الآخر، لكن الرائحة الكريهة تصدر عن تفاعل هذا السائل مع خلايا الجلد والشعر وخاصةً تحت الإبطين، ثم تبدأ البكتيريا في التغذي على هذا العرق· فتش عن البكتيريا العرق - إذن- لا يسبب الرائحـة الكريهـة، ولكن ما يسببها في الحقيقة هي تلك البكتيريا التي تفرز حمضاً يسمى تتكون في المناطق التي يكثر بها العرق والشعر وفي ثنايا الجسم· وتتكاثر بسبب إهمال النظافة الشخصية، أو تعاطي بعض الأدوية أو حتى بسبب نوعية الطعام الذي يتناوله الشخص فالإكثار من أكل البصل والثوم والبهارات والإسراف في تناول اللحوم والدهنيات قد يؤدي إلى ذلك''· تخلص من الرائحة وللتخلص من هذه الظاهرة تنصح الدكتورة رانيا أصيل بعدة ممارسات أهمها على الإطلاق النظافة الشخصية؛ فالاستحمام المتكرر باستعمال الصابون الطبي وتنظيف ثنايا الجلد جيداً، مع الحرص على وضع مزيل لرائحة العرق من النوع الجيد وليس من الأنواع الرخيصة الذي يباع في رفوف السوبر ماركت، وتغيير الملابس الداخلية والجرابات خاصة مرتين على الأقل في اليوم، وارتداء ملابس خفيفة وواسعة من القطن، وأن تكون خالية بقدر الإمكان من النايلون· كما أن عدم الإسراف في أكل اللحوم والدهنيات والمخللات والبهارات والثوم والبصل، بشكل عام، له تأثير إيجابي في الحد من رائحة العرق، والهدي النبوي الشريف يحثنا على تجنب ارتياد المساجد بعد أكل الثوم والبصل لتأثير الثوم والبصل في رائحة الأنفاس ورائحة عرق الإنسان· وكل الأمور السابقة تلعب دوراً مهماً في تخفيف رائحة العرق المنبعثة من الجسم في الوضع الطبيعي· التعرق المرضي أما من تنبعث منهم روائح العرق بشكل مباشر، يؤثر على المحيطين بهم، فعليهم بالإضافة الى الاحتياطات السابقة أن يلتزموا ببعض الإجراءات الخاصة، مثل رش البودرة بين أصابع القدمين قبل ارتداء الجوارب، لمن يعانون من رائحة القدمين على وجه الخصوص، مع تجنب الأحذية المغلقة والحرص على تلقي علاج للمشكلة، ومعالجة بعض الأمراض الجلدية المصاحبة أحياناً مثل فطريات الأقدام أو الفخذين، ومعالجة زيادة التعرق الموضعي وهي ظاهرة ازدياد إفراز العرق من بعض الأماكن تحديدا كالأيدي والأقدام· وعلى الرغم من أن التعرق هنا يكون بلا رائحة لكن يمكن إيقافه بحقن البوتكس التي توقف نشاط الغدد العرقية لتوجه الإفراز لمناطق أخرى في الجسم· اختيار مزيل الرائحة وعن أسس اختيار مزيل العرق تتابع الدكتورة رانيه أصيل: في فترة ما سمعنا إشاعة مفادها احتواء مزيل رائحة العرق على مواد مسرطنة، لكن هذا الاتهام لم يكن صحيحا أبدا· فالمعروف أن مواد إزالة رائحة العرق تعتمد بالشكل الأساسي على (هيدروكسيد الألمونيوم)، ولكنها معالجة طبياً بشكل لا يسبب أي أعراض للجسم· وفي شكل عام، يعتمد اختيار مزيل رائحة العرق على الشخص نفسه، فإمكانية التحسس من بعض الروائح أو المواد تختلف من شخص لآخر· أما العامل الذي يؤدي فعلاً إلى مضاعفات سيئة للجسم فهو منتجات مضادات العرق، ذلك أن تركيز السموم في الخلية يؤدي إلى تغيير إحيائي فيها· ومعظم المستحضرات المستخدمة للتخلص من التعرق هي مواد تمنع التعرق مع معطر للرائحة، وهي المنتجات التي تضر الجسم فعلا مثل تلك التي تروج لها الإعلانات التجارية تحت عنوان (أوقف العرق لأسبوع) وغيرها من المستحضرات·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©