وكالة الطاقة الدولية تحذر من تراجع الطلب العالمي على النفط إذا تباطأ النمو الاقتصادي

حذرت وكالة الطاقة الدولية أمس من أن نمو الطلب العالمي على النفط قد يتعثر العام المقبل إن شهد الاقتصاد العالمي تباطؤاً من جديد. وقالت الوكالة، التي تقدم المشورة للدول الصناعية بشأن سياسات الطاقة، إنه على الرغم من أنها لم تجر تغييرات كبيرة على توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2011 و2012 رغم العاصفة الاقتصادية العالمية، إلا أن التوقعات تعتمد بنسبة كبيرة على أداء الاقتصاد العالمي في الأشهر المقبلة، فيما قالت إيران إن أعضاء منظمة الدولة المصدرة للنفط “أوبك” قد يعقدون اجتماعاً طارئاً لبحث تراجع أسعار الخام. وقفزت أسعار العقود الآجلة لمزيج نفط برنت اكثر من ثلاثة دولارات خلال تعاملات أمس بعد أن تعهد مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بإبقاء أسعار الفائدة قريباً من الصفر عامين آخرين. وقفز سعر عقود مزيج النفط الخام برنت لتسليم سبتمبر حتى مستوى 105,67 دولار للبرميل و(بحلول الساعة 04,13 بتوقيت جرينتش) بلغ سعر عقود برنت 105,44 دولار. وكان برنت قد سجل عند التسوية أمس الأول 102,57 دولار منخفضاً 1,17 دولار. وارتفع سعر عقود النفط الخام الأميركي الخفيف لتسليم سبتمبر حتى مستوى 82,43 دولار للبرميل بعد أن سجل عند التسوية اليوم السابق 79,30 دولار منخفضاً 2,1 دولار. وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقرير شهري “إدراكاً لسحب عاصفة اقتصادية آخذة في التكون لدينا سيناريو نتوقع فيه نمو الناتج الإجمالي العالمي ثلاثة بالمئة وهو ما يخفض قاعدة توقعات نمو الطلب العالمي في 2012 أكثر من النصف إلى 600 ألف برميل يوميا فقط”. والوكالة هي أخر المؤسسات الثلاث الأبرز التي تصدر تقديراتها للشهر الجاري. وامس الأول، خفضت منظمة “أوبك “وإدارة معلومات الطاقة الاميركية تقديرات نمو الطلب العالمي اثر تدهور التوقعات المستقبلية. وتأتي التقديرات وسط أنباء اقتصادية قاتمة وفيما أذكت مشاكل أوروبا والولايات المتحدة مخاوف من تجدد الكساد العالمي مع هبوط أسعار النفط نحو 15% خلال الأسبوع المنصرم في ظل عزوف كبير عن المخاطرة. ويمثل رقم 600 ألف برميل يومياً جزءاً ضئيلاً فقط من توقعات الوكالة الحالية لنمو الطلب على النفط لعام 2012 على أساس افتراضات بنمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة بين 4,2 و4,4 في عام 2011-2012 على مستوى العالم. وأضافت الوكالة “بعدما أوضحنا ذلك فان افتراض نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة تزيد عن 4% في عام 2011-2012 ربما يبدو تقديراً متفائلاً في ظل المناخ الحالي”. وقال ديفيد فايف، رئيس قسم أسواق وصناعة النفط في الوكالة،: “حساسية الأسواق الناشئة للدخل قوية جداً بالفعل ومن ثم فان حركة السوق ستختلف تماماً إذا كان معدل نمو إجمالي الناتج المحلي في العام المقبل 3% وليس 4,5% مثلاً”. ووفقاً للتقديرات الحالية، قلصت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2011 بواقع 60 ألف برميل يومياً إلى 1,2 مليون برميل يومياً نتيجة ارتفاع أسعار النفط وتباطؤ النمو الاقتصادي. لكنها رفعت توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2012 بواقع 70 ألف برميل يومياً إلى 1,61 مليون برميل يومياً وذلك جزئياً نتيجة ارتفاع احتياجات اليابان من الكهرباء من محطات تعمل بالنفط. وقالت الوكالة إن انتاج منظمة “أوبك” ارتفع قليلاً في يوليو إلى 30,5 مليون برميل يومياً مقترباً من مستويات ما قبل الأزمة الليبية. وأضافت أن فائض الطاقة الإنتاجية لدى “أوبك” تقلص إلى 3,3 مليون برميل يومياً، وهو مستوى وصفته بأنه “هزيل جداً مقارنة مع إجمالي المخاطر المتوقعة حالياً على جانب الإمداد”. إلى ذلك، قال المندوب الإيراني لدى “أوبك” إن وزراء المنظمة قد يعقدون اجتماعا طارئاً إذا شعرت الدول الأعضاء بالقلق جراء هبوط أسعار النفط. وقال محمد علي خطيبي لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إذا وصلت أسعار النفط إلى مستوى يثير القلق وشعر الأعضاء بالقلق فهناك احتمال لإجراء مفاوضات وعقد اجتماع طارئ”. ولم يحدد خطيبي المستوى الذي يتوقع أن يدفع “أوبك” لعقد اجتماع طارئ. وقال “لم تحدد الدول الأعضاء أي مستوى للأسعار ولديهم آراء متباينة فالبعض يقول إن 80-90 دولاراً نطاق مناسب بينما يرى البعض أن سعراً فوق 100 دولار ملائم”. وأضاف خطيبي أن الاتجاه النزولي الذي حدث في وقت سابق لم يكن انعكاساً للعوامل الأساسية بسوق النفط. وأوضح “في الموقف الحالي ليس للعوامل الأساسية بسوق النفط أي تأثير على أسعار النفط”، مضيفاً “هناك عادة خاطئة.. وهي ربط أسعار النفط بمؤشرات أسواق الأسهم ولا يبدو أن هذه علاقة علمية صحيحة.