إعداد - محمد عبدالرحيم:
يبدو أن بوصلة الاستثمارات في قطاع الاتصالات تتجه إلى الخدمات ''المجتمعة'' أي نقل الصوت والفيديو والبيانات في حزمة واحدة أو كيبل واحد، وأصبح لدى الزبائن الذين ظلوا لعقود طويلة يتلقون الخدمة من كبريات شركات الاتصالات الهاتفية فرصة أكبر في اختيار مزودي خدمة الصوت والبيانات في الوقت الذي شرع فيه مشغلو الكيبل في استهداف هذه السوق الذي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات· إذ عمدت شركة كومكاست أكبر مشغل للكيبل في الولايات المتحدة الأميركية والتي تغطي حوالى 35 في المئة من أنحاء الدولة الى الدخول بقوة في هذا المجال العام المقبل· وكما يقول ستيف بيركي رئيس إدارة العمليات ونائب الرئيس التنفيذي في شركة كومكاست إن هذه الأعمال سوف يبلغ حجمها مبلغاً يتراوح ما بين 3 الى 5 مليارات دولار·
وكما ورد في صحيفة الفايناشيال تايمز مؤخراً فمن ضمن شركات الكبيل التي اندفعت بقوة في هذا القطاع شركة كوكس الخاصة للاتصالات ما يعكس بشكل جزئي حقيقة أنها تمكنت من إطلاق الخدمة الهاتفية لزبائنها في الخدمة التليفزيونية قبل العديد من الشركات المنافسة لها· والى ذلك فقد أصبحت الشركات المشغلة للكيبل توفر بشكل متزايد حزمة من الخدمة التليفزيونية المتعددة القنوات مع الدخول العالي السرعة للإنترنت بالإضافة الى الخدمات الهاتفية وهي الخدمة المشتركة التي برهنت على شعبية جارفة في أوساط الزبائن القاطنين في المنازل إلا أن أحد المتطلبات الأساسية لاستهداف الزبائن من الشركات والأعمال التجارية ما زال يكمن في توفير الخدمة الهاتفية، إذ يقول بيركي: ''من الصعوبة بمكان أن تتوجه الى أحد الحسابات التجارية قائلاً ''حسناً ان لدينا بيانات عالية السرعة إلا أننا لا نستطيع الاهتمام بهاتفكم''· وكذلك فقد أحرزت شركة ''كيبل فيجن'' المشغلة للكيبل في منطقة نيويورك تقدماً أكثر مما حققته كومكاست أو شركة تايم وارنر في إطلاق الخدمة الهاتفية·· فقد بدأت أصلاً في تسويق خدماتها لزبائنها من الشركات في هذه المنطقة· وذكر توم روتليدج رئيس العمليات في شركة كيبل فيجن أن المنطقة التي تغطيها الشركة لديها أعمال تجارية أنفقت 5,8 مليار دولار في العام في خدمات الاتصالات الهاتفية· ويشير الى أن الشركة أصبحت تستهدف كلا الخدمتين مع وجود فرصة مقدرة لتخفيض الأسعار·
وبدأت الشركات الهاتفية المنافسة مثل ايه تي آند تي وشركة فيريزون في استشعار التهديد المتنامي الذي أصبحت تشكله شركات الكيبل لعملياتها التقليدية وشرعت في بناء شبكات جديدة قادرة على توفير خدمات الفيديو المتقدمة بحيث تتضمن خدمة التلفزة العالية الوضوح والدقة بالإضافة الى توفير الحزمات الثلاثية التي تتضمن خدمات الصوت والفيديو والبيانات· أما الشركات الرائدة في صناعة الاتصالات الهاتفية المتسارعة في مجال الاندماج فقد بدأت أيضاً من جانبها في التركيز بمزيد من النشاط والفعالية على سوق الاتصالات الخاص بالشركات والأعمال التجارية في مسعى لتعويض الخسائر التي تكبدتها في الخطوط والبدائل اللاسلكية والنمو في هاتف الحزمة العريضة في قطاع المستهلك· أما شركة ايه تي آند تي المجموعة الأكبر من نوعها في الاتصالات الهاتفية في الولايات المتحدة الأميركية بعد اندماجها مع شركة ''اس بي سي'' للاتصالات كشفت من جانبها عن طلب قوي على وجه الخصوص من الأعمال التجارية الصغيرة والمتوسطة الحجم على ما يطلق عليه الخدمات ''المجتمعة'' في الوقت الذي اتجهت فيه الشركات بكلياتها الى الشبكات التي تعتمد على بروتوكول الإنترنت بدلاً من عمليات الصوت والبيانات الخاصة بها· وفي أوائل الشهر المنصرم دفعت شركة ايه تي آند تي مبلغ 300 مليون دولار مقابل الاستحواذ على شركة يو اس آي مزودة التطبيقات المستقلة الرائدة التي تدير تطبيقات معقدة لبرنامج المعلومات الخاصة بالشركات الكبيرة· وفي هذه الأثناء فإن شركتي فيريزون وايرليسي بالتضامن مع شركة سينجيولار الناقلة لخدمة الموبايل والتي تمتلكها بصفة مشتركة كل من شركتي ايه تي آند تي وشركة بلوتوث تعكفان على توثيق علاقتهما التجارية مع الزبائن من الشركات عبر توفير أجهزة جديدة بحيث تعمل على حد سواء في كل من شبكات سينجيولار وشبكات الواي فاي التي يجري بناؤها· وكما يقول ديني ستريجيل المدير التنفيذي لشركة فيريزون واريليس ''انها الخدمة التي طالبنا بها الزبائن من الشركات والأعمال التجارية''·
وفيما يبدو فإن المجموعات الكبيرة العاملة في مجال الاتصالات الهاتفية في الولايات المتحدة الأميركية تؤمن بمقدراتها على حزم الخدمات اللاسلكية مع خدمة البيانات والصوت في الخط الثابت وعما قريب مع خدمات الفيديو بحيث يمنحهم هذا الأمر ميزة هامة وحيوية على حساب منافسيهم في سوق الشركات والأعمال التجارية· وعلى ضوء ذلك فقد كانت شركات الكيبل من أقوى المناقصين في المزاد الأخير الخاص بالطيف والمجال اللاسلكي في الولايات المتحدة في خطوة ربما تمكنهم من تقديم وطرح الخدمات اللاسلكية الخاصة بهم·
عدد اليوم
