الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إمشيليف

7 أكتوبر 2006 22:17
صلوا على محمد (صلى الله عليه وسلم)· كان يا ما كان في قديم الزمان، كان هناك حرمه وريّال يعيشون رْواحهم ''يعيشون وحدهم'' لأن ما عندهم عيال إلين كبروا وعجّزوا، وما كان عندهم حد يبايرهم ''يهتم بهم''، ويرعاهم أو يشوف طلباتهم· وفي يوم من الأيام مر عليهم شايب قال لهم: أشوف عندكم صخّه ''هدوء''· قالت له الحرمة: نحن ما عِدّنا عيال أنا ورَيْلي عايشين رْواحنا بس· سكت الشايب شْوَيْ أي قليلاً، وتم يفكر وبعد لحظات قال للحرمه: اخذي سبعة قروص ''أرغفة'' من الخبز وحطيهن داخل المنز ''سرير الطفل'' وضمّيهن أي احفظيهن تسعة شهور وعقب التسعة بيستوي عندكم سبعة أولاد· نشّت ''أسرعت'' الحرمة ويابَتْ ''أحضرت أو جلبت'' لقروص وحطتهن في المنز، مثل ما قال لها الشايب، وتمّت ''ظلت'' تهزهم وتلحفهم وتغني لهم وتهتم فيهم، وكل يوم تسير تنبّشهم ''تشوفهم'' استووا عيال والاّ ما استووا، وتمّت تتريا ''تنتظر'' ان هالقروص يستوون عيال وطال انتظارها، لين يا يوم ''جاء يوم'' من الأيام وهي تطالعهم قالت: أنا بشوف كلام هالريال وكذبه من صدقه· سارت وخذت واحد من لقروص وقامت وكسرته شْوَيّه من الطرف وشافت فيه دم، نشّت بتردّه مكانه ''تعيده إلى مكانه'' ما طاع يلتحم مول ما فيه فايده ''لم يقبل أن يعود إلى ما كان عليه''· ويوم تعبت منه ردّته عدّال لقروص الباجيه ''أعادته إلى مكانه'' وتمت تنتظر هي والشيبه ان هالقروص يستوون عيال، وكانوا يهتمون فيها اهتمام مب طبيعي ''غير طبيعي''· ويوم بعد يوم وسنة بعد سنة استووا عند الشيبه والعيوز سبعة أولاد، واحد منهم أَعْرَيْ ''أي أعرج'' ما فيه ريول ولا إيد غير وحده وعشان جيه ''لهذا'' سموه ''إمشيليف''، وتعني صاحب الرجل واليدين المقطوعتين، لكن هذا الولد كان بعكس إخوانه ذكيا جدا، ولمّاحا، ودعاءه مستجاب دائما لأن الله سبحانه وتعالى يأخذ شيئا، ويعوض الإنسان بشي ثاني، ومثل ما ياخذ ''يأخذ'' يعطي· كانوا الأولاد في الحارة يتطنزون على إمشيليف ''يسخرون منه'' ويضحكون عليه، ويوم كبروا لعيال قاموا يسألون أمهم وأبوهم عن أهلهم ويقولون للأم: أمي نحن ماعندنا عمه؟ ما عدنا خاله؟ ولا حد يقرب لنا· قالت لهم الأم: عندكم عمه وهي أخت أبوكم لكنها تعيش في منطقة بعيده في البر الثاني، قالوا نحن بنسير نشوف عمتنا· قالت الأم: انْزينْ ''أي أنا موافقة'' لكن صِبروا لين أخبر أبوكم وأترخَّصْ لكم منه ''أستأذنه'' ليسمح لكم بالذهاب· وبعد أن وافق الأب نش هُوَّه والأم وعطوا كل واحد من لِعْيال حصان إلا إمشيليف عطوه خيلا مصنوعا من سعف النخيل لنه ما يروم يسير على الحصان ''لأنه لا يريد أن يركب على الحصان''· وقالوا لهم: سيروا بلاد عمتكم· وساروا لعْيال يتسابقون على أحصنتهم وكانت المسافة بينهم وبين إمشيليف بعيدة جدا، وتعمدوا أن يبعدوا عنه وبخاصة أنه راكب خيل من سعف النخيل، وكانوا ينادون عليه: إمشيليف ما نباه، إمشيليف ما نباه، رد عنا ما نباك ''ما نبا تعني لا نريد''، بتفضحنا بهاذي الخيل قدام الأوادم، وبيقولون وِشْ هذا لْعَرَيْ اللي ياي ويّاهم ''ما هذا الأعرج الآتي معهم''· رد عليهم إمشيليف أنا بسير لكن عساكم وادي إن شاء الله يشلكم ويعطل سيركم لين أوصلكم· شويّه وياهم الوادي ''يدبع'' وتمّت خيولهم واجفه مكانها ومب رايمه تمشي، واحتاروا لعيال كيف يتصرفون في هالمصيبه، الماي يدفع ويزيد وهم ما يقدرون يتحركون ولا يزورون أى مكان، وقاموا يصارخون على إمشيليف'': إمشيليف اخونا نباك نباك ''أي نريدك'' تعال ساعدنا عشان نطلع من هنا، ونطوف ''نتجاوز'' هالوادي اللي بيغرقنا ''وتم إمشيليف واجف ''واقف'' يتريّاهم يتحركون وهم مكانهم يزاقرون إمشيليف، وهو مغايض فيهم ''ينادون عليه وهو يغيظهم ويعاندهم''، إلين شافهم تعبوا ياهم ''لبى نداءهم'' وقام يضرب الوادي وهو يقول: ''أنا أخوض وخيلي تخوض، أنا أخوض وخيلي تخوض، لين مروا من الوادي، وقدروا يظهرون من الماي ويطوفونه ويتجاوزون المشكلة· ويوم شافوا عمارهم بخير وسالمين وغانمين ردوا على اخوهم إمشيليف وقالوا له: بس عاد رد انته ''ارجع'' ما نباك ويّانا، انت بتفضحنا، رد عنّا، أنت وين ونحن وين؟ نحن عدنا حصن قوية وانت حصانك سْعَفَهْ· رد إمشيليف حزين من اللي سووّه فيه ''فعلوا به'' اخوانه، وتم يدعي عليهم ويقول: سيروا عسى إن شاء الله يكون في طريقكم الغاف والحطب والسدر والسمر والعسبج ''نباتات صحراوية'' وما ترومون تمشون، ويوم ساروا الأخوان واللا الطريج جدامهم ''وجدوا الطريق أمامهم'' كله سمر وحطب وشوك، شافوه وتمّوا يصارخون على إمشيليف ويزقرونه: ''يا إمشيليف يا إمشيليف تعال لْحَقْنا وساعدنا· انت أخونا ونحن نباك ونحبك وما نروم نودّرك ونستغني عنك''· وبعد أن مرّت مدة من الزمن ياهُمْ إمشيليف وقام يسحب عنهم الحطب ويخوزه ''يبعده عن الطريق'' وهو يقول: أنا أسحب وخيلي تسحب، أنا أسحب وخيلي تسحب لين خلص الحطب والسدر والشوك كله، وخلاّ الطريج لهم نظيف وآمن· وبعد مسافة طويلة من السير في الصحراء ومواجهتهم للرياح وعقبات الطريق وصل الأخوة إلى البلاد اللي تسكن فيها عمتهم، ويوم وْصَـلوا تفاجئوا بأن العمه ساحرة كبيرة تبا تأكلهم ''تريد أن تأكلهم'' وما عرفوا شو يسوون، لكنها رحبت بهم، وسوت لهم العشا وعشّتهم، وأكّلتهم، وفرشت لهم الفراش للرقاد، وبعدين قالت لهم: يا مرحبا بِعْيال أخوي، والله فرحت يوم شفتكم· برايكم ''سأترككم'' ارقدوا الحين والصبح بشوفكم انتوا تعبانين من السفر· ورِقْدَوْا الشباب كلهم إلا إمشيليف كان يحس بأن الموضوع فيه شَيْ مُبْ طبيعي وعرف بذكائه أن العمه ناويَهْ تسوّي فيهم شَيْ مُبْ زين، وبالفعل تم واعي وكل ساعة يشوف العمة تسير وتيي عليهم تطالعهم واحد واحد وتطلع ''تغدو جيئة وذهابا''· ويوم شافت إمشيليف واعي قالت له: انت ليش مُبْ راقد؟ قال لها: لأن هوشج ''أغنامك'' مزعجة، كل شويه وقالن مااااء ماااااء، إمباع إمباع وأنا ما روم أرقد فها الحشره ''أي في هذه الضجة''· سارت العمة وذبحت الهوش عشان يرقد إمشيليف، لكن إمشيليف ما رقد، وكل ما يَتْ ''جاءت'' العمة لقته واعي ''وجدته يقظا''، ونشدته انت ليش مب راقد، فرد عليها: لأن الدياي ''الدجاجات'' حاشراتني ''يْكاكِنْ''، والدياكه تصاجع ''الديوك تصيح''، كيف أرقد فها الحشره يا عمتي؟ سارت العمه وذبحت الدياي والدياكة ويّاهِنْ عشان يرقد إمشيليف· وعقب سويعه ''بعد قليل'' يات تشوفهم ولقت إمشيليف بعده واعي مب راقد ونشدته مرة ثالثه: ليش ما رقدت يا ولدي؟ قال لها: لأن صوت البحر مزعج ونحن عيال صحراء ما نروم عالبحر قومي يا عمتي شلي المشخله ''مصفاة الأرز'' وشخلي ماي البحر عشان أرقد، وشلت العمة المشخله وسارت تشخل ماي البحر· ويوم سارت العمة نش إمشيليف و وعّى ''أيقظ'' إخوانه من النوم وقال لهم: قوموا نشرد من هنا عمتنا ساحرة وتبا تاكلنا، السكاكين مسنونه وزاهبه للذبح أي جاهزة للذبح· قاموا الإخوان من الرقاد زايغين ''خائفين'' وكل واحد منهم ركب خيله وشرد، إلا إمشيليف ركب خيل الزور وتم يركض، ويوم شافته العمة انتبهت إنهم شردوا وتمت تركض ورا إمشيليف لكن إمشيليف ما خاف وتم يدعي عليها: إن شاء الله يحدّج ''يحجزك'' وادي ويتلاقى هو والبحر واتّمين بينهم، ويوم قرّبت على السيح الواسع وإلا هاذاك الوادي العظيم اللي يشل بلدان مب إللا الإنسان· شافته العيوز ''العجوز'' وتمت تصارخ: يا إمشيليف، أنا عمتك أخت أبوك، الحقني يا ولدي، لكن إمشيليف كان خايف منها، ويوم شافها بتغرق، سار وربطها في طرف الحصان الزور ومشى، وفجأة سحبها الوادي وهو ما يدري، وغرقت في الماي· وعقب ما رد إمشيليف ويا إخوانه لبلاده، يلس وياهم ''جلس معهم''، وقال القصة اللي استوت لهم حق أمه وأبوه، وصاروا إخوانه يفتخرون به وبشجاعته وإقدامه وتضحيته، وتموا من ذاك اليوم يسيرون واييون ''يروحون ويجيئون'' وياه ولا يستـحون منه أو من شكله، وعاشوا ويّاه في سعادة· وردّيت أنا عنهم ''عدت''، وعطوني ثلاثة قروش واحد فر، وواحد انطر، وواحد فديت به عني وعنكم الشر·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©