الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات التقنية الأوروبية على خطى نظيراتها الأميركية

شركات التقنية الأوروبية على خطى نظيراتها الأميركية
7 أغسطس 2015 21:10
ترجمة: حسونة الطيب بينما ترفض شركات التقنية في «سيلكون فالي» عروض الاستحواذ للعمل مستقلة بنفسها، ترحب بها الشركات الأوروبية التي تستقبل خزائنها المزيد من أموال المستثمرين. ورفضت «فيس بوك» مثلاً، العديد من العروض الضخمة، وكذلك موقع «سناب شات»، عرضاً بنحو 3 مليارات دولار من «فيس بوك» نفسها. وفي المقابل، تم بيع سكايب، موقع محادثات الفيديو المجانية الذي تأسس في 2003 في مدينة ستوكهولم السويدية لشركة إي باي، مقابل 2,6 مليار دولار في 2005. وتخطط شركات التقنية الأوروبية الناشئة التي تستقبل تدفقات مالية غير مسبوقة في الوقت الحالي، لجمع أكبر قدر ممكن من الأموال. وتلقت مؤسسة بليبار، التطبيق الذي يتميز بخاصية التعرف إلى الصور، نحو 45 مليون دولار في مارس الماضي من شركة كوالكوم فينشرس الأميركية العاملة في صناعة الرقاقات. ووفقاً للأرقام الواردة من داوجونز فينشرس سورس، قاعدة البيانات التي تعمل على رصد الاستثمارات، أوشك حجم التمويل لشركات التقنية الأوروبية، على أن يتضاعف من 4 مليارات دولار، إلى 7,75 مليار دولار في الفترة بين 2010 إلى 2014. وتمكنت الشركات في القطاع، من جمع نحو 2,5 مليار دولار خلال الربع الأول فقط، مسجلة أعلى مستوى منذ بداية العقد. ويقول مارك تلوسيزك، الرئيس التنفيذي لشركة مانجروف، العاملة في استثمارات المشاريع من مقرها في لوكسمبرج: «اعتقد أنها مسألة وقت فقط لا غير قبل أن تظهر في أوروبا شركة تقنية عملاقة، حيث لم يعد رأس المال يشكل عقبة في طريق هذه المؤسسات». في الوقت الذي يحقق فيه قطاع التقنية الأوروبي نمواً ملحوظاً، إلا أنه لا يزال دون مستوى نظيره الأميركي لحد كبير. ونجحت صناديق رؤوس الأموال الاستثمارية في أميركا، في جمع نحو 96 مليار دولار على مدى السنوات الخمس الماضية، حيث قامت بسحب نحو 160 مليار دولار من سيولة متوافرة لديها بغرض استثمارها، استحوذت سيلكون فالي وحدها على 70 مليار دولار منها. كما أن الفجوة في التمويل والتقييم بين أوروبا وأميركا، ماضية في الاتساع. وفي حين جمعت مجموعة سكوير المتخصصة في عمليات الدفع، نحو 600 مليون دولار، تلقى تطبيق أوبر لخدمة سيارات الأجرة، نحو 5,9 مليار دولار من المستثمرين. ويتوافر كذلك في سيلكون فالي، عدد كبير من المديرين ذوي الخبرة ومهندسي البرمجيات. ونتيجة لذلك، يرى بعض الخبراء العاملين في القطاع، أنه من الأفضل لشركات التقنية الباحثة عن أرباح أكثر، التحول إلى سيلكون فالي. لكن لا يزال هناك قدر كبير من الثقة وربما الإفراط في الثقة، من قبل المستثمرين ورواد الأعمال في أن المنطقة لديها المقدرة في إنتاج شركة تقنية عملاقة عالمية قريباً. ومن بين المرشحين المحتملين، سبوتفاي أكبر شركة لخدمة الموسيقى في العالم، والتي جمعت في يونيو الماضي نحو 526 مليون دولار في إحدى جولات التمويل، ليتم تقييم الشركة على إثرها بنحو 8,5 مليار دولار. لكن ورغم ارتفاع أرباح الشركة بنسبة قدرها 44% لما يزيد على المليار دولار في 2014، تحوم بعض الشكوك حول مدى استمرارية نشاطها، خاصة أن شركة أبل قامت بتزويد معظم أجهزتها بخدمة موسيقى مجانية. ورداً على مقترح الاستحواذ الذي رفضته الشركة، قال رئيسها التنفيذي دانيل أيك: «القضية لا تتعلق ببيع الشركة إطلاقاً، لكنها كانت على الدوام، ما يكون عليه الحال عند إنشاء شركة في حجم وسمعة جوجل أو فيس بوك، سواء في السويد أو في أوروبا عموماً، الشيء الذي لم ينجح أحد في القيام به من قبل». ولم يسبق أن بلغ السعي وراء بناء شركة أوروبية عملاقة للتقنية، هذا الحد من قبل، في الوقت الذي تواجه فيه شركات التقنية الأميركية إجراءات تنظيمية صارمة في بروكسل. وعند بلوغها ذروة روح الابتكار، بدأت سيلكون فالي تواجه الضغوطات، نتيجة هيمنتها على سوق التقنية العالمية والاستراتيجيات التي تتبناها للتهرب الضريبي وإتاحة البيانات الشخصية في أعقاب موجة التسرب التي أطلقها إدوارد سنودن. وفي أبريل الماضي، بلغت الحرب أوجها، عندما اتهمت المفوضية الأوروبية جوجل باستغلالها غير القانوني لهيمنتها على سوق البحث، حيث طرحت أكبر قضايا محاربة الاحتكار في تاريخ الإنترنت. كما أعلن المنظمون أيضاً، بدء التحقيقات في ممارسات الخصوصية التي تقوم بها كل من جوجل وفيس بوك، وكذلك الاتهامات الموجهة ضد بعض الشركات الكبيرة، لتهربها من دفع الضرائب مثل، أبل وأمازون. وتخطط أو بدأت بالفعل، بعض المدن والدول في أوروبا مثل فرنسا وألمانيا، حظر خدمة أوبر لأجرة السيارات، حيث أوقفت الشركة بشكل مؤقت خدمة مشاركة السيارات في عدد من المواقع الأوروبية، بما فيها فرنسا. وارتفعت حدة هذه القضية حتى بلغت البيت الأبيض، حيث اتهم الرئيس الأميركي باراك أوباما، المسؤولين الأوروبيين بممارسة الحمائية لدعم مصالحهم التجارية. وفي مقابلة له مع موقع ري كود الإخباري، قال الرئيس الأميركي: «نحن نملك الإنترنت. وشركاتنا هي التي ابتكرته وعملت على نموه وتجويده بطرق ليس في مقدور أوروبا مجاراتها». ويرى بعض المنظمين الأوروبيين، أنه يترتب عليهم حماية مؤسسات التقنية التابعة للمنطقة ضد المنافسين الأميركيين، وأنه ينبغي النظر لقوانين حماية البيانات الصارمة، كعامل إيجابي يوفر ميزة تنافسية للمؤسسات المحلية. وتعتقد الشركة الأميركية التي تتعرض للضغوطات في أوروبا، أن إطار العمل التنظيمي للاتحاد الأوروبي، يعمل في الأساس ضد بروز أي منافسين دوليين في مجال التقنية الرقمية، من خلال إرغامهم على الالتزام بقوانين ونظم دول الاتحاد البيزنطية. وفي نظر بعض الخبراء، ينبغي على أوروبا بدلاً من محاولة إنشاء قطاع تقني أقوى من نظيره الأميركي، التركيز على إيجاد سوق رقمية موحدة تشرف على تنظيم كل شيء، من تسليم الطرود إلى تجارة التجزئة الإلكترونية. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» أوروبا تنطلق في موجة نشاط حتى في حالة فشل القارة في إنشاء شركات تقنية عملاقة على الطريقة الأميركية، لا يزال الأمل قائماً في مقدرتها على توفير منتجات ذات جودة عالية. كما يتصاعد حماس المستثمرين في دعم الشعور الحالي، بضخ المزيد من السيولة النقدية التي تتدفق من مصادر مختلفة. وفي غضون ذلك، برزت صناديق الاستثمار بين العديد من مجمعات مؤسسات التقنية الناشئة، التي بدأت في مدن مثل لندن وبرلين وستوكهولم. وتشير التقديرات، لمحاولة 20 شركة جمع المال لتأسيس صناديق لاستثمارات التقنية في لندن وحدها، التي ربما تضيف 1,5 مليار دولار أخرى لقطاع التقنية الأوروبي. وبدأ مستثمرو المشاريع الأميركيين أيضاً وبعد سنوات من الترقب، في البحث عن موطئ قدم لهم في سوق التقنية الأوروبية. ومن ضمن هذه الشركات، باي بال التي استثمر مالكها بيتر ثيل في يونيو الماضي، في اثنين من شركات التقنية الناشئة في برلين عبر شركته فالار فينشرس. وتشكل هذه الخطوة، تحولاً في تفكير بيتر الذي أعلن عن عدم رغبته في الاستثمار في أوروبا التي وصفها بالكسل وعدم الطموح. وتوجد أيضاً رؤوس أموال جديدة تشق طريقها لسوق التقنية من مستثمرين غير تقليديين مثل، الأسر الغنية والأفراد والبنوك الاستثمارية وصناديق التحوط وهيئات الشركات. وتقوم هذه الجهات التي لم تجد لها في الغالب مدخلاً لسوق التقنية الأميركية الخاصة، حيث تهيمن الشركات الكبيرة على أفضل الصفقات، بالتدخل عندما تلح الحاجة في الحصول على السيولة النقدية خاصة في المراحل المتأخرة. وتمكنت فوندينج سيركل، المؤسسة المتخصصة في تقديم قروض الإنترنت، من جمع نحو 150 مليون دولار، في أكبر جولات جمع مال لمؤسسة أوروبية ناشئة. ويحذر الذين عايشوا انتعاش قطاع الإنترنت وانهياره في 1999، من أن يتأثر قطاع التقنية الأوروبي بواحدة من أكثر الصفات غير المفضلة في سيلكون فالي، المتمثلة في النمو الذي يفتقر للأسس القوية. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©